9 - الله في القرآن .. هو مصدر الضلال !!

ابراهيم الجندي
elgendynyc@gmail.com

2019 / 8 / 9

الحلقة التاسعة : النساء 81- 90

(81) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا
1- المعني : المنافقون يقولون لك يا محمد سمعا و طاعة وهم جالسون عندك ، فاذا خرجوا .. حرفوا أقوالك وتعاهداتك معهم ، والله سوف يكتب تحريفهم في صحائف أعمالهم ليعاقبهم في الاخرة فأعرض عنهم ..
ثم نسخت الاية بعد ذلك بقوله ..يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ / التوبة 73
المصدر / الجامع لاحكام القرآن للقرطبي
2- الاسئلة :
A- هل الله في حاجة لان يكتب و يسجل بنفسه تحريفهم لكلام النبي ؟
B- بيت أم بيتت .. طائفة منهم ؟ .. حيث أن طائفة مؤنث
الاجابة : كل ما لا يبيض و لا يحيض يجوز فيه التأنيث والتذكير ، طائفة مؤنث لفظي وليس حقيقي
والسؤال .. هل الله كان يراعي لهجات العرب وهو ينزل القرآن ؟
واذا كانت الاجابة نعم .. فهذا يعني ان القرآن رسالة مغرقة في المحلية وليست عالمية .. لان اللغة المحلية هي الوعاء الذي يحمل المعني و الثقافة
C- عقاب من يحرفون كلام النبي هو الاعراض عنهم بالاية 81 ( بينما ) عقاب من تمنوا للمؤمنين الكفر ( مجرد التمني ) هو القتل في الاية 89 !!
D - ما هو الفارق الزمني بين الاية المنسوخة النساء (81) وبين الاية الناسخة التوبة (73 )؟


(82) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا
الاية تستنكر علي المنافقين عدم تدبرهم للقرآن والتفكير فيه وتأمل معناه ، ولو فكروا فيه لما وجدوا تناقضا و تفاوتا كما ورد بالاية ، وكرر ذات الاستنكار في آية أخري .. أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءانَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا / محمد 24
المصدر / فتح القدير للشوكاني
سؤال : ما علاقة الاية بما قبلها ؟
هذه الاية تستنكر علي المنافقين عدم تدبرهم للقرآن ( بينما ) الاية السابقة تتحدث عن تحريفهم لكلام النبي ؟

(83) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
1- رأيان في سبب نزول الاية :
A - لما اعتزل النبي نساءه ، فسمع عمر بن الخطاب الناس يقولون أن النبي طلقهن ، فسأله .. هل طّلقت نساءك؟
فأجاب النبي : لا
فخرج عمر من المسجد ونادي .. النبي لم يطلّق نساءه .. فنزلت
B - أن النبي كان إِذا بعث سريّة من السرايا فانتصرت أو هزمت في غزوة .. سارع الناس باعلان الخبر ولم يصبروا حتى يعلنه النبي بنفسه .. فنزلت
2- المعني : لو تركوا امر اعلان الخبر للنبي أو لاولي الامر ليعلنوه بأنفسهم ، لازاع تفاصيله الصحيحة أولي الامر.. قيل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وقيل العلماء ، وقيل امراء السرايا
والفضل .. قيل المقصود به النبي ، وقيل الاسلام ، وقيل القرآن ، و قيل أولوا الامر
إِلا قليلاً .. قيل المقصود من أذاعوا خبر الغزو ، وقيل المقصود المستنبطين ، وقيل عائد علي اتباع الشيطان
المصدر / زاد المسير لابن الجوزي

(84) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا
1- سبب النزول : أن النبي اتفق مع أبو سفيان بن حرب علي موعد معركة بدر بعد هزيمة المسلمين في أُحد ، فلما حل موعد المعركة دعا النبي الناس إلى الخروج للحرب .. فرفض بعضهم المشاركة فيها .. فنزلت
2- المعني : الله يقول للنبي لا تدع جهاد العدو وانتصر للمستضعفين من المؤمنين ، ولا تكلف إلا نفسك ، عليك خوض الحرب ولو وحدك فقد وعدك الله بالنصر ، فخرج النبي مع سبعين إلى بدر الصغرى فكفاهم الله القتال ورجعوا سالمين ، وعاتب الله من تخلف عن القتال مع النبي
وحرض المؤمنين يعني حضهم على الجهاد بدون تعنيفهم لعل الله أن يمنع بأس الكفار كما حدث مع أبو سفيان الذي لم يخرج يوم القتال
والله أشد بأسا أي أعظم صولة وقوة من غيره
المصدر / لباب التأويل في معاني التنزيل للامام علاء الدين البغدادي الشهير بالخازن
3- الاسئلة :
A- والله (أشد) بأسا .. هل يعقل مقارنة بأس الله مع بأس الذين كفروا ؟
B - هل الله يحرض النبي ( بنفسه ) علي القتال عسي أن يكف الله ( بنفسه ) بأس الذين كفروا في القتال ؟؟؟

(85) مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا
المعني : من يساعد أصحابك يا محمد في جهادهم ضد أعداء الاسلام سيكون له حسنة ، ومن يساعد في الحاق الاذي بهم سيكون له نصيب من الضرر
وكان الله على كل شيء مقيتا أي قادرا وقيل شهيدا
المصدر / البحر المحيط لابو حيان الأندلسي

(86) وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا
‏قال رجل للنبي .. السلام عليك يا رسول الله.. رد النبي ..‏ وعليك ورحمة الله
فقال ثان .. السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله‏ ..‏ رد النبي .. وعليك ورحمة الله وبركاته
فقال‏ ثالث .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته‏ .. رد النبي .. وعليك‏
فقال له الرجل‏:‏ يا نبي الله فلان وفلان سلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي‏
فقال‏: إنك لم تترك لنا شيئاً .. الله يقول .. ‏وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها‏‏ .. فرددناها عليك‏
المصدر / الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي
السؤال : ما علاقة الاية بما قبلها .. الاية تتحدث عن التحية و ردها ، بينما ما قبلها تتحدث عن مساعدة أصحاب النبي في الجهاد او الاضرار بهم !!

(87) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا
1- ليجمعنكم فيها رأيان :
A - ليبعثكم بعد مماتكم للحساب
B - ليجمعنكم في قبوركم
2- ومن أصدق من الله حديثاً.. تعني لا حديث أصدق من حديث الله ، حيث لا يجوز عليه الكذب
المصدر / التبيان الجامع لعلوم القرآن للطوسي
2- السؤال :
A- هل يمكن مقارنة صدق الله في الحديث مع صدق البشر في الحديث؟
ما علاقة الاية بما قبلها .. الاية تتحدث عن جمع الناس في الاخرة ، و ما قبلها تتحدث عن رد التحية بمثلها أو احسن منها في الدنيا ؟

(88) فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا
1- الله يسأل المؤمنين موبخا.. لماذا انقسمتم إلى فئتين بسبب المنافقين .. فئة تدعو لقتل المنافقين والاخري تدعو لعدم قتلهم ؟
الله أركس المنافقين أي ردهم و قلبهم ( بما فعلوا) أي جعل مقدمتهم في مؤخرتهم والعكس
و المصدر يطرح سؤال .. ما دام الله قد أضل الانسان فلماذا يعاقبه ؟
و يجيب : ما دمت قد آمنت بأن الله هو الذي أضلك ( بما كسبت - فعلت ) فلماذا لا تنظر لعكس ذلك ..عندما يكتب الله عليك الهداية .. فلماذا يثيبك ؟
المصدر / خواطر حول القرآن للشيخ محمد متولي الشعراوي
2- السؤال : لماذا يزيد الله ضلال من ضل .. لماذا لا يتركه في ضلاله و يحاسبه يوم القيامة دون ان يضله بنفسه ؟ هل الله مصدر الضلال ؟؟

(89) وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا
1- المعني : أن المنافقين ودوا و تمنوا أن تكفروا مثلهم فتتساووا معهم فى الضلال والنفاق ، فلا توالوهم ولا تصادقوهم حتى تتحققوا من إسلامهم ، فإن رفضوا الهجرة فى سبيل الله فخذوهم فى الأسر، وضيقوا عليهم وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ لأنهم أعداءكم
المصدر / الوسيط في تفسير القرآن للشيخ محمد سيد طنطاوي
2- الاسئلة :
A- المنافقون ودوا و تمنوا ( مجرد نية لم تترجم الي تعدي أو قتال ) ، لكنهم رفضوا الهجرة الي الله ، اي الانتقال من الشرك الي الاسلام ( وهذا حقهم ) .. فكيف يكون عقابهم القتل ؟
الخلاصة .. إما الايمان واما القتل !!
B- فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ ( ثم يكرر) وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا .. ما حكمة التكرار هنا ؟

(90) إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا
سبب النزول : النبي أراد أن يبعث خالد بن الوليد إلى بني مدلج لقتالهم
فطلب منه سراقة بن مالك .. مصالحتهم ، فقال النبي لخالد .. اذهب مع سراقة وافعل ما يريد
فتعاهد خالد بن الوليد مع بني مدلج علي ألا يساعدوا المشركين ضد النبي ، وأن يسلموا مع قريش ان اسلمت .. فنزلت اية (89) .. ‏ودوا لو تكفرون‏
وقال خالد لبني مدلج لو جاءكم مشركين أو وصلوا الي قوم بينكم وبينهم ميثاق فانتم بين خيارين :
إذا أظهروا الكفر .. فاقتلوهم حيث وجدتموهم
واذا لم يظهروا الكفر فعاملوهم كما تعاملوا أهل الذمة‏ .. فنزلت الاية (90) .. ‏إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق‏
لكنها نسخت بآية السيف .. ‏فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم / ‏التوبة 5‏‏
المصدر / جلال الدين السيوطي

للمزيد .. شاهد اليوتيوب التالي :

https://www.youtube.com/watch?v=FnqqyM7UTEY&t=460s



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن