الحب والزمن ، تكملة

حسين عجيب
ajeebe@scs-net.org

2019 / 7 / 29

الحب والزمن _ الحلقة 2 ، 3 ، مع الهوامش والتكملة

هذا النص مضجر ويحتاج إلى الصبر والحب ،
أكثر من سواه ، ربما
الحاضر المستمر ...مشكلتنا الآن _ هنا
....
الحب والجنس من طبيعتين مختلفتين ،
وأحيانا تحدث المعجزات
....
الطقوس أو البديل الثالث ، حل مبدع وأصيل لمشكلة العيش اكتشفه الأسلاف بطرق غامضة ، ومجهولة إلى اليوم ، مع أنه يتشابه بين جميع الثقافات والحضارات القديمة ، ومثاله الصلاة والصيام .
الطقس هو البديل الثالث ، أو الثالث المرفوع بين العادة السلبية ( الانفعالية ) بطبيعتها ، وبين العادة الإيجابية ( الارادية ) والفردية أيضا .
الطقس عادة اجتماعية قد تتحول بسهولة ، مع الزمن والتكرار ، إلى عادة سلبية ومشكلة في الآن _ هنا ، ويصير من الأفضل تغييرها أو محوها . وتشبه بقية العادات الانفعالية كالتدخين والقمار والثرثرة وغيرها .
لكنه في البداية ، كان نوعا من الحل الإبداعي ( الديمقراطي ) لو جاز التعبير .
بمجرد أن يقبل المختلفان أو المختلفون ( بين الأفراد أو الجماعات ) ، بالاحتكام إلى طرف ثالث أو معيار موحد ، يمثل ذلك نقلة حقيقية في اتجاه الحل الصحيح . شرط المعيار أن يكون موحدا وليس واحدا . حيث المعيار الواحد يفرضه الطرف الأقوى أو المسيطر عادة ، بينما المعيار الموحد يمثل الصفقة الجيدة أو التسوية المقبولة بالنسبة لمختلف الأطراف .
وهو _ الطقس أو المعيار الموحد _ يمثل الخبرة المشتركة ، أو العادات والتقاليد المتشابهة ، بين الشعوب والجماعات والثقافات المختلفة والمتنوعة .
....
الحب والحرية _ الحرية والحب .
لا حب بدون حرية ، ولا حرية بدون حب .
هذه ملاحظة وظاهرة مشتركة ، وهي أقرب إلى البديهية والمسلمة مثل الموت والولادة ، وتشبه أكثر متلازمات الزرع والحصاد ، الغاية والوسيلة ، التكلفة والجودة والقيمة وغيرها .
لكنها غالبا ما تختلط مع وهم طفولي ، يسميه أريك فروم " حلم التسيب الطفولي " . الحرية نتيجة المسؤولية الشخصية وثمرتها المباشرة ، ولا يمكن أن تتحقق الحرية بغياب المسؤولية .
بعبارة ثانية الحرية والفوضى نقيضان ، أيضا الحرية وغياب المسؤولية .
على المستوى الاجتماعي والدولي ، يتمثل البديل الثالث والحل المشترك لثنائية الحرية والعبودية _ التقليدية والتاريخية _ بالديمقراطية وحقوق الانسان .
وعلى المستوى الفردي يتمثل الحل الصحيح والجميل معا ، من خلال مهارات نوعية فردية ومكتسبة بالضرورة ، وهي متلازمة بطبيعتها ، مثل قواعد قرار من الدرجة العليا أو قفزة الثقة أو الإرادة الحرة ، والذروة مع غبطة الوجود أو السعادة والثقة أو راحة البال .
....
....
الحب والزمن _ بعض الأمثلة التطبيقية

ليس الحب صانع معجزات
الحب معجزة
نعرفها بعدما نفقدها .
....
الحب كلمة واسم وفعل وفاعل وموقف وعاطفة بالتزامن ....
الحب علاقة بين ذات وموضوع .
الحب شعور وطاقة إيجابية ، على النقيض من الخوف ، والموت في النهاية .
الحب معطى بديهي ، كل محاولة لتعريفه تبدأ بالنوايا الطيبة ، وتنتهي بالتعميمات الذاتية والحذلقة ، ....ولكن
يوجد سؤال مشترك بين الفلسفة والعلوم ، لو أن الحب بتلك البساطة ، لماذا كان وما يزال محور الأديان والفنون والآداب المختلفة ، ولا يخلو نظام اجتماعي أو ثقافي وأخلاقي من الدعوة له ، ومن حض الناس عليه !؟ ...وكان عليك أن تضيف والشعر خصوصا .
أعتقد أنني توصلت إلى بعض النتائج ( الموضوعية ) ربما ، عبر البحث في قضايا مثل السعادة ، والإرادة الحرة ، وقواعد قرار من الدرجة العليا ، وقفزة الثقة ، ... والحب خاصة .
....
للحب نوعين أو مستويين :
1_ المستوى الإيجابي ، يتمثل بالثقة والاحترام .
يمكن اعتبارهما اثنان أو واحد ( مثل المراهقة والطفولة _ أو الكهولة والشيخوخة ) .
2 _ المستوى السلبي ، يتمثل بالحاجة والجاذبية .
الحب الإيجابي ، منجز فردي وهو مهارة مكتسبة بطبيعته ، ويتضمن الثاني بالضرورة .
بينما الحب السلبي ، غريزي ومشترك وموروث ، ويشمل جميع الأحياء .
الفصل والتمييز بين المستويين ، أكثر من ضرورة للفهم ، يشبه التمايز الفعلي بين الانسان والحيوان ، وبين مجتمع فاشي ومجتمع سليم أو بين دولة خبيثة ودولة حديثة ، والأهم التمايز بين الأفراد ، من يرفض التمييز بين هتلر وغاندي أو بين مانديلا وموسوليني !
( الدولة الخبيثة : اليوم أسوأ من الأمس
الدولة الحديثة : اليوم أفضل من الأمس ) .
وهو نفس المعيار بين الأصحاء والمرضى ، قياس اتجاه الصحة العقلية بدلالة اليوم والأمس .
....
الحب السلبي عتبته حب الحاجة ، ومثاله علاقة مفترس _ فريسة .
نحن أيضا نأكل ما نحب ، من أصناف الطعام الحيواني أو النباتي .
بينما تمثل الجاذبية ذروة الحب السلبي ، وتكاد لا تختلف بين الانسان والحيوان .
معظم الرئيسيات لديها طقوس غزل ، يحسدهم عليها الشعراء .
والاحترام هو الفارق النوعي بين الانسان وبقية الأحياء .
الثقة ذروة الاحترام ، والعكس الاحترام عتبة الثقة .
اعتقد أن الجملة العصبية عند الانسان خصوصا ، تبادلية بطبيعتها . بمعنى أن فيها ميل ثابت ومتأصل جينيا للتكيف مع تغيرات البيئة والمناخ ، وهي شديدة المرونة إلى درجة مقدرتها على احتواء المتناقضات أحيانا . وهذا يلقي الضوء على العاطفة والمشاعر الإيجابية ، أو النقيض الخوف والعدوانية .
....
بعض الأمثلة التطبيقية
مثال 1 الحب في القرن العشرين
الصورة والتكنولوجيا أهم صفات القرن العشرين الإيجابية ، مقابل الحربين وسباق التسلح وغيرها مما يصعب تصديقه _ عدا عن فهمه أو تقبله _ بالنسبة للأجيال القادمة ...
كيف كان الأسلاف على هذه الدرجة من التواضع المعرفي _ الأخلاقي !؟
لنتخيل السؤال سنة 3019 ، موقف قارئ _ة .... لهذا النص ( خاصة لدى سوري _ة ) .
مقارنة سريعة بين موقفين من الحب ، الطرف الأول يمثله ماركس وأريك فروم ( المساواة والأخوة الإنسانية ) ، والطرف المقابل ( الفردية والعائلة ) يمثله فرويد وميلان كونديرا ؟
( الفكرة يكررها أريك فروم ، عبر أكثر من نص ... )
يعتبر فرويد ومعه الموقف الفردي ، الحب محدد وشخصي ، وهو كمي بالمختصر .
ويسخر من الموقف المسيحي الكلاسيكي ودعوته إلى حب الغرباء ، بما معناه :
لماذا سأحب الغريب على حساب أهلي وأسرتي ، وعلى حساب وقتي الشخصي .
يشاركه ميلان كونديرا ، في الموقف من الزمن خصوصا ( أو الوقت ) ، ويتساءل : ما دام الانسان يعيش حياته لحظة بلحظة ، ولا يمكن العودة أو تغيير الرأي أو الموقف أو السلوك ، كيف سيعرف إن كان مخطئا أم مصيبا ، ويستنكر فكرة المسؤولية من أساسها .
وقد ناقشت فكرة كونديرا سابقا بشكل موسع ، عبر نصوص منشورة أيضا .
بالمقابل يعتبر أريك فروم الحب موقف موضوعي ، وهو مثل الصحة ينمو ويتضاعف بالممارسة ، ولا ينقص كما يفترض أصحاب الموقف الفيزيولوجي أو الكمي . ويستشهد بأمثلة عديدة عن ماركس ، كيف أن الحب ينتج الحب بالضرورة .
....
مثال 2 قوة الكراهية الشافية ( مثالها الحاجة القهرية لعدو ... )
لماذا الحب بعيد وغامض وصعب ، والعنف سهل ومجاني ولذيذ ومباشر ....الخ !؟
أعتقد أن الجواب الحقيقي والمنطقي : التناقض الثابت بين الحاضر والقادم يفسر ذلك بالفعل .
أمام الانسان خيار عسير كل لحظة ، يتجدد كل لحظة :
الاختيار بين الجيد وبين الأفضل ( بين الحاضر والقادم ) ....
يطلب الأهل والمربون والأساتذة وبقية أصحاب السلطة والموقع الأول ، من الأطفال والتلاميذ وبقية أصحاب الموقع الثاني اختيار القادم ، مع التخلي عن الحاضر والجيد أو اهماله .
والعكس صحيح أيضا ، يطلب أصحاب الموقع الثاني تحقيق ما يبشرونهم به بالفعل وليس الاكتفاء بالوعظ فقط .
....
الجيد هو العدو الدائم للأفضل ....من يجهل ذلك !
لكن الأسوأ ، من لا ينسى ذلك ، بل وينكره أحيانا ؟!
ما تزال المعرفة العلمية في بدايتها ، وتتضح الصورة بالمقارنة بين علوم القرنين السابقين .
وهذا ينطبق أيضا على هذا النص ، بالطبع .
كل القضايا التي حاولت البحث فيها ، وصلت إلى نتيجة صادمة ..ندرة المعلومات الحقيقية ، مقارنة بأكداس الأوهام والأفكار الموروثة بحكم العادة فقط .
....
نتجرعها مع دانتي ،
كلنا نصل في النهاية .
ولا أحد يعود ،
حتى اليوم لم يعد أحد .
....
....
الحب والزمن _ لغز الحب لغز الزمن ....

1
يعيش الانسان في الحاضر الآن _ هنا .
هذه حقيقة ،
لكن ناقصة .
يعيش الانسان وبقية الأحياء جميعا في الحاضر .
هذه مغالطة ، أو ، .... أن ، بعبارة أكثر دقة الفكرة / الخبرة تنطوي على مغالطة .
يعيش الانسان ، مع بقية الأحياء ، على فكرة الحاضر وليس فيه .
وهنا يبرز سؤال جديد ، ولغز آخر : ما هو الحاضر !؟
الحياة تتغير باستمرار وتغير الزمن أكثر وضوحا ، ويبقى الحاضر الدائم أو المستمر ....
كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى ابتدأ الوضع أو كيف سينتهي ؟!
أسئلة في عهدة علم الزمن ، الذي أحاول بقدر استطاعتي الاستعداد له ، والمساهمة فيه ، ربما
....
الزمن موضوعي ، مطلق ، والوعي نسبي .
يتعذر إدراك ، أو حتى تخيل ، وضع ما ( ... ) خارج الزمن .
أخطأ اينشتاين ، ومن قبله بوذا .
يوجد موقف ذاتي ، وآخر موضوعي .
بالمقابل
يوجد زمن ذاتي ، وآخر موضوعي .
الزمن الذاتي ، ويمكن تسميته بزمن الانسان ، أيضا لقبه الوقت ...خاص ، ومحدد ، ونسبي .
الزمن الموضوعي بدون لقب ، وبدون تسمية حقيقية أيضا .
من يهتم بالمعرفة الموضوعية !
ما هي المعرفة الموضوعية ؟
....
المعرفة الموضوعية مشتركة ، بين مختلف الأنشطة الإنسانية . المعرفة الموضوعية مشتركة بين العلم والشعر والفلسفة والفنون والموسيقا أيضا . المعرفة الموضوعية علامتها الحب وعرضها الحب بالتزامن ماهيتها الحب أيضا .
هذا رأي ، وخبرة ، واعتقاد .
وأحاول عبر الكتابة تحويل خبرتي إلى معلومة بالفعل .
ربما أنجح ، وربما أخفق .
أعرف أنها محاولة ناقصة ، وطائشة ، ولكن....
المستقبل ربما يمنحني الغفران ، والتقدير أيضا !
....
الحاضر مشكلة معرفية أولا .
يتم التعامل مع الحاضر وفق إحدى الطريقتين فقط ، إما أو :
1 _ حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل .
وهو ما تفعله جميع الأحياء ، وبينها الانسان الانفعالي أو الفرد ( ..) غير الواعي .
البعض يسمون الفرد غير الواعي " الجاهل " .
هي صفة قوية جدا ، ليست خاطئة ، لكنها ليست جميلة ولا تنفصل عن العنف والعدوانية .
2 _ حل مشكلة الحاضر على حساب الماضي .
أو التوافق الحقيقي مع المستقبل والقادم ،
وهو ما تفعله قلة نادرة من البشر .
هل أنت منهم !؟
....
حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل ؟
كيفما نظرت تجد _ين نماذجهم أكثر من الهم على القلب .
ماذا عن حل مشكلة الحاضر بالتوافق مع خبرة الماضي ، ولصالح القادم أيضا ؟!
يوجد نموذج إيجابي ....تشيخوف وغاندي ومانديلا ، وغيرهم بالطبع
لكن ماذا عن زمننا الحالي 2019 ، والقادم خصوصا !؟
أسعى لتحويل حياتي وكتابتي بالتزامن ، إلى نموذج إيجابي .
أعتقد بثقة ويقين ، أن الماضي للمواعظ والخطابات الجوفاء ، والقادم للعلم والحب والمعرفة
يمكن تحويل الماضي إلى رصيد حقيقي ، وإيجابي ، ...
حل مشكلة الحاضر بالتوافق مع المستقبل ، يتجسد عبر معادلة الصحة :
اليوم أفضل من الأمس
....
2
حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل ، موقف يجسد قفزة الطيش أو قواعد قرار من الدرجة الدنيا أو حياة الإدمان واختيار الموقف الانفعالي على حساب الإرادة الحرة .
ومعادلة ذلك ، الثابتة والمستمرة : اليوم أسوأ من الأمس .
بالمقابل
حل مشكلة الحاضر على حساب الماضي ، موقف يمثل قفزة الثقة أو قواعد قرار من الدرجة العليا أو حياة المسؤولية والحب واختيار الاهتمام والمبادرة والتفكير من خارج العلبة .
ومعادلة ذلك ، الثابتة والمستمرة أيضا : اليوم افضل من الأمس
وهي لا تقتصر على حياة الفرد ( ... ) الضيقة والمحدودة ، بل تتجاوزها إلى العلاقة بين الأجيال وبين الثقافات المتعددة أيضا .
ومعادلتها الجديدة _ المتجددة ...غدا أجمل
....
لماذا لا يختار الفرد ( ...) طريقة وعقلية " اليوم أفضل من الأمس " !؟
_ الجواب البسيط والمباشر والحقيقي ، لأنه لا يعرف كيف يفعل ذلك .
والسؤال الثاني ، لماذا لا يعرف ؟
_ الجواب الثاني أيضا ، لأنه استبدل الاهتمام بالانشغال .
والسؤال الثالث ، لماذا يفعل ذلك ويخسر المستقبل كله !
_ الجواب الثالث أيضا ، السهولة ...
تفضيل الحاضر على القادم .
....
والسؤال المقابل " الذي يساوي أكثر من مليون دولار " ...
كيف يكتشف طفل _ة طريقة " اليوم أفضل من الأمس " !؟
وهو سؤال الابداع نفسه ، سؤال الحرية والسعادة وقفزة الثقة ...بكلمة الحب .
....
ملحق وهامش
مستويات الحب الأربع بالتسلسل ، ...
1 _ حب الحاجة .
2 _ حب الجاذبية .
3 _ حب الاحترام .
4 _ حب الثقة .
نظرا لأهميتها ، أيضا ليكون لدي الوقت الكافي للاستعداد والتحضير الجيد لها ، سأحاول مناقشتها بشكل موسع أو كل مرحلة بمفردها ، ومن البداية حب الحاجة .
وهذا المستوى من الحب سلبي بطبيعته ، ونموذجه علاقة مفترس _ فريسة .
لكنه بالنسبة للإنسان أيضا ، يشغل الجانب الرئيسي من الاهتمام والانشغال بالتزامن .
....
كثيرا ما ننسى ، ونخطئ
بعضنا أكثر عنادا ، وبعضنا الآخر أكثر مرونة
نحن لا نتبادل الكلام .
....
خلاصة ما سبق
بداية العلاقة ( الإنسانية ) عادة ، تكون بدافع الحاجة مع الجاذبية .
لكن درجة نجاح العلاقة ( أو فشلها ) يتحدد بدلالة الاحترام بعد الثقة ، على وجه الحصر .
علاقات الحب تتمحور حول الثقة والاحترام بعد الجاذبية ، بينما الحاجة تمثل الجانب الجيني المشترك ، والموروث .
الحب مشكلتنا ...
نجاح الفرد ( ... ) في حلها يحول الحياة إلى نعمة بالفعل .
أو العكس ، الذي نعرفه جميعا...
للبحث تكملة ، مناقشة تفصيلية لمشكلة الحاجة في الحب أو حب الحاجة الذي يثبت المرء في الماضي لا شعوريا .
....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن