أمريكا – المعتدى الكاذب و خارق الإتفاقيّات في الخليج الفارسي

شادي الشماوي
sonson2121@gmail.com

2019 / 7 / 30


جريدة " الثورة " ، عدد 604 ، 15 جويلية 2019
https://revcom.us/a/604/america-the-lying-deal-breaking-aggressor-in-the-persian-gulf-en.html

في 2015 ، أمضت إيران إتفاقيّة نوويّة مع الولايات المتحدة و خمس قوى عالميّة أخرى ( الصين و روسيا و فرنسا و المانيا و بريطانيا ) . (1) و خلال حملته افنتخابيّة الرئاسيّة ، ندّد ترامب بالإتفاقيّة و في ماي 2018 ن بعد أن أصبح رئيسا ، سحبت الولايات المتحدة إمضاءها الإتفاقيّة إيّاها . و مذّاك ما إنفكّت الولايات المتّحدة تصعّد و بشدّة من عقوباتها و إنتشارها العسكري و تهديداتها بالحرب ضد إيران . (2)
و عقب إعلان الولايات المتحدة بصفة إحادية الجانب عقوبات و فرضها ، واصلت إيران الإلتزام بالإتفاقيّة و بنودها . ثمّ في بداية هذا الشهر ، أعلنت أنّها تخطّت تخصيب الأورانيوم و تجاوزت بعض الحدود المنصوص عليها في الإتّفاق النووي ل 2015 .
و جاء ردّ فعل الولايات المتحدة – بعمل و خطاب و منطق نفاق قطّاع الطرق – غاضبا مندّدا بإيران لعدم غلتزامها بالإتفاق النووي – كما لو أنّ إيران هي المعتدى الخارق للإتفاقيّة هنا ، و ليست الولايات المتّحدة ! و هدّد ترامب إيران مصرّحا أنّه " من الأفضل لها أن تتوخّى الحذر " و أنّها " تلعب بالنار ". و لم تدحض وسائل الإعلام البرجوازية – على نطاق واسع ، دحضا واضحا أبدا هذا الكذب و لم تضع الأمور في نصابها أمام الرأي العالم .
بدلا من هذه النظرة التي وضعت الأمور رأسا على عقب ، لنلقى نظرة على الواقع .
أوّلا ، في 2015 ، فرضت الولايات المتحدة و حلفاؤها على إيران توقيع هذه افتفاقيّة و ذلك بواسطة عقوبات و تهديدات عسكريّة . و كانت هذه الإتفاقيّة المفروضة تعدّ مفيدة للقوى العالمية الكبرى ، لا سيما للولايات المتحدة و إيران التي يمسك بمقاليد الحكم فيها تيوقراطيّون رجعيّون ، لكونها ستقلّ من برنام إيران لتخصيب الأورانيوم و تسمح للمتفقّدين الأكثر تدخّلا و طفيليّة في التاريخ بمراقبة الإنتاج الإيراني و ذلك مقابل التخفيف من العقوبات و المزيد من التجارة والإستثمارات العادية، كجزء من النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي .
و وفت إيران بعهدها و قامت بما يمليه عليها جانبها من الإتّفاقيّة . أمّا أمريكا فلم تفعل ، مكرّسة مبادئها و أخلاقيّاتها التأسيسيّة ، في إنسجام مع تاريخها المديد من الإبادة الجماعية و خرق جميع الإتفاقيّات التي أمضتها مع السكّان الأصليّين لأمريكا . [ بين 1777 و 1878 ، وقّعت أكثر من 370 معاهدة مع السكّان الأصليّين و بشكل أو آخر خرقتها جميعا ... –مقتطف من ملاحظة أسفل المقال – المترجم ]
و في 2017 ، سحب نظام ترامب / بانس إمضاءه على الإتفاقيّة متراجعا بذلك عن موقفه و معيدا فرضالعقوبات التي كان من المفترض تخفيفها ؛ ثمّ ضغط على البلدان الأخرى كي تنسحب من الإتّفاقيّة – و في آخر المطاف ، تنكّر للإتفاقيّة برمّتها - و هدّد تلك البلدان بالعقوبات إن إلتزمت بما وعدت به الإتفاقيّة النوويّة من تنمية الإستثمار والتجارة مع إيران ! (3)
و الآن مع شروع إيران في زيادة تخصيب الأورانيوم بما انّ افتّفاقيّة لم تعد سارية المفعول جرّاء خرق الولايات المتحدة لها ، تتحوّل الولايات المتّحدة إلى التنديد بما أتته إيران على انّه " إبتزاز نووي ". هذا و الحال أنّ ترامب و الولايات المتحدة هما اللذان يهدّدان إيران ب " قطع اليد " – بكلمات أخرى ، بمحرقة نوويّة ! ( لاحظوا أنّ الولايات المتحدة تملك آلاف الرؤوس النوويّة بينما لا تملك إيران رأسا نوويّا واحدا ).
وفي غرّة جويلية ، شغّل إمبرياليّو الولايات المتحدة الأمريكيّة تاريخهم و منطق العصابات من العيار الثقيل قالبين الأمور رأسا على عقب متوخّين الكذب و رافعينه إلى مستوى أعلى . فأصدر البيت الأبيض بيانا يدّعى أنّه " هناك شكّ طفيف في أنّه حتّى قبل وجود إتفاقيّة قبل وجود الإتفاقيّة ، كانت إيران تتجاوز بنودها ". (4) كيف يمكن تجاوز بنود إتفاقيّة قبل أن توجد هذه الإتّفاقيّة ؟ ما لون الكذب الفاضح و الماتوى الذى سيخرج به علينا هؤلاء الوحوش في المرّة القادمة تبريرا لجرائمهم الوحشيّة ؟
و إذن ، من هو المعتدى الكاذب ، متوخّى الخطاب المزدوج و من هو الخارق للإتفاقيّة والمهدّد بالحرب في الخليج الفارسي؟ أمريكا ... لا أحد غيرها !!
هذا علما و أنّ للعقوبات الأمريكية نتائج سلبيّة على الشعب في إيران ( أنظروا الملحق الخاص بالعقوبات ) . و تتفاقم التحرّكات العسكريّة الأمريكية مصعّدة من التهيدات بالحرب التي ستكون مدمّرة و كارثيّة في الوفايات و في الدمار. (5)
الديمقراطيون حزب جرائم حرب و جرائم ضد الإنسانيّة
أين غضب الديمقراطيين و أين معارضتهم لكلّ هذا ؟ تقدّم البعض منهم بمشاريع قرارات إلى الكنغرس مطالبين ترامب بمشاورتهم قبل خوض الحرب مع إيران . ( و لم يمضوا أبعد من ذلك ) . و لننظر في موقف إثنين من أبرز قادتهم :
أوّلا ، تشوك تومر ، قائد الأقلّية في مجلس الشيوخ ( السينات ): عندما جرى توقيع الإتّفاقيّة النوويّة بداية سنة 2015 ، عارضها تشوك و صوّت ضدّها . و قال إنّ الإتّفاقيّة لم تكن صارمة و تطفّليّة و عقابيّة بما فيه الكفاية ضد إيران و الجوانب النوويّة – أمّا الجانب غير النووي للإتّفاقيّة فيوسّع من تأثري إيران في المنطقة فهي " ستضاعف جهودها لخلق المزيد من الإضطرابات في الشرق الوسط و ربمّا أبعد منه " – إمبريالي يستخدم الخطاب المزدوج في النزاع و المنافسة من أجل خدمة مصلح الولابيات المتّحدة . (6)
و هذه بالضبط هي حجّة و منطق و محاكمة نظام ترامب / بانس الفاشي في خرقه للإتّفاقيّة ! (7)
ثانيا ، كورى بوكر ، واحد من ال24 مرشّحا ديمقراطيّا للرئاسة : لمّا سُئل في حوار حديث إن كان سيلتحق بالإتّفاقيّة ، أجاب بوكر : " نحتاج إلى التفاوض من جديد لبلوغ إتّفاقيّة جديدة ، لكنّى لا أملك أرضيّة أوّليّة لأقول من جانب واحد أنّى سألتحق بتلك الإتّفاقيّة . و ذلك لأنّه حين أصبح رئيسا للولايات المتحدة ، سأبذل ما بوسعى لتوفير الأمن لهذا البلد و لتلك لمنطقة و لضمان الحصول على إتّفاقيّة أفضل إن توفّرت الإمكانيّة ، سأفعل ذلك ". ( التشديد مضاف )
مرّة أخرى ن هذا بعدٌ مفتاح في ما يقوم به نظام ترامب / بانس الفاشي من خلال عقوباته و حربه الاقتصادية القاتلتين ضد إيران ، مجبرا إيّاه على الرضوخ إلى " إتّفاقيّة أفضل " مع ترامب و الولايات المتحدة – حتّى و التهديد بحرب شاملة مفتوحة يظلّ خطرا قائما و مستمرّا و متصاعدا .
و ماذا عن بقيّة قادة الديمقراطيين ؟ هل يصدحون بأعلى أصواتهم بالحقيقة بشأن ما يحدث – أنّ الولايات المتحدة لا تحترم قوانينا و أنّها عدوانيّة تدفع نحو الحرب و تخرق الإتفاقيّات ؟ لا ! هل يطالبون بوضع حدّ فورا للعقوبات التي – ويسّع نطاقها و مداها و طبيعة تبعاتها على الشعب الإيراني – تعدّ جريمة ضد الإنسانيّة ؟ لا ! هل يطالبون بأن تحتجّ الجماهير بأعداد كبيرة ضد التحرّكت غير العادلة و الإجراميّة و الخطيرة للغاية ؟ لا !
و بدلا من ذلك ، نراهم يتّفقون مع ترامب على أنّ للولايات المتحدة الحقّ في الهيمنة على الشرق الأوسط ، أو بكلمات بروك " توفير الأمن للمنطقة " – و العالم – و أنّ إيران هي التي تخلق المشاكل لذلك – الأمر ببساطة يتمثّل في أنّ ترامب لا يعالج المشكل بالطريقة الأكثر فعاليّة ! (8)
إزاء هذه العقوبات الرهيبة و تصاعد التهديدات بالحرب ، كما كتبنا سابقا ، من الحيويّ حتّى أكثر أن :
يعارض الناس في هذه البلاد كافة تحرّكات الولايات المتحدة و مساعيها في الشرق الأوسط – من الاقتصادية منها إلى الحربيّة المفضوحة – معارضة مصمّمة ... عند أيّة نقطة تقولون " كفاية " ؟ هذا سؤال – أخلاقي و غنساني – موجّه للجميع ... ما الذى ينتظر الناس للقيام بالواجب ، لإيقاف التعويل على الديمقراطيين ، للتحرّك و الخروج عن " القنوات العادية " ؟
و من واجب الشيوعيين أن يمضوا أبعد من ذلك و أن يغرسوا في الجماهير فكرة لا فقط أنّ مصالح حكّام الولايات المتحدة ليست مصالحنا، بل كذلك أنّ أفضل نتيجة ممكنة هي هزيمة الولايات المتحدة في كلّ حركة عسكريّة غير عادلة تقوم بها. (9) و في الوقت نفسه ، يحتاج الشعب إلى إثارة أسئلة ... لماذا يخوض هذا النظام الحروب بلا توقّف ؟ ...و ما الذى سيتطلّبه وضع حدّ لحروب أمريكا التي لا نهاية لها ؟ ... و أيّة مسؤوليّة نتحمّلها تجاه هذا – بما في ذلك نبذ الوطنيّة الأمريكية و بذل ما بوسعنا لوضع نهاية لهذه الآفة ضد الإنسانيّة ؟ (10)
------------------------
الهوامش :
ملاحظة المرتجم : عرّبنا هنا فقرات ثلاثة لها أهمّية مباشرة متمّمة لمضمون المقال ، أمّا بقيّة الهوامش فتركناها بالأنجليزية لأنّها تحيل على مراجع بالأنجليزية .
------------------------------------------
3- و هذا ليس سوى نصف الأمر . فإتّفاقية 2015 تتضمّن بنودا تخوّل لإيران أن تستأنف تخصيب الأورانيوم إن خرق طرف أو أطراف الإتّفاقيّة . و وفق موظّف سابق بإدارة كارتر ن غارى سيك ، إعتبارا لأنّ الإتفاقية مع إيران وقّع عليها مجلس أمن الأمم المتّحدة ، فهي تعدّ " قانونا عالميّا معترفا به " تخرقه الولايات المتحدة . و قد حاولت الولايات المتحدة حتّى " منع إيران من الإلتزام بالإتفاقيّة بالحيلولة دونها و شراء البلدان الأخرى لفائض المواد الإنشطاريّة [ الإيرانية ] ، و بالتالى إضطرّت إيران إلى تجاوز حدود الإتّفاقيّة . "
8- و في الوقت نفسه ، ينكبّ الديمقراطيّون على دعم ترامب و تحرّكات إمبرياليّة أخرى و تهديدات مشابهة بالحرب ضد الصين ! في " النقاش " الديمقراطي الأوّل ، إلتحق عدّة متنازعين إلتحاقا حيويّا بترامب و إعتباره الصين أخطر تهديد " للأمن القومي " تواجهه الولايات المتحدة . و قد نصح القائد الديمقراطي شومر ترامب في المدّ’ الأخيرة ب " أن يحكم خنق الصين " لأنّ " القوّة وحدها تنفع مع الصين ".
9- يتعلّق الأمر بمبدأ الإنهزاميّة الثوريّة : " تعنى الإنهزاميّة الثوريّة أنّه بالنسبة إلى الناس في بلد إمبريالي – أو أي بلد تخوض حكومته حربا غير عادلة ، حرب هيمنة و نهب ، حربا رجعيّة لا تخدم سوى تعزيز الإضطهاد ، أو تعويض قوّة إضطهادية بقوّة إضطهاديّة أخرى – يجب علينا أن نشدّد تشديدا خاصا على معارضة حكومتنا الخاصة في هذه الحرب ، حتّى و إن كان عدوّ حكومتنا في هذه الحرب رجعي أيضا . و هذا يعنى أنّه علينا أن نرفض دعم حكومتنا في مثل هذه الحرب ، و أبعد من ذلك ، علينا إتّباع توجّه أساسي للترحيب بتراجعات و هزائم حكومتنا الخاصة ، و إستغلالها لبناء معارضة لحكومتنا و حربها الرجعيّة ، في إنسجام مع و بهدف القيام بالثورة بالذات داخل بلدنا الخاص و المساهمة بكلّ ما في وسعنا في النضال الثوري العالمي . إلاّ أنّ الإنهزاميّة الثوريّة لا تعنى أنّه يجب علينا عمليّا دعم عدوّ حومتنا إذا كان ذلك العدوّ و كانت الحرب التي يخوضها رجعيّين كذلك. بداهة ، يمكن أن يكون الأمر معقّدا و من أجل تطبيق هذا التوجّه تطبيقا صحيحا ، من الضروري إنجاز تحليل ملموس للوع الملموس بينما نتمسّك بصلابة بالمبدأ الأساسي"( بوب أفاكيان ، " الوضع الجديد و التحدّيات الكبرى " ).
------------------------------
1. See “U.S.-Iran Nuclear Deal: 6 Points of Orientation,” revcom.us, 7/20/15
2. “Iran Downs U.S. Drone...U.S. Attack Reportedly Called Off: Trump’s “Restraint” Masks Heightened Danger of Devastating U.S. War against Iran...” revcom.us, June 24, 2019 “How Long Must This Go On? Tankers Damaged in Persian Gulf—America Again Ratchets Up Threats, Danger of War Against Iran,” revcom.us, June 17, 2019
3. And this isn’t the half of it. The 2015 agreement contains provisions entitling Iran to resume enrichment if another party´-or-parties to the agreement violate it. And according to a former Carter administration official, Gary Sick, because the Iran deal was ratified by the UN Security Council it constitutes “accepted international law,” which the U.S. is breaking. The U.S. has also even “tried to prevent Iran from complying with it by preventing other countries from purchasing [Iran’s] excess fissile material, thereby forcing Iran to exceed the-limit-s of the agreement.”
4. “Statement from the Press Secretary,” issued July 1, 2019
5. “Iran Downs U.S. Drone...U.S. Attack Reportedly Called Off: Trump’s “Restraint” Masks Heightened Danger of Devastating U.S. War against Iran...”
6. Senator Charles E. Schumer, “My Position on the Iran Deal,” August 6, 2015
7. “Mike Pompeo speech: What are the 12 demands given to Iran?” Al Jazeera, May 21, 2018 “Pompeo Issues Ultimatum to Iran: Only America Can Have Troops in Syria, Bully Iraq, Bomb Yemen, Support Reactionary Thugs, Wield Nukes, and Dominate the Middle East!” revcom.us, May 28, 2018
8. Meanwhile, the Democrats are busy supporting Trump s tariffs and other imperialist moves and war-like threats against China! At the first Democratic “debate,” many of the contenders energetically joined with Trump in calling China one of the gravest “national security” threats the U.S. faces. And Democrat leader Schumer recently counseled Trump to "hang tough on China" because "strength is the only way to win with China."
9. This is the principle of revolutionary defeatism. “Revolutionary defeatism means that, for people in an imperialist country—or in any country where the government is carrying out an unjust war, a war of domination and plunder, a reactionary war that serves only to fortify oppression,´-or-to replace one oppressive power with another—you must put special emphasis on opposing your own government in that war, even if the enemy of your government in that war is equally reactionary. It means that you must refuse to support your government in such a war and, beyond that, you must have a basic orientation of welcoming the setbacks and defeats of your government and making use of them to build opposition to your government and its reactionary war, in accordance with and guided by the objective of making revolution right within your own country and contributing all you can to the international revolutionary struggle. But revolutionary defeatism does not mean that you should actually support the enemy of your government if that enemy and the war it is waging is equally reactionary. Obviously, this can be complicated, and in order to correctly apply this orientation it is necessary to make a concrete analysis of the concrete situation while remaining firmly grounded in basic principle." Bob Avakian, from "The New Situation and Great Challenges."
10. Watch Bob Avakian’s Why We Need An Actual Revolution And How We Can Really Make Revolution
Between 1777 and 1878, the U.S. signed over 370 treaties with Native peoples and in one way´-or-another violated every one of them—from the treaty it signed in 1794 with the Six Nations in New York, to the Gold Rush treaties in California, to the treaties of the Indian Removal Act, to the Fort Laramie Treaty of 1868 and many, many more! For more on this, see the American Crime series at revcom.us.*
* See in particular the following: Case #90: The Sullivan Expedition, 1779—Genocide of Native Peoples and Scorched Earth in Upstate New York Case #72: Wounded Knee Massacre, 1890 Case #56: The 1864 Sand Creek Massacre Case #53: The Genocide of California’s Native Americans, 1846—1873



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن