هل قدم الرئيس السورى (المراكشى الاصل ) تاج الدين الحسنى لواء الاسكندرونة هدية الى تركيا؟

سليم نزال
salim_nazzal@yahoo.com

2019 / 9 / 1


لمن لا يعرف تاج الدين الحسنى ثالث رئيس سورى مراكشى الاصل. من اسرة مرموقه كان والده مفتى مرموق فى سورية و كان هو قاضى شرعى قبل توليه مهام رسمية . تولى رئاسة الوزراء اثناء الانتداب الفرنسى على سورية (1934. 1936 ) و لاحقا رئاسة الجمهورية السورية بين العام 1941 و عام 1943 و توفى و هو فى سدة الحكم بل هناك اقاويل و شائعا حول ظروف وفاته .
اما سبب الكتابة عنه فهو اللغط الكثير الذى دار مؤخرا و اتهم فيه الرجل بمنح سورية لواء الاسكندرون السورى عام 1939 الى تركيا .معنى هذا الكلام هو نفى الرواية الرسميه السورية ان فرنسا قدمت لواء الاسكندرونه هدية التى تركيا لكى لا تقف مع الالمان فى الحرب العالمية الثانية .
و المشكل ان ما قراته عن الموضوع كان فى الاغلب كتابات ذات طابع ايديولوجى من الصعب معرفة الحقيقة فيها .و الموضوع بحاجة لدراسة وثائق تلك المرحلة من اجل الوصول الى الحقيقة و الدور الفرنسى و دور الرئيس تاج الدين الحسنى فى الموضوع ان كان له دور .خاصة ان التهمة انه كان متعاطفا مع حركة الاخوان المسلمين التى انتقلت الى سورية من مصر التى تقول ان سبب قبوله كان استنادا الى قوله ان الاسكندرونه تنتقل من ارض الاسلام الى ارض اسلامية اخرى . اما التهمة الاكثر خطورة فهى انه كان لا يمانع من منح الاسكندرونه الى الاتراك كون غالبية السكان فيه من الطائفة العلوية و بذلك يتخلص منهم حسب هذا الراى .و المشكل اننا نعيش زمنا غير صحى و من السهل تبادل الاتهامات فى هذا الزمن المتوتر .لذا ما نريده هو الحقيقة استنادا الى وثائق مؤكدة .
اما بالنسة لتاريخ الرجل فانه يشير الى موقف وطنى عندما رفض الذهاب مع اعيان البلاد لكى يصافح المندوب السامى الفرنسى الجنرال غورو بعد معركة ميسلون الشهيرة التى هزمت فيها القوات السورية. و ادت الى طرد الملك فيصل الى العراق .و قولته المشهورة ( من يودع فيصل لا يصافح غورو! )
هذا و قد وصفه فارس الخورى رئيس الوزراء السورى الذى شارك اخوه كوزير فى حكومة الحسنى بكلام ايجابى لا يستدل فيه اى شك فى مصداقية الحسنى .
هناك من يقارن دور تاج الدين الحسنى برئيس الوزراء العراقى نور السعيد تجاه محاباته الانكليز بمحابات الحسنى لفرنسا . و كل الدلائل التى اضطلعت عليها تشير انه كان له مواقف محاباة تجاه فرنسا .و لكن هذا الراى يعتبر ان مراعاته لفرنسا كانت من اجل خدمة سورية خاصة و قد كانت تمر فى مرحلة انتقالية حساسة . اما اصحاب الراى المتهم للحسنى يعتمدون على نص ورد فى الانتداب الفرنسى يقول فيه بعدم جواز الدولة المنتدبة فرنسا فى القيام باى تغيير يتعلق بالحدود . لكن هذا يبقى موضوعا على الورق لان الانكليز ضربوا بعرض الحائط باتفاقية الانتداب التى كانت تنص على منح فلسطين الاستقلال خلال فترة قصيرة. و بدل ذلك فتحوا الابواب لليهود .و لذا يمكن السؤال هل الرجل يملك الارادة على تسليم الاسكندرونة بدون موافقه طرف الانتداب الفرنسى .هذا سؤال لا يمكن الاجابة عليه الا بعد فحص وثائق تلك المرحلة لاجل التعرف على الحقيقة بدل الغوص فى تكهنات و استنتاجات لا تستند الى براهين قوية .لكن لا بد من مواجهة حقائق التاريخ حتى و ان كانت مؤلمة لكى نتعلم منها .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن