من قتل من ؟

بدر الدين السوافيري
mandlen63@gmail.com

2019 / 9 / 2

كل القتل حرام ، مهما كانت الأسباب الداعية لذلك طالما لم يكن الفعل تحت حكم ومظلة الشريعة والقانون ، والجميع مدانون ومجرمون سواء قتلة الامس القريب على حواجز الشرطة او من استخدموا القتل لتحقيق اهداف سياسية في الماضي ، فلم يخول ديننا ولا عاداتنا احد بحمل السلاح واهدار دم البشر ، حتى وعلى فرضية كانت الاهداف نبيلة ، ولا اظن ان في القتل نبل !
عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار).
ولعل السؤال الملح الان ..... من زرع في عقول هؤلاء الشباب، تلك الاحقاد وجعلهم العوبة وطلاب متفوقين في نهج الفكر الارهابي ؟!
ربما كان الجهل الديني سبب لهذا او الغباء في حل القضايا الاجتماعية والاقتصادية او ربما كان انتقام شخصي لامر ما ، ولكن المؤكد وان تعددت الاسباب ، فقد امتدت اليد واستطاع الاصبع ان يضغط بكل قسوة على الزناد او الحزام الناسف ولكي يتحول المرء بعقله وقلبه لهذه الجرم المفرط فذلك قد احتاج بالضرورة حدوث حالة من الخلل والزراعة العقلية المريضة ، وهذه ليست وليدة الصدفة او طفرة استثنائية ، بل هي تربية وتغذية فكرية امتدت لسنوات !
هنا دعونا نتساءل اين العائلة والعشيرة والمدرسة والجامعة وقبلهم المساجد المزخرفة من عقول هذا الشباب ؟! فلا مبرر للقتل مهما تعاظمت الاسباب ، رغم الحصار والفقر والبطالة والامراض النفسية المستوطنة بغزة ، وقبل ان ندين احد ولا احد من القائمين على الامور بغزة بالطبع براء من الامر تماشيا مع قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
نكرر السؤال ... كيف اصبحت عقول الشباب ارجوحة تمتطى لتحقيق متعة الانتصار ضد الخصم ؟!
يجب ان يدرك الجميع ، ان فرقتنا سبب نكبتنا وطالما كانت وحدتنا بعيدة المنال ولا احدا يؤدي دوره كما يناط به ،كما امرنا رب العالمين ، وطالما بقينا نهتم بكثرة المساجد وجمال مظهرها ليعتليها المشايخ لتذكيرنا فقط بالجنة والنار ، فستبقى عقول الشباب الضائعة فرصة سانحة وارض خصبة لمزيدا من العقد النفسية وسيكون سهلا ان يفجر الشاب بيوم قريب ، امه وابيه لانهم سبب وجوده في مجتمع ضاعت فيه الامال والحقوق وتمكنت من اركانه احوال التيه والعته والظلم !
المطلوب ان نترك الانا وان ينزل الجميع عن تلك الشجرة العالية ، فالمجتمع الغزي محبط ويعاني من النكسات المتتالية ولم يعد يكترث شبابه كثيرا للحياة وبات الموت لديه اسهل الطرق وارخصها للنجاة !



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن