حواري مع فاتنتي الجميلة .

صادق محمد عبدالكريم الدبش
addilalinsan39@hotmail.com

2019 / 7 / 27

حواري مع فاتنتي الجميلة المتمردة اللعوب .
لي صديقة لم تغادرني منذ تعارفنا في الصبا !.. وما زالت لصيقة بي !..
بالرغم من محاولاتي الغير متعمدة لفك الارتباط وكسر القيود ، وأن تطلق حريتي ، وتخلي سبيلي ولكن هذا أمل اليهود بالاباعر !..
ونَذًرْتُ لهذه الأمنية نٍذورُ كثيرة لأصحاب الكرامات وللأئمة الذين ظهروا حديثا !!.. في زمن الكرامات !!.. ولكن دون جدوى !..
طلعوا هؤلاء ( خوش بوش ) ولم يستطيعوا الوفاء لتلك الأماني والأحلام !..
تلاحقني في حللي وترحالي !..
وتقول بأنك لن تستطيع الابتعاد عني ولا أنا كذلك ، كوننا قدر مقدر لبعضنا !..
ووفر نذورك وقدمها لنا نحن ؟..
فنحن أحق من غيرنا بها !!..
قالت السلام على دعات السلام والأمن والتعايش والديمقراطية والصدق والأمانة !..
قلت وعليكم السلام !..
هذه ليست بتحية ؟..
بل افتتاحية لمقال سياسي !..
قالت وما الضير في ذلك ؟..
ألم تُصدعوا رؤوسنا ببياناتكم ومقالاتكم وخطاباتكم ؟..
فتحملناها على مضض !..
وضاع منا الخيط والعصفور !..
أو كما يقول المثل الدارج ( لاحظت برجيله !.. ولا خذت سيد علي َ!!..
والقصة أنت تعرفها من ألفها الى يائها يا بن الحمولة ..دكلي شبدلك ؟!..
مو تكول صدعتي رئوسنا !!.. ف
أقول لكم وبصيغة الجمع والإفراد !..
لم يلمس شعبنا منكم أي شيء ؟
ماذا دهاكٍ اليوم ؟..
ولٍمَ هذا الهجوم الغير مبرر ؟..
من غير المعتاد أن تبدئي مشوارك معي بغير الغنج والغزل والقبل ونحن نسرح في عالم الخيال !..
معك حق قدري وصبوتي وصبابتي فقد طفح الكيل !..
والكأس الممتلئ لا يحتمل زيادة فيه حتى قطرة واحدة !..
أنتِ لماذا لا تصفعيني وتأخذي عن كل صفعة دينار ؟..
قالت هذه قديمة وشاهدناها في مسلسل ، في يوم مضى سويتا ، ولا تحاول تغيير ما بدئنا به من شجون وعتاب وتراشق بدل القبل، إنما بشيء من العتاب والتسامي عن الجراح ولكن لا للقفز على همومنا وما نعانيه من وجيع دفين عمره سنين سيدي !..
قلت يا هذه أنا لم أبدأ بشيء!..
وأنتِ من بادر بالهجوم وبكافة الأسلحة المحرمة وغير المحرمة دوليا ومحليا !..
قالت حسنا لا تؤخذني بما فعل السفهاء بنا !!..
ولا تأخذ بلحيتي !!.. لأني امرأة شقراء دعجاء متبرجة وحماقتي هو حبي وجنوني !..
وأنتَ من يرمي بالشرر والنكد ، وضيق نصنعه في أغلب لقاءاتنا وليالينا المقمرة ( الحمراء الماجنة ! ) فنحولها بدل ذلك الى معركة حامية الوطيس كما يقولون !.. بالرغم أني لا أعرف معنى حامية الوطيس ، كوني لا أفقه من لغة الفراهيدي ولا سيبويه ولا أريد أن أعرف !..
يا قدري المقدر .. يا حبيبتي !..
تكرمي عليً واشرحي لي عن الذي جاء بك اليوم ؟..
أنا جئت لأحاورك في المستجدات على الساحة العراقية !..
حسب علمي بأن شر ما يقض مضجعك هي السياسة ؟!..
وكنتِ تكررين ذلك في كل لقاء وترجيني أن نترك السياسة ونقضي سويعات حب وغرام وهيام وأحلام ، التي جلها لم تتحقق منذ التقينا عند المحطة العالمية أو ربما في رابية على قارعة الطريق !..
نعم هو كذلك .. ولكن تلك الأماني كانت شرط عدم الولوج في جب السياسة ، وهذا لم يتحقق إلا ما ندر !..
أنا أعرفك جيدا غاوي لنكد وهموم ومتاعب السياسة بالرغم بأن بين ذراعيك غادة لها من الحسن والمنطق وحلو الكلام ورشاقتي تشبهني !..
نعم أيته الرشيقة الوديعة السالبة للعقل والوجدان ، فلو قيض لمعمم صادفني فيما التقينا !..
لرمى بعمته وغازلني وتنهد وهام وركع على ركبتيه ، يبغي الرضى والقبول !!..
كم أنتِ واثقة من نفسك يا .. حبيبتي وقدري !..
أعود لأقول لكَ لا تحاول ثني للعدول عما جئت من أجله اليوم ولا تفهمني خطأ !!!..
فلك ما تعودنا عليه من خمر وطعام .. وطعام !..
تصاحبها قهقهة فاضحة لا تخلو من شبق وشرود وتهجد وسجود ومجون !..
لدي أسئلة محددة ، هلا أسعفتني بالتوضيح والإفادة ؟..
أذا تكرمت ؟..
ولك مني ما ترغب به وما تلذ الأنفس وتشتهي القلوب والجيوب !..
اسمعي يا .. لا أريد منك شيء بعينه !.. فقط حللي عن ! ..
ألم نتفق فيما بيننا .. أن لا نستخدم عبارات الضرب تحت الحزام ؟..
نعم .. معك حق .. عذرا سيدتي !..
عندما نقترن ببعضنا تقول سيدتي فما زلت عذراء داخل شرنقة !
حسنا .. هاتي ما عندك !..
هل الإسلام السياسي في شرعه وشريعته وفلسفته كحزب عقائدي سلفي حكم العراق لمدة عقد ونصف قادر على الاستمرار، وذهابه الى أخر الطريق وبناء الدولة الإسلامية ؟؟..
بالرغم من الفشل والانحطاط والتردي والفساد والخراب الذي يعيشه العراق منذ عقد ونصف ؟..
وهل الانشطارات والصراعات بين الكتل الطائفية الشيعية على وجه الخصوص ، وتلك الأحزاب في الطائفة الواحدة ، وما ألت إليه التحالفات السابقة من تفتت وانقسام كما هي الأميبية ، بالرغم كونها ذات لون واحد ومن طائفة واحدة ؟ ..
هل ما يجري وما نراه متعلق بالانتخابات وبقانون الانتخابات وبالمفوضية الغير مستقلة وبمواعيد الانتخابات وفي أُمور أُخرى ؟ ..
هل ستجري الانتخابات في موعدها من وجهة نظرك ؟..
أم هناك متغيرات عاصفة ؟..
أو كما أسميتها أنت وفي مقال سابق ( بأن هناك سونامي وزلزال قد يتعرض له العراق نتيجة التناحر والتقاطع والتناقض بين مختلف الأطياف والمكونات ، ناهيك عن التدخلات الخارجية الفاضحة والسافرة ) ؟...
اختصرتِ علينا الكثير من الاسهاب والتعليل والشرح والتبيان، فقد أجبت من خلال الأسئلة على الكثير من التساؤلات .
مع هذا سنبين بعض الأمور وبشكل سريع .
الإسلام السياسي لا يمكنه أن يتقدم حتى خطوة واحدة الى الأمام ، ويسير بإعادة بناء دولة كما وعد منذ عقد ونصف مطلقا ، فذلك يتعارض مع رؤيته الأحادية الاقصائية ، كونه نظام سلفي ذا فلسفة ونهج أحادي الفكر والتفكير ولا يقبل الأخر بأي شكل من الأشكال ، وقد أثبتت التجارب في العديد من البلدان وفي العراق ، وهي كثيرة وأكدت صواب ما ذهبنا إله .
هذا جانب !.. الجانب الأخر عدائهم المستحكم للديمقراطية وللحقوق وللحريات وللمرأة وللتعددية الفكرية والتنظيمية والسياسية ، وهذه وغيرها تعتبر الركائز الأساسية في بناء الدولة الناجحة والعادلة .
وقد برهن الإسلام السياسي الذي يحكم العراق منذ عقد ونصف ، بأن هذا النظام من أفسد الأنظمة التي حكمت العراق بشكل مطلق ، ولا يوجد بين صفوفه رجال دولة وفقهاء في القانون وفي العلوم الأُخرى ، وليس لهم الدراية والمعرفة في بناء الدولة ، وسمة الأغلبية الساحقة التي تسنمت مقاليد البلاد والعباد ، هم من الفاسدين والطفيليين والسراق ، والمشكوك بانتمائهم الوطني وبأمانتهم ومصداقيتهم واخلاصهم في أداء المهمات التي أُوكلت لهم .
كل شيء في عراق اليوم ، هو من يتحدث عن نفسه وعن الواقع المرير ، هؤلاء الذين حولوا العراق الى ركام ، بالرغم من ذلك فما زالوا متمسكين بالسلطة وبكل قوة ، ويستخدمون كل الوسائل الغير مشروعة والمخالفة للدستور والقانون للحفاظ على هيمنتهم وتسلطهم ، وما الإبقاء على المفوضية الغير مستقلة وعدم تغيرها بمستقلين أكفاء ووطنيين نزيهين ، والتصويت على قانون انتخابات ظالم ومجحف وعدم تشريع قانون من أين لك هذا وغياب العدالة والرقابة من قبل القضاء ، هذه وغيرها قد تم فرضها وعدم إحداث التغيير المنشود خدمة لمصالحهم الأنانية وخدمة لفسادهم وتسلطهم .
قوى الإسلام السياسي هي قوى غير متجانسة وطفيلية ، ليس لهم رؤيا تنسجم مع حركة الحياة وما يستجد من علوم وحقوق وحريات تصب في عجلة تطور الحياة والتي تفرز يوميا جديد يقوم على أنقاض القديم ، فهؤلاء غير قابلين للتجديد والتجدد والسير في قاطرة الحياة .
قوى متصارعة على السلطة والمال والجاه ، يجمعهم العداء للتعددية وللديمقراطية وللحقوق وللحريات ، وكما بينا بأنهم شرائح برجوازية طفيلية غير منتجة وتعيش على حساب المجتمع وما ينتجه ، دون أن يساهموا في انتاج الخيرات المادية في مجمل العملية الإنتاجية .
اختلفوا عندما حدث تفاوت في توزيع المغانم وما يعود عليهم وما يسرقوه من خزينة الدولة في عملية التوزيع لتلك ( المغانم أو السرقات !! ) !..
ومن يكسب أكثر هو من يمتلك النفوذ الأكبر وبحوزته ميليشيات أكبر وتمتلك العدة والعدد أكثر من غيرهم من أبناء طائفتهم أو حليفهم ، ومن يمتلك دعما خارجيا قويا من الذين لهم نفوذ وتأثير داخل العراق وعلى حساب السيادة والاستقلال الوطني .
ولا شك بأن هؤلاء الفاسدين سيأتي يوما ويقفون أمام العدالة ، وتنتزع منهم كل ما سرقوه ونهبوه عاجلا كان ذلك أم أجلا .
في خضم هذا الصراع بين قوى وأحزاب الإسلام السياسي وبمشاركة ودعم وتأييد المؤسسة الدينية ، والتي تشاركهم بشكل مباشر وغير مباشر ، ستظهر نتائج هذا الصراع والخلاف تدريجيا ، والذي يبدوا للعيان بأنه غير محسوس ولكن الحقيقة يجري وبوتائر متصاعدة ومحمومة ، وستخرج لتعبر عن نفسها عبر أشكال وسبل متنوعة ، وستبان للعيان عورات هؤلاء ، بين فترة وأخرى حتى تصل الى نقطة بداية النهاية .
حينها سيبدأ النظام والقوى التي تمثله والتي كانت وما زالت معشعشة في مفاصل ( مؤسسات الدولة ! ) ، والتي تعيش عصرها الذهبي الذي سوف لم يدم طويلا .
يبدأ هذا النظام بالانكماش التدريجي حتى يختفي بشكل نهائي ، كما بدأ في مراحل نشوئه الأول ، حين تحول بعد حين الى ذئاب مفترسة ، من أكلي لحوم البشر والضرع والشجر ، وقبلها كانوا حفات عراة لا يملكون شيء .
أصبحوا اليوم حيتان سمان أثرت على حساب الناس ودموعهم وتعبهم وجهدهم ، ومن السحت الحرام .
هؤلاء الرعاديد وخونة الشعب وظالميه ، سوف يختفون والى الأبد ، وبنفس طريقة نشوئهم السريع في بداية مشوارهم في تسنمهم السلطة أول مرة ، عندما بدء حجمهم ينمو ويكبر ، وتنمو تلك الأجنة التي تحولت خلال سنوات حكمهم الى حيتان لا تشبع رغم تخمتها .
المسألة الأخرى التي لا تقل أهمية عن سابقاتها !..
كيف تستطيع هذه القوى التي انتهت صلاحيتها وأصبحت في عداد الموتى أن تستمر على رأس السلطة والبلد يسير في تدهور مستمر ؟ ..
هذه القوى اليوم تبحث لنفسها عن مخارج لمغادرة القبر الذي وضعت نفسها فيه ، لتعيد دورة الحياة إليها وهذا في علم التطور الطبيعي للمجتمع شيء محال ، كون الجديد قادم وسيقوم على أنقاض القديم الذي أصبح في عداد الموتى .
يحاولون تبديل جلودهم ويرتدون ثيابا مختلفة عن سابقاتها ويركبون موجة التجديد والديمقراطية !..
ولكن لو ألبستم ميتا أي نوع جديد لهذه الجثة الهامدة ، فهل تعيد لها الحياة ؟.. محال طبعا .
هؤلاء .. سياسي الغفلة من المرابين الطفيلين !..
لن يسعفهم التزوير والغش والتلاعب والتخوين والتخويف والبلطجة والوعيد ، وسوف لن يطيل في أعمارهم أو يخرجهم من قبورهم التي دخلوا فيها بإرادتهم ، وبما عملوه ونفذوه وما ارتكبوه من جرائم ، فيوم الحساب قادم وعلى الباغي تدور الدوائر .
كما أشرنا الى محاولاتهم ركوب موجة الوطنية والقومية والدفاع عن العراق ومحاربة الإرهاب ، وبأنهم يعملون على بناء الدولة على أساس المواطنة ، ولكن الشعب قد خبرهم ، وخبر تلك الوجوه الكالحة ، وما أصاب هذا الشعب على أيديهم ، فلن يثق بهم الشعب بعد اليوم مهما عملوا ومهما رفعوا من شعارات .
أما في ما يخص اجراء انتخابات مجالس المحافظات والأقضية ، فأعتقد بأنها سوف تؤجل الى اشعار غير معلوم ، نتيجة الأزمة العميقة التي يعيشها النظام ، يضاف إليه الوضع المتأزم وشديد الخطورة في العراق والمنطقة ، والذي ينعكس سلبا على العراق واستقراره ونموه .
مسك ختام حديثنا هذا ، أقول بأن العراق يعيش مخاض عسير ، من الصعب التكهن بنتائج هذا المخاض ، ولكن أعتقد بأن هناك سنشاهد الضوء في أخر النفق ، وإن غدا لناظره قريب .
أما إن تسألين عن القوى الديمقراطية والتقدمية والوطنية ، فأمامها فرصة تاريخية في تغيير موازين القوى لصالح شعبنا ، من خلال توحيد عملها المشترك ، وطرح ما هو ممكن ، ويتناغم مع تطلعات جماهيرنا الكادحة والمدنية والتقدمية ، والعمل النشيط بتوعية الجماهير المنكوبة والمغيبة الوعي والمسلوبة الإرادة والحقوق ومن حقها الطبيعي في العيش الكريم .
هذه الجماهير ، التي عاشت سنوات الحرب والجوع والبطالة ، وغياب الخدمات والأمن والعدل والمساواة ، وما مارسه النظام القائم بعد الاحتلال في 2003 م من ظلم ، والفساد المستشري في جسد ( الدولة !) .
يجب العمل النشيط في زج هذه الملايين ، ودفعهم للمشاركة الفاعلة في الدفاع عن حقوقهم وحرياتهم المغتصبة .
لا خيار أمام قوى شعبنا الديمقراطية ، غير قيادة نضال هذه الجماهير التي تسعى للغد الحر الرخي السعيد ، وتحفيزهم ودفعهم بالمساهمة النشيطة في النضال لتحقيق المنجزات التي تصب في صالح السواد الأعظم من الناس .
على كل القوى الخيرة أن تعي هذه الحقيقة جيدا وتوحد كلمتها وخطابها السياسي ، وأن تخرج من عباءة الإسلام السياسي الفاسد والخائن لأماني وتطلعات شعبنا ، بالحياة الحرة الكريمة ، وبهدف إعادة بناد الدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية ، دولة المواطنة وقبول الأخر .
ليس لدي ما أضيفه وما أقدمه لكٍ سيدتي الكريمة ، شكرا لكَ وعلى صبرك وتحملك مناكدات في كل لقاء نلتقيه .
وحتى نلتقي ثانية وفي جلسة تخلو فيها المنغصات والمناكدة والسجال البيزنطي ، .يغمرها شوق للقاء قريب ، وودعتها بأحسن حال من استقبالي لها بداية المشوار...دمتي صديقة وفية مخلصة حنون .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
26/7/2019 م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن