-زمن عتونو راح- والكرد باتوا شركاء بالوطن

بير رستم
pirustem@gmail.com

2019 / 8 / 30

الحوار هو الحل وليس التهديد والوعيد و"زمن عتونو راح" نأمل أن يصبح ذلك قناعى لدى كل السوريين. ما دعاني لكتابة العبارة السابقة هو لغة الوعيد والتهديد لبعض الأخوة السوريين لنا نحن الكرد بين الحين والآخر ولو كانت مبطنة من البعض، بينما الأغلبية يعلنها حرباً علينا وللأسف ما زال يؤمن بأن ذاك سيعيد سوريا لما كانت عليها من دولة بوليسية أمنية متناسياً بأن المنطقة والعالم تعيش زمن نهاية الديكتاتوريات. وهكذا وفي إطار الحوار والرد وبعض التهديدات المبطنة من قبل الحشد الأول فقد كتب أحد الأخوة من المكون العربي تعليقاً يقول فيه:

"شكرا لانك اشهرت بتعليقي وهذا دليل انه مهم.......لكن هذا ردي وركز ع الخيارين الاخيرين. الأكراد السُّوريّون الذين تُسيطِر قُوّات سورية الديمقراطيّة، ذِراعهم العَسكريّ، على رُبع الأراضي السوريّة حاليًّا، ويَحظون بدَعمٍ أمريكيّ، أقدَموا على هَذهِ الخَطوة وهو
فتح باب المفاوضات مع الدولة السوريه وفي هذا التَّوقيت بالذَّات، لعِدَّة أسباب:

ـ الأوٍل: عدم ثِقتهم المُطلَقة بالأمريكان، الداعم الرئيس لهم، والمُتواجِدين في قواعد داخِل الأراضي التي يُسيطِرون عليها خاصَّةً بعد أن تخلَّى هؤلاء عن الفَصائِل المُسلَّحة المُعارضة في جنوب سورية، وإرسالهم رسالةً واضِحةً لقيادتهم، وباللغةِ العربيّة تُؤكِّد أنّها لن تتدخَّل لحِمايَتهم أمام زحف الجيش السوري نحو دَرعا والقنيطرة، وكذلك لدُخول أمريكا في تحالف مع تركيا ضِد أشقائِهم في مِنبج وعِفرين، وتَخلِّيهم عن كردستان العِراق وعدم دعم طُموحات قيادتها في الاستقلال.

ـ الثاني: إعلان الرئيس بشار الأسد أنّه بعد سيطرة قُوّاتِه على مساحاتٍ واسِعةٍ من البِلاد باتَت قُوّات سورية الديمقراطيّة “المُشكِلة الوَحيدة المُتَبِقِّية أمامه، وقال “إنّنا أمام خِيارين، أحدهما فتح قنوات الحِوار معهم، وإذا لم يستجيبوا سَنلجأ إلى تحرير تِلك المناطق التي يُسيطِرون عليها بالقُوّة”، ويبدو أنّهم اختاروا الخِيار الأوّل.

- الثالث: التهديدات التي أطلَقها الجِنرال قاسم سليماني قبل بِضعَة أيّام التي وجَّهها إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقال فيها أنّ هُناك 50 ألف جُنديٍّ أمريكيٍّ باتوا رهائِن تحت رحمة الحَرس الثوريّ وحُلفائِه، ويَقصِد بذلك القُوّات الأمريكيّة في سورية والعِراق".

إن رد وتعليق ذاك الأخ المتابع دفعني لكتابة هذا الرد بدوري حيث كتبت له ما يلي؛ أخي .. أحترم كل التعليقات، لكن أختار البعض لأجعله محور بوست كونه يكون فتح آفاق جديدة وقد أجعل هذا التعليق وردي عليك بوستاً جديداً، كونه هو الآخر طرح عدد من الأسئلة ومعها آفاق جديدة للحوار .. أما وبخصوص النقاط التي أثرتها فإليك الرد وباقتضاب؛ أولاً وبخصوص الثقة بالأمريكان فلا شيء في السياسة بهذا الصدد حيث تتغير التحالفات وفق المصالح ولذلك قيل "لا صداقات ولا عداوات دائمة بالسياسة" وبالتالي فإن العلاقة مع الأمريكان ليست على ثقة أو فقدانها، بل ارتباط مصالح والكرد لم يختاروا العلاقة مع أمريكا حباً وغراماً، بل إجباراً وكما يقال أيضاً؛ "مكرهاً أخاك لا بطل" وذلك بعد أن أجبرتنا سياسات حكومات المنطقة وقمعهم وحرمان شعبنا من حقوقه، بأن يطلب المساعدة من الآخرين، كما أجدادك عندما طلبوا مساعدة الإنكليز للتخلص من ظلم الدولة العثمانية.

أما بخصوص أن الأمريكان سيتخلون عن الأكراد أو تخلو عنهم في كركوك، فدعني أفيدك بشيء؛ بأن شعبنا يدرك بأن الأمريكان لهم حليف واحد فقط وهو مصالحهم، لكن بنفس الوقت ندرك بأن لن يجدوا حليفاً أفضل من الكرد -مرحلياً على الأقل- لحماية مصالحهم وبالتالي لا خوف من قضية التخلي عنهم من جانب الحلفيف الأمريكي وبخصوص مسألة الإقليم وكركوك فللأسف القيادات الكردية بالإقليم لم تجيد القراءات السياسية حيث كان الأمريكان مجبرين على دعم بغداد لكي لا تذهب أكثر للحضن الإيراني ولذلك طلبوا من الرئيس بارزاني عدم الاستعجال، لكن وللأسف فإن الأخير أراد تسجيل ولادة دولة كردستان باسمه، مما أجبر الأمريكان للوقوف مع بغداد ونفس السيناريو تكرر بعفرين، لكن هذه المرة لإرضاء تركيا على حساب شعبنا وهذه ندركها ولكن بنفس الوقت ندرك بأن الأمريكي هو الأفضل لنا وإلا فإن كل كردستان سوف تتحول إلى عفرين وكركوك وبالمناسبة ومرة أخرى أذكرك؛ بأن أجدادك ضحوا بالفلسطينيين لتنالوا أنتم بقية العرب بعض الحقوق وإلا كنتم بقيتم لليوم -ربما- تحت الاحتلال العثماني أو الغربي ونأمل أن لا تصبح عفرين قلسطين ثانية.

وأخيراً وبخصوص التهديدات الإيرانية -قاسم سليماني- أو النظام السوري، فكلنا يعلم؛ بأن لا جدية لتهديداتهم في ظل الوجود الأمريكي ومنع تحليق الطيران فوق شرق الفرات إلا لطيران التحالف الدولي وبالتالي فلا خوف على الإدارة الذاتية في ظل الحماية الأمريكية وطلب الإدارة للحوار مع دمشق نابع من الموقف الوطني وليس من خوف بأن يبقوا وحيدين في الميدان بعد "تخلي" الأمريكان -عنهم وذلك كما تتوهمون- بل لإدراكنا بأن وبالأخير تبقى قضية الحوار مع دمشق هو أفضل الحلول لنا جميعاً كسوريين بمختلف مكوناته وأعراقه ولعلمك وعلم الجميع؛ هذا هو مطلب الإدارة الذاتية وعموم الحركة الوطنية الكردية، أتعلم لما، كوننا نؤمن بالحل الوطني الديمقراطي وبأن لا مخرج لنا جميعاً دون التوافق على برنامج وطني يضمن حقوق كل المكونات السورية الدينية والعرقية القومية وبالتالي فهو مشروع أو جزء من المشروع السياسي لشعبنا وليس خوفاً أو تحسباً لخيانة أمريكية لنا كما يفسرها البعض منكم وللأسف.. نأمل أن تصلوا لتلك القناعة؛ بأن "زمن عتونو راح" وبأن الكرد باتوا شركاء بالوطن مع تقديرنا لذكرى ذاك البطل السوري ذي الأصول الكردية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن