هل الصلاة فعلا تنهى عن الفحشاء و المنكر ؟!

جلال الاسدي
Jalalalasady787@gmail.com

2019 / 8 / 6

الصلاة الركن الثاني من اركان الاسلام بعد الشهادتين و عمود الدين وفرض على كل مسلم منذ السنة السابعة حيث بداية التكليف بنص حديث عن الرسول : (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) … الاية : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون. صدق الله العظيم ". يقول الله في الايه ( تنهى ) اي تبعد عن الفحشاء و المنكر و ليس ( تنهي ) بالياء اي تمنع او تصد و الفرق كبير ، اذن فان الصلاة لا تشكل رادعا عن المعاصي و الفواحش للبعض ، و قد تكون كذلك لغيرهم و هذا يتوقف على تكوين الانسان و نشأته . وقال أبو العالية : إن الصلاة فيها ثلاث خصال، فكل صلاة لا يكون فيها شيء من هذه الخصال، فليست بصلاة: الإخلاص، والخشية، وذكر الله. فالإخلاص يأمره بالمعروف، والخشية تنهاه عن المنكر، وذكر القرآن يأمره وينهاه . انتهى … ان توفير الخصال الثلاث او شئ منها لانجاح الصلاة في عصرنا الحالي ، عصر الهموم و الايقاع السريع للحياة و مشاغلها ، يبدو شبه مستحيل ، لهذا نرى الغالبية العظمى من المصليين يؤدونها آليا لاداء واجب لا اكثر . والمقصود بالفحشاء و المنكر هنا الذنوب و المعاصي الصغيرة دون الاثام الاكبر كالقتل و الذبح و النهب و السلب و غيرها ، وهذا تبسيط و تحجيم لهدف الصلاة الاسمى و هو تطهير النفس من كل الشرور ، الصغير منها و الكبير . ما الفائدة التي يجنيها المجتمع اذا تجنب المؤمن المعاصي الصغيرة و تُركت الشرور المتوحشة تستوطن عقله ليفرغها في فعل اجرامي من نوع القتل او الذبح او التفجير و غيرها من اساليب التوحش ؟!! هل منعت الصلاة مثلا قتلة الخلفاء و امراء المؤمنين من بعدهم و شكلت رادعا دينيا او اخلاقيا لمنعهم من تنفيذ جرائم القتل هذه ؟! ابدا … هل منعت الشيوخ على الفضائيات من ضرب بعضهم البعض بالاحذية و زجاجات الماء او الاشتباك بالايدي ، وهم شيوخ و ليسوا من العامة ؟!! اين الخشية ؟اين التقوى ؟ اين … ؟ المفهوم لنا ان الصلاة حائط صد بوجه كل نوازع الشر في النفس البشرية ، و عليها مهمة تنظيف المؤمن من الداخل و تحصينه و تنقية سريرته من ارتكاب المعاصي ما ظهر منها و ما بطن !! فإن لم تستطع فهي اذن تحولت الى مجرد حركات آلية يؤديها الجسد دون مضمون حقيقي ، و بدافع اداء الفرض او الرياء لا غير . المعروف ان الصلاة ممارسة روحية موجودة في كل الاديان سواء كانت سماوية او وضعية ، لتنظيف الذات من كل الادران التي تسكنها و تحقيق السكون و السلام النفسي ، و هي موقف شخصي من يريد ان يصليها ، يفعل و من لا يريد فهو حر ، و لا وقت محدد لها تعتمد على حاجة الانسان لها فهي علاقة خاصة بين الانسان و ربه و ليس ( هوم ورك )… إن كل مآسي القتل و الذبح و الغزو و ما حملته من آلآم منذ بداية الدعوة الى وقتنا الحالي ، يرتكبها اناس صحيحي الاسلام ، او هكذا يبدو ، و يؤدون الفروض الاسلامية و منها و اهمها الصلاة ، التي يفترض انها ناقوسا ينبه المسلم على مدار الساعة الى قيم الاسلام ، في حرمة الدم و الاعتداء و غيرها من المعاصي ، لهذا شرعها اللة خمسا عسى ان تكون رادعا . لكننا نرى العكس تماما ، فالبعض تراه يصلي من هنا و يمارس شتى انواع الموبقات ، و حتى الكبائر منها و يقطع ما لذ و طاب له من رؤوس و يسبي و يزني ، منذ صدر الاسلام و الى يومنا هذا ، حيث الارهابيون الذين يقتلون و يصيبون و يشوهون و يدمرون ما استطاعوا وسط صرخة اللة اكبر ، ، دون مراعات لقدسية الحياة و كونها حق طبيعي لكل البشر ، لذلك نرى ان الانسان هرب الى (القوانين) البشرية ، الوضعية لحمايته و حماية اسرته و طوعها لتحقيق هذا الهدف ، فهي على الاقل قابلة للتعديل و المناقشة و لا تحمل صفة القدسية المكبلة لحركة التغيير الى الامام . اخيرا … يبدو ان قدسية الحياة ، ثقافة غابت مفرداتها عن عقلية الكثير من المسلمين ، عكس الدول الغربية التي تحترم حياة الانسان حتى اصبحت جزء من الخلفية الثقافية لمجتمعاتهم ، مما جعل شعوب العالم تحترمهم بقدر احترامهم لانفسهم .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن