2019 / 7 / 18
" لا ينتهي الفيلسوف كفلسفة و فكرة .."
لا ينتهي المفكر و رجل المعرفة و العلم كفكرة ..
بل ينتهي من لا يفقه عمق الأفكار و منظومات التفكير و أبنيتها و مرتكزاتها و جذورها الإيبستمولوجية و المعرفية و الفلسفية ..
لا زالت الفلسفة الغربية الحديثة تقوم بتدوير الفلاسفة القدامى من بينهم أرسطو و أفلاطون راهنا لمن لا يقرأ المنجز الفلسفي الغربي إلا سطحا ..
فيجعل مالك بن نبي منتهيا صلاحيته و يعتبر أحد ادعياء الفكر في مدينتنا فيلسوفا عربيا بامتياز...
لا زالت موضوعات الفلسفة الغربية القديمة جدا مكونا رئيسا لتيمات الفلسفة الحديثة عند كبار الفلاسفة المحدثين مثلا لا حصرا هايدغر و كليمان روسيه و غيرهم كثير و كثير ..
مثل موضوعات المحايثة و التعالي و المطلق و الماهية و الوجود و الحقيقة و الواقع فكثير منها أرسطي بامتياز ...
لما يكون مالك بن نبي قد قرأ و فهم نيتشه جيدا عندما لم يكن من يسبه و ينهشه من غير فهم و عميق و يقول عن فكره أنه هراء ..
لم يكن عندها بعد قد جاء من غير شك إلى الحياة و الوجود مولودا و هو اليوم لم يفهمه و يقترب من فهمه عمقا ..
و لا اظنه فهمه و فهم نيتشه و هايدغر ..
كثيرون من لا يسمعون عن مالك بن نبي الا تلك المعادلة التراب و الانسان و الزمن و لم يقرأوا من فكره إلا كتابا واحدا أوكتابين ..
يلعن جد الحداثة الموضة و العلمانية الموضة و التنوير القشري و حب الظهور و الفهم المستلب للاخر و التساقط و التصاغر و التضائل و التهاوي أمام " اخر " بعشر فهم له ..
مالك بن نبي لم يستلبه نيتشه و لا هايدغر وفهمهم أفضل من هؤولاء الكائنات المزعومة حداثية و هي كائنات عجيبة ..
و لم تظهر حالات الاغتراب في نصه بما له و ما عليه ...
من يكون مفكرا بامتياز إن لم يكن مالك بن نبي الذي أكرر و أؤكد بأنه لا يعلو فوق النقد و قل من فهم نصه فقدسه للأسف بعض الإسلاميين و شيطنه بعض التوافه من المغتربين ..
ما بين تبجيل شوفيني مؤدلج حتى النخاع و أبلسة و شيطنة حاقدة على المكون الثقافي الاسلامي يضيع نص مالك بن نبي الذي لم يخضع الى اليوم الى نقد علمي عميق و قراءة متحررة و موضوعية..
من يكون مفكرا بامتياز إن لم يكن مالك بن نبي و الربيع ميمون مثلا ..
هل يكون أستاذ الثانوي البسكري الموطن الذي يكرر من غير أمانة و فهم عميق و تحرر و إتيان بجديد متن جزء زهيد من " الاخر " متهكما من التراث منبهرا به...
هل يكون أستاذ الجامعة بقسنطينة الزاعم و من شهد له و نعته زميله البسكري بأنه أحسن من فهم محمد أركون و منتهى الفهم لأركون عنده..
و بعض الأدعياء من يعتبرون حرية الإفطار في شهر رمضان المعظم تدشين لعهد جديد للحريات و الحداثة في الجزائر كما فعل أحدهم ذات يوم لما خرج بعض المفطرين النشاز في تيزي وزو الى الشوارع جهرة حاشا القبائل الشرفاء ...
و بعض أدعياء التنوير و العلمانية الذين يهمهم من الحداثة إختصارها في بعض مظاهر الحرية الجنسانية و الغرائزية و حرية السكر و العراء و الزنا جهرة ..
و اللقاء بصديقاتهن في المناسبات الشعرية و الثقافية و الفنية جهرة لا سرا و سترا و يعتبرون الإستتار نفاق اجتماعي لا حياء ..
أحب الانسان مخلصا لدينه مستترا غير جهور إذا انفلت استتر على طرطور يزعم الحداثة و العلمانية و يسمي الحياء نفاقا يجهر بانفلاته مخالفا دين الملة و الكثرة ..
او يخترق ما بات خلقا مشتركا يعد خرقه استفزازا غير مقدر مشاعر الامة و الشعب و الاغلبية ..
يسبون الله والدين و المتدينين جهرة و علنا و وقاحة و سفورا و يعتبرون ذلك شجاعة ..
و يتفاخرون بجعة و قارورة " الروج " و " الروزي " و الويسكي " و جرعة " الريكار " و حرية المثلية الجنسية ...
و يخشون قول كلمة بسيطة في سلطان فاسد و مستبد مسلط على رقابهم الا بعد ضمان الاعفاء من الملاحقة و الحرمان من امتيازات الدنيا..
يزعمون أنها مؤجلة إلى حين في نص سريالي لا يشبه شبيها يجلدون ذواتهم صباح مساء بسادية مرضية رهيبة ..
أو يزعمون الحرية كالذين يكتبون نصوصا " شبقية " هي عبارة حاشاكم حاشاكم عن " بيوت بغاء للعاهرات " " و بائعات الهوى و راقصات الكباريهات " أكرمكم الله ...
فلا يرون الحداثة إلا نصا شبيقا " إباحيا " و موعدا مع عشيقاتهم في ملتقى أو منتدى ...
و يتكلمون عن حرية المرأة التي يخونونها و يعيبون ان تكون العثرة في دين الحياء مستترة من غير جهر و لا علنية ..
عذرا من القراء الأوفياء فاليوم قررت أن أفقأ العيون التي لا تبصر ..
تبا لانهيار المعايير و إبتذال عنوان التفلسف و تحول الفلسفة إلى بضاعة مزجاة ..
يتداولها في سوق النخاسة الأدعياء و السفلة ..
مريض " مجال " و " حقل " من يسمون أنفسهم مثقفين عربيا و متعفن فوق المرض جزائريا ...
لله في خلقه شؤوون ..
https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن