خرافات المتأسلمين5- خرافة عدالة الصحابة

زهير جمعة المالكي
zuhair66us@yahoo.com

2019 / 8 / 9

من الخرافات التي عطلت العقل الجمعي للمسلمين والتي عمل الفقهاء المتأسلمين على ترسيخها في عقول اتباعهم حتى اصبحت من المسلمات التي يرفض اتباع المتاسلمين حتى التفكير في صحتها وهي خرافة عدالة الصحابة ويقصد بها تمام الثقة بأقوالهم وأخبارهم وان على المسلم ان لَا يتكلف الْبَحْث عَن عدالتهم ، وَلَا طلب التَّزْكِيَة فيهم وجميع ذلك يقتضى طهارة الصحابة ، والقطع على تعديلهم ونزاهتهم ، فلا يحتاج أحد منهم ، إلى تعديل أحد من الخلق له . اذن لننظر فيهذا الموضوع ونرى مدى صحة القول بعدالة الصحابة . سوف نرجع في البحث الى المصادر المعتمدة ممن يطلقون على انفسهم اهل السنة والجماعة باعتبارهم الاكثر تمسكا بمبدا (عدالة الصحابة ) .
اول ما يجب البحث فيه هو تحديد من هو الصحابي بحسب راي الفقهاء ؟ قال أحمد بن حنبل( أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من صحبه شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه). وقال محمد بن إسماعيل البخاري (من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه). وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب (لا خلاف بين أهل اللغة في أن الصحابي مشتق من الصحبة وانه ليس مشتقا على قدر مخصوص منها بل هو جار على كل من صحب قليلا كان أو كثيرا وكذلك جميع الأسماء المشتقة من الافعال ولذلك يقال صحبت فلانا حولا وشهرا ويوما وساعة فيوقع اسم الصحبة لقليل ما يقع عليه منها وكثيره) . اذن بحسب راي الفقهاء الصحابة هم كل من راى الرسول وصحبه ولو ساعه .
يستدل الفقهاء لاثبات عدالة الصحابة الى قول الله في القران من سورة التوبة (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة/100 وهي سورة مدنية اي انها نزلت في المدينة . الا انهم يتعمدون ا يتناسوا ان الله وصف في ايات مكية بعض الذين التفوا حول الرسول بانهم في قلوبهم مرض كما ورد في سورة المدثر (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا...) . وهذا دليل على ان ممن كانوا حول الرسول في المرحلة المكية في قلوبهم مرض اي ان الذين ورد ذكرهم في سورة التوبه ليسوا جميعا مؤمنين بل منهم من كان في قلوبهم مرض . وبذلك نرى ان جميع الايات التي يحتجون بها مثل الاية 110 من سورة ال عمران تكون مشروطة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر او انها تكون مخصوصه بمجموعه مية منهم مثل اية بيعة الرضوان التي تقتصر على الذين كانوا حاضرين البيعة تحت الشجرة والذين لايزيد عددهم عن 1200 شخص وخصت منهم بدلالة الآيات الأخرى الذين آمنوا ولم يكن في قلوبهم مرض، واستقاموا على الإيمان ولم ينحرفوا عن لوازم البيعة وتكون مشروطة بالوفاء بالعهد وعدم نكثه بدلالة الاية 10 من سورة الفتح . فهل وفى كل الصحابة بحسب تعريف مالك والبخاري بالعهد ؟ هذا ما سوف نراه لاحقا .
اول رد جاء على ذلك حدث في معاهدة الصلح في الحديبية حيث شك بعض الصحابة في صحة نبوة الرسول كما ذكر ذلك البخاري في كتاب الشروط ، برقم (2731) ، ج3 ، ص193 ، وأخرجه سهل بن حنيف وأخرج مسلم حديث سهل ، كتاب الجهاد والسير ، وأخرج الإمام أحمد حديث المسور؛ وأخرج حديث المسور أبي داود في سننه ، وأخرج النسائي في السنن الكبرى حديث سهل وذكر موضوع الشك بالتحديد ابن حبان في صحيحه ، كتاب السير ، برقم (4872) ، ج11 ، ص227 ؛ والطبراني في المعجم الكبير، والبيهقي في دلائل النبوة وأبو بكر النيسابوري في كتاب الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف . بل وصل الشك بينهم حتى خالفوا أوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلم يستجيبوا له حينما أمرهم بالحلق والنحرإلا بعد التكرار وقيامه بنفسه بالحلق والنحر.
مما تقدم نرى ان ادلة عدالة الصحابة بالقران لاتشملهم جميعا بل تستثني منهم الذين في قلوبهم مرض والمنافقين بل ان القران ذكر نصا ان بعض الصحابة كانوا من المنافقين كما ورد في الاية 101 من سورة التوبة (وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ ) فهذا اخبار من الله ان هناك بين الاعراب منافقين وهم ينطبق عليهم تعريف الصحابة وكذلك في المدينة منافقين لايعلمهم رسول الله ولكن الله يعلمهم . وقد تاكد المعنى في اية اخرى هي الاية 60 من سورة الاحزاب (لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلً ) ، فهذا دليل على وجود منافقين ومن في قلوبهم مرض والمرجفون بين الصحابة . ونفس المعنى تكرر في الاية 12 من سورة الاحزاب (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ). كما ان الله وصف احدهم صراحة بانه فاسق كما جاء في الاية رقم 6 من سورة الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) وهي الاية التي نزلت في في الوليد بن عقبة وهو معدود في الصحابة .
كذلك وصف الله بعض (الصحابة ) بانهم كانوا يؤذون الرسول كما روى البيهقي في السنن الكبرى الجزء السابع كتاب النكاح عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- : لَوْ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا) . وقد قال الفخر الرازي في تفسيره (القائل هو طلحة بن عبيدالله الذي قال : لئن عشتُ بعد محمّد لأنكحنّ عائشة) .
كما وصف الله بعض (الصحابة) بانهم استزلهم الشيطان بقوله في الاية 155 من سورة ال عمران (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ) . وقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره لهذه الاية (أنّ عمر بن الخطاب كان من المنهزمين ، إلاّ أنّه لم يكن في أوائل المنهزمين !! ومن الذين فرّوا يوم أُحد عثمان بن عفان ورجلين من الأنصار يقال لهما سعد وعقبة ، انهزموا حتّىٰ بلغوا موضعاً بعيداً ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام ) وايده في هذا التفسير الطبري في تفسيره وكذلك جاء في تفسير الدر المنثور .
ثم نأتي إلىٰ سورة النور( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) . فهذه الاية دالة دلالة واضحة على ان من طعن في عرض زوجة الرسول هم من (الصحابة) وذكر الفخر الرازي ان من جاؤوا بالافك هم هم عبدالله بن أبي سلول ، بالاضافة الى بعض الصحابة المعروفين منهم حسان بن ثابت شاعر الرسول صلى‌الله‌عليه ‌وآله ‌وسلم وزيد بن رفاعة ومسطح بن أُثاثة وحمنة بنت جحش اخت زينب بنت جحش زوجة الرسول .
هذه بعض الايات فاذا رجعنا الى احاديث النبي من المصادر التي تعتبر صحيحة بالنسبة لمن يسمون انفسهم باهل السنة والجماعة نرى ان البخاري قد روى عن أبي هريرة عن النبي قال (بينا أنا قائم إذا زمرة حتّىٰ إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلمّ ، فقلت : أين ؟قال : إلىٰ النار والله ، قلت وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدّوا بعدك علىٰ أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة حتّىٰ إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمّ ، قلت : أين ؟ قال : إلىٰ النار والله ، قلت ما شأنهم ؟ قال : إنّهم أرتدّوا بعدك علىٰ أدبارهم القهقرىٰ ، فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل هَمَلِ النَّعم ) فهذا حديث صريح من (اصح كتاب بعد كتاب الله ) يقول ان اكثر الصحابة قد ارتدوا ومايخلص منهم الا مثل همل النعم اي اقل القليل . ومن الصحابة الذين بشرهم رسول الله بالنار سمرة بن جندب حسب ما روى الحافظ أبو بكر بن أبي شيبة في كتابه (المسند) ، الجزء 2،(قال أبو محذورة: كنت أنا وأبو هريرة وسمرة في بيت فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ بعضادتي الباب. فقال: «آخركم موتاً في النار»، قال: فمات أبو هريرة، ثم مات أبو محذورة، ثم مات سمرة)
كذلك نرى ان النبي قد سمى اربعة عشر (صحابيا ) حاولوا قتله عند عودته من العقبة كما ورد في صحيح مسلم ومسند احمد وقد ذكرهم لحذيفة ابن اليمان وعندما ساله حذيفة لماذا لايقتلهم قال الرسول (أكره أن تحدث العرب بينها أن محمداً قاتل بقوم حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم) فقول الرسول يدل على ان من حاول قتله هم ممن قاتل معه من اصحابه . كما ان الرسول قد لعن بصورة صريحة بعض الصحابة مثلما روى الحافظ البزَّار في مسنده المعروف بـ(البحر الزخار، ج6، ص 159، رقم الحديث 2197، تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، الناشر: مكتبة العلوم والحكم – المدينة المنورة من ان الرسول لعن الحكم ابن ابي العاص وهو ابو مروان ابن الحكم وما ولد .
كما روى الحافظ الروياني في مسنده (ج1، ص 257، رقم الحديث 382، الناشر: مؤسسة قرطبة – القاهرة) قال رسول الله صلى الله علية وسلم : اللهم إن عمرو بن العاص هجاني، وهو يعلم أني لست بشاعر، فاهجه والعنه عدد ما هجاني – أو مكان ما هجاني ) .
والجريمة الكبرى التي ارتكبها بعض من يسمون (صحابة ) وقعت قبل أربعة أيام من وفاة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهي المعروفة برزيّة يوم الخميس كما يرويها البخاري (اصح كتاب بعد كتاب الله) في كتاب الجهاد والسير باب (هل يستشفع الى اهل الذمة ومعاملتهم) بالقول (حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس فقال ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وأوصى عند موته بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ونسيت الثالثة) هنا نرى مجموعة من كبار (الصحابة) بدليل وجودهم في بيت الرسول في ايامه الاخيرة يتهمون الرسول بانه (هجر) اي (خرف) .
روى النسائي في (السنن الكبرى، ج10، ص 351 – 352، رقم الحديث 8553، الناشر: دار التأصيل) بإسناده عن ابن عباس، وفيها قوله متحدثاً عن إرسال النبي (صلى الله عليه وآله) أبا بكر بسورة التوبة إلى مكَّة: (وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً خلفه، فأخذها منه فقال: «لا يذهب بها رجل إلا رجل هو مني، وأنا منه»).
بعد ان راينا افعال (الصحابة) في حياة الرسول وكيف كانوا يأذونه جسديا ومعنويا وراي الرسول فيهم نستعرض اعمالهم بعد وفاة الرسول لنعلم هل التزموا بعهد الله ليدخلوا في نطاق الرضوان ويصبحون عدول ؟
كان اول امر حدث بعد وفاة الرسول وقبل ان يدفن ويوارى الثرى (فلته ) مبايعة ابو بكر بالخلافة بشهادة وزير ابو بكر عمر ابن الخطاب . فقد أخرج البخاري في صحيحه، وأحمد في مسنده، والحميدي والموصلي في الجمع بين الصحيحين وابن أبي شيبة في المصنف وغيرهم عن ابن عباس في حديث طويل أسموه بحديث السقيفة، قال فيه عمر: إنما كانت بيعة أبي بكر فَلْتَة وتمَّت، ألا وإنها قد كانت كذلك، ولكن الله وقى شرَّها... مَن بايع رجلاً عن غير مشورة من المسلمين فلا يبايَع هو ولا الذي بايعَه تغرَّة أن يُقتَلا. وفي رواية أخرى: ألا إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، وقى الله المؤمنين شرَّها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه.وذكر هذا الحديث السيوطي في تاريخ الخلفاء، وابن كثير في البداية والنهاية، وابن هشام في السيرة النبوية، وابن الأثير في الكامل، والطبري في الرياض النضرة . اذن فتلك البيعة كانت (فلته) ومن غير مشاورة المسلمين وكانت شرا دفعه الله .
اما الاحداث التي حدثت بين (الصحابة) بعد وفاة الرسول فهي تملء كتب التاريخ فقد قتل بعضهم بعض وتشاتموا وتحاربوا والذي سيكون موضوع لخرافة اخرى نتناولها لاحقا . ولكن يكفي ان نثبت ان من (الصحابة ) من شرب الخمر كما روى الحافظ المُحدِّث سعيد بن منصور في سننه المجلد الثاني، ص197، رقم الحديث 2501،عن شرب (الصحابي) الوليد بن عقبة الخمر، وقوله (لأشربن وإن كانت محرمة، ولأشربن على رغم من رغم).وما رواه ابن حجر العسقلاني عن صلاته عندما كان امير على الكوفة لعثمان بن عفان وهو سكران . ومن (الصحابة ) الذين شربوا الخمر ايضا معاوية ابن ابي سفيان حسب ما روى أحمد بن حنبل في (المسند، الجزء 38، بحديث عبدالله بن بريدة . كذلك من (الصحابة ) سمرة ابن جندب الذي روى كل من مسلم بن الحجاج في صحيحه في الحديث رقم 1618 والحافظ عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه ، الجزء السادس عن ابن عباس ان عمر قد بلغه قيام سمرة ابن جندب (الصحابي ) ببيع الخمر وهو ماروى مثله الحافظ الحُميدي في مُسنَده الجزء الاول . كذلك كان هناك من (الصحابة ) مخنثون ذكرهم ابن حجر في كتابه الاصابة في معرفة الصحابة وهم كل من (أنة) المخنث :الذي ذكره الباوردي وأخرج من طريق إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص قال ابن حجر في الإصابة و(الصحابي) المخنث الثاني فهو ( أنجشة) الأسود الحادي: كان حسن الصوت بالحداء وقال البلاذري كان حبشيا (والصحابي) (بنون ) وكذلك (هيت) وقيل (مانع ) و(هدم المخنث)
مما تقدم نتوصل الى ان موضوع خرافة (عدالة الصحابة )لايمكن ان يصمد امام الادلة التي تثبت ان الله وصف بعض من دخلوا ضمن نطاق الصحابة بانهم منافقين وان بعضهم ضعيفوا الايمان وان بعضهم في قلوبهم مرض . كما ان بعضهم كانوا يؤذون الرسول ونسائه وانهم حاولوا قتل الرسول ثم اتهموه بانه يخرف . فلذلك لايمكن ان يوصفوا جميعهم بانهم عدول .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن