القصيبة و السوق الاسبوعي

محمد طالبي
droitsdesgensdakhla@gmail.com

2019 / 8 / 19


يوم السبت بعد صلاة العصر،يتوافد فلاحو الدواوير المجاروة. تغرمين ، امهيواش، تافطويت أصفرو ،تاغزوت... الخ . يتوافدون راكبين دوابهم حميرا و بغالا . حاملين ما تيسر وما تجود به عليهم اراضهيم من خضر وفواكه . فلاحون صغار يمتهنون فلاحة معاشية ،فلاحة بسيطة ومحلية، منتوجها طبيعي مائة بالمائة . مذاق المنتجات لذيذ، ولا يضاهيه مذاق باقي المنتجات المنافسة رغم حسن منظرها وجماله. فعند الطهي يعز من يعز، ويهان من يهان . ثم بعد الاكل يظهر فرق شاسع بين المنتجان : البلدي المحلي و الرومي .. اخبرني احد اصدقائي ان المقارنة بين البلدي و الرومي.تنطبق ايضا على "الهوموسابيان" فالبلدي لذيذ بشكل لا يصدق. أما الرومي رغم مظهر الفاتن و الجداب فعند تدوقه ، يصدمك طعمه و مذاقه. لم تتح الفرصة لأتأكد من صدق كلام صديقي "الزما كري" وأن أقوم بالمقارنة بنفسي.
تجارة الخضر والفواكه المحلية لها زبناؤها العارفون بها وبفوائدها وخباياها. أناس خبراء بمعايير الجودة والاثمنة ، كما ان لها توقيتها الخاص. حيث يبدأ سوقها عشية يوم السبت بعد الظهر مباشرة وينتهي سوقها مباشرة بعض نزول الظلام، بعض المقاهي الشعبية و التي هي عبارة عن خيم كراسيها وطاولتها بسيطة بل متواضعة جدا ومتسخة في غالبيتها . تفتح ابوابها وتبدأ في استقبال زبائنها والدين يكونون في الغالب وافدون من نواحي المدينة. يتناولون اللحم المشوي و أكواب الشاي المنعنع .
السوق عشية السبت يصبح ايضا مجالا خصبا،للعبة السمكة و الطعم والصنارة. أعداد لاباس منها من البط البشري تعرض نفسها ومفاتنها، في تصريح صريح بما جادت عليها الطبيعة من ممتلكات. لحم بشري يعرض نفسه في المزاد. بعض الوافدين من المدن المجاورة،متأنقون على شاكلة ابطال الافلام الامريكية بسياراتهم الفارهة والتي في الغالب لوحات ترقيمها ليست مغربية ،يبحثون عن طرائدهم بغريزة الحيوان المفترس..
فرسان اخر زمان واخر الليل .فاتحون جدد قادمون بعقيدة جديدة يبشرون بدين جديد قائم على ثلاثة أركان : مال،جنس و طبيعة خلابة...عقولهم محشوة حشوابصورة نمطية عن المدينة،كرستها مخلفات زمن الاستعمار و زمن"الجنرال ليوطي" . هذا الاخير حاول تكسير شوكة المقاومة بالمنطقة. فقام بإنشاء "بورديلات" بالمدينة .في تحد سافر لتاريخها المشرف وضدا على رغبة شهيداتها وشهداءها ،وساكنتها المقاومة و المناضلة. و امعانا في امتهان كرامة المدينة المقاومة. فاصبح الوافد الجديد لاعب دور "اليانكي" . عوض ان يفتح عينيه و يشم عبق تاريخ مشرف لوطنه ، يظن نفسه على ابواب مبغى كبير..
الاحد صباحا يفتح السوق الاسبوعي ابوابه، بعد صلاة الفجر مباشرة...
يتبع...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن