ماذا قدمت لنا الأمريكان؟

بير رستم
pirustem@gmail.com

2019 / 8 / 30

هناك جدال واسع بين أطياف المجتمع السوري بخصوص الموقف من الأمريكان حيث البعض يتخذ موقف العداء إنطلاقاً من مواقف أيديولوجية مثل التيارات اليسارية وبعض القومويين وذلك لأساب تتعلق وكما قلنا بالمواقف والرؤى السياسية بخصوص قضايا الإشتراكية والرأسمالية وصراعهما التاريخي -بخصوص التيارات اليسارية- بينما موقف القوميين العرب ينطلق بالأساس من القضية الفلسطينية ومختلف القضايا العربية والصراع مع إسرائيل واتخاذ الأمريكان موقف الحامي والداعم للدولة الإسرائيلية وكذلك هناك مؤخراً تيارات راديكالية إسلامية تعادي الأمريكان وذلك لمحاربة الأخيرة لها تحت مفهوم دحر الإرهاب بالمنطقة وبالتالي يمكننا تفهم موقف مختلف تلك التيارات في عدائها للأمريكان، كما أن هناك بعض الأصوات التي تعادي الأمريكان مؤخراً لوقوفها ودعمها للكرد -وفق منظور بعض القومجيين العروبيين- رغم أن الحقيقة واضحة تؤكد بأن الأمريكان يقفون فقط مع مصالحهم وهم لم يدعموا الكرد -أو بالأحرى قوات الحماية الشعبية ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية- إلا بعد أن يأسوا من ايجاد قوى عسكرية قادرة على الوقوف في وجه الإرهاب والتطرف الإسلامي .. نعم إننا يمكن تفهم مواقف كل أولئك انطلاقاً من مقدمات وأسباب خاصة بكل تيار سياسي، لكن ما لا يمكن تفهمه هو وقوف بعض الكرد ضد سياسات أمريكا وبحجة "ماذا قدمت لنا أمريكا"، رغم أن رائحة الحقد واضحة في خطاب هؤلاء وبأن موقفهم وبقناعتي فقط نابع من حقدهم ورغبتهم في إحباط مشروع الإدارة الذاتية وللأسف وهو إن دل على شيء فهو يدل على قصر النظر السياسي، طبعاً إن أحسنّ الظن بهم، ناهيكم عن الإرتزاق ةالعمالة السياسية للبعض الآخر.

وبخصوص ذاك الموقف حاولت خلال الفترة الماضية توضيح الكثير من القضايا والمسائل، لكن يبدو أن البعض فعلاً يريد "تعكير المياه للصيد فيه" مثل تلك السيدة التي كتبت تقول: "ماذا قدمت لك امريكا ...عفرين اين هي الان ..لا وجود لآبار النفط فيها وهي كردية معقل قوات قسد، هل برأيك سيبقى حالك هكذا كما انت في شرق الفرات، الاوراق ستحترق يا بير وترمب رجل اعمال قبل ان يكون رئيس، اذا كانت صفقة رابحة سيبيع يا بير وانت في مكان تترك للضباع والذئاب يا بير عرفنا مدى صبرنا على الاهات بعفرين يا بير كفاكم لعب بمستقبل شعبنا بكتابتكم المحرضة على باقي مكونات سورية والخاسر الاكبر الشعب المعتر الكردي مستقبلا ليس بالضرورة الان". طبعاً نلاحظ التشنج والانفعالية وحتى الحقد بكل تجلياته ليس فقط بخصوص افدارة الذاتية، بل لكل من يحاول القول بأن هذه التجربة ليست المثال، لكن أفضل الموجود والمتوفر وإنني سأوجز ردي على هذه السيدة الكردية وأقول: تفضلي وحاولي أن تجدي البديل الأفضل حيث بفضل الأمريكان -ولعلمك- فإن شعبنا في كل من روجآفا والإقليم يتمتع ببعض الحقوق وذلك على الرغم من كوارث كركوك وعفرين وشنكال ولعلمك أيضاً؛ لولا الأمريكان لكان الإقليمين في خبر كان ونموذجاً كارثياً عن عفرين التي دافع عنها من تريدين أن تدينينهم وللأسف .. وبالأخير عليك أن تعرفي بأن لا أحد يلعب بمستقبل الشعوب إلا بعض الحمقى والمرتزقة الذين باعوا ضمائرهم ولمعلومك؛ كنت دائماً وما زلت أدعو للتآخي والمحبة بين مكونات المنطقة ولم أحرض أحد ضد أحد لكنني لا أقبل أن أكون تابعاً عبداً للآخرين كما يرضى بها بعض المستعبدين الذيليين.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن