احد عشر قرنا (711 - 1850) من استعباد البيض الاوروبيين في شمال افريقيا

محمد مقنع
moorish07@gmail.com

2019 / 7 / 12

بقلمː محمد مقنع

اغلب المتمزغين يلصقون العبودية باللون الاسود لتسهيل عملية سطوهم على شمال افريقيا، رغم ان اكثر من 80% من الذين استعبدوا في المنطقة كانوا بيض اوروبيين. اليوم سنستعرض كرونولوجيا استرقاق سكان القارة العجوز في المنطقة بالأدلة التاريخيةː


سبي الاندلس

ابن الأثير - الكامل في التاريخː "فبعث رجلاً من مواليه يقال له طريف في أربعمائة رجل ومعهم مائة فرس، فسار في أربع سفائن فخرج في جزيرة بالأندلس فسميت جزيرة طريف لنزوله فيها، ثم أغار على الجزيرة الخضراء فأصاب غنيمةً كثيرة ورجع سالماً في رمضان سنة إحدى وتسعين. فلما رأى الناس ذلك تسرعوا إلى الغزو".

ابن الأثير - الكامل في التاريخː "فرجع ووافاه رسول الوليد في أثناء ذلك يأمره بالخروج عن الأندلس والقفول إليه، فساءه ذلك ومطل الرسول وهو يقصد بلاد العدو في غير ناحية الصنم يقتل ويسبي ويهدم الكنائس ويكسر النواقيس حتى بلغ صخرة بلاي على البحر الأخضر، وهو في قوة وظهور، فقدم عليه رسول آخر للوليد يستحثه وأجذ بعنان بغلته وأخرجه، وكان موافاة الرسول بمدينة لك بجليقية، وخرج على الفج المعروف بفج موسى، ووافاه طارق من الثغر الأعلى معه ومضيا جميعاً".

ابن الأثير - الكامل في التاريخː "واستخلف موسى على الأندلس ابنه عبد العزيز بن موسى، فلما عبر البحر إلى سبتة استخلف عليها وعلى طنجة وما والاهما ابنه عبد الملك، واستخلف على إفريقية وأعمالها ابنه الكبير عبد الله، وسار إلى الشام وحمل الأموال التي غنمت من الأندلس والذخائر والمائدة ومعه ثلاثون ألف بكر من بنات ملوك القوط وأعيانهم ومن نفيس الجوهر والأمتعة ما لا يحصى، فورد الشام، وقد مات الوليد بن عبد الملك، واستخلف سليمان بن عبد الملك، وكان منحرفاً عن موسى بن نصير، فعزله عن جميع أعماله وأقصاه وحبسه وأغرمه حتى احتاج أن يسأل العرب في معونته".

ابن الأثير - الكامل في التاريخː "وسيره في البحر إلى جزيرة ميورقة (جزيرة اسبانية في البحر الابيض المتوسط)، فنهبها وغنم منها مالا يحصى وعاد سالماً، فوجه ابنه هارون إلى طائفة أخرى فظفر بهم وسبى منهم نحو ذلك وتوجه هو بنفسه إلى طائفة أخرى فغنم نحو ذلك، فبلغ الخمس ستين ألف رأس من السبي، ولم يذكر أحد أنه سمع بسبي أعظم من هذا".

إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي - البداية والنهايةː "ثم سار إليه مسرعا بجيوشه ، فدخل الأندلس ومعه حبيب بن أبي عبيدة الفهري ، فأقام سنين يفتح في بلاد الأندلس ، ويأخذ المدن والأموال ، ويقتل الرجال ، ويأسر النساء والأطفال ، فغنم شيئا لا يحد ولا:يوصف ولا يعد من الجواهر واليواقيت والذهب والفضة ، ومن آنية الذهب والفضة والأثاث والخيول والبغال وغير ذلك شيئا كثيرا ، وفتح من الأقاليم الكبار والمدن شيئا كثيرا".

ابن خلدون – كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبرː "فوجه البعوث في النواحي وبعث ابنه عبد الله في البحر إلى جزيرة ميورقة فغنم منها وسبى وعاد ثم بعثه إلى ناحية أخرى وابنه مروان كذلك وتوجه هو إلى ناحية فغنم منها وسبى وعاد وبلغ الخمس من المغنم سبعين ألف رأس من السبى".

واورد الغساني رواية عن محمد بن مزين(ت471هـ/1078م) نقلاً عن محمد بن موسى الرازي (ت277هـ/890م)، في سِفْره (الرايات): "وحين تم افتتاح المسلمين قسمها موسى بن نصير البكري التابعي بين الجيوش الذين دخلوها كما قسم بينهم سبيها ومتاعها وسائر مغانمها وأخرج من أرضها ورباعها الخمس، كما أخرجه من سبيها ومتاعها. واختار من خيار السبي وصغاره مئة ألف وحملهم إلى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك، وترك سائر الخمس من كبل وسبي ووخش الرقيق، في الخمس من الأرضين يعمرونها ليثلّث مال المسلمين، وهم أهل البسائط، وكانوا يعرفون الأخماس وأولادهم بنو الأخمس".

هام: طبعا هم هنا يتحدثون فقط عن الخمس أي 5/1، اما الارقام الحقيقية فهي اكبر من ذلك بكثير.


سبي جزيرة سردينيا الايطالية

ابن الأثير - الكامل في التاريخː "وفي سنة خمس وثلاثين ومائة غزاها عبد الرحمن بن حبيب بن أبي عبيدة الفهري فقتل من بها قتلاً ذريعاً ثم صالحوه على الجزية، فأخذت منهم وبقيت ولم يغزها بعده أحد، فعمرها الروم. فلما كانت سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة أخرج إليها المنصور بن القائم العلوي، صاحب إفريقية، أسطولاً من المهدية فمروا بجنوة ففتحوا المدينة وأوقعوا بأهل سردانية وسبوا فيها وأحرقوا مراكب كثيرة وأخربوا جنوة وغنموا ما فيها. وفي سنة ست وأربعمائة غزاها مجاهد العامري من دانية، وكان صاحبها في البحر في مائة وعشرين مركباً، ففتحها وقتل فأكثر وسبى النساء والذرية".


الاتجار بالعبيد الصقالبة:

كان الاوروبيون يصدرون الجواري والغلمان إلى المسلمين من اجل تغطية اسعار البضائع القادمة من المشرق، حتى ان هنري الأول ذا فاولر حاكم دوقية ساكسونيا انشا فيالق متخصصة في خطف النساء والاطفال السلاف "Slavs" من اجل بيعهم للمسلمين. وكان يجلب الأطفال الصقالبة إلى العالم الاسلامي عبر بيزنطة والاندلس، وبينما كان قسم من العبيد يبقى في الأندلس كان قسم آخر يعبر البحر إلى دول شمال افريقيا، إذ أن الطلب عليهم كان كبيرا ويأتي من كل المناطق الاسلامية، وخاصة النساء ذوات الشعر الاشقر. وبسبب علاقاتها الطيبة مع الغرب لعبت الأندلس دورا محوريا بين الشرق والغرب في هذه "التجارة".

يقول أبو القاسم بن حوقل النصيبي في كتابه صورة الأرض: "وبالأندلس غير طراز يرد إلى مصر متاعه وربّما حمل منه شيء إلى أقاصي خراسان وغيرها، ومن مشهور جهازهم الرقيق من الجواري والغلمان الروقة من سبى افرنجه وجليقيه والخدم الصقالبة وجميع من على وجه الأرض من الصقالبة الخصيان فمن جلب الأندلس لأنّهم عند قربهم منها يخصون ويفعل ذلك بهم تجّار اليهود والصقالبة قبيل من ولد يافث وبلدهم مستطيل واسع ولغزاة خراسان من ناحية البلغار بهم اتّصال فهم إذا سبوا إلى هنالك تركوا فحولة على أحوالهم مقرورين على صحّة أجسامهم (وذلك أنّ بلد الصقالبة طويل فسيح".

وجاء في نفح الطيب من غصن الأندلس الرطب لأحمد بن محمد المقري التلمساني: "وقال بعض من أرخ الأندلس كان عدد الفتيان بالزهراء (المدينة الاندلسية الملكية الصغير) ثلاثة عشر ألف فتى وسبعمائة وخمسين فتى ودخالتهم من اللحم كل يوم -حاشا أنواع الطير والحوت- ثلاثة عشر ألف رطل وعدة النساء بقصر الزهراء الصغار والكبار وخدم الخدمة ستة آلاف وثلاثمائة امرأة وأربع عشرة انتهى وقيل إن عدد الصبيان الصقالبة ثلاثة آلاف وسبعمائة وخمسون وجعل بعض مكان الخمسين سبعة وثمانين وقال آخر ستة آلاف صقلبي وسبعة وثمانون".

وكتب أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز بن محمد البكري الأندلسي في المسالك والممالكː "خاطب أمير امارة نكور سعيد بن صالح، في نهاية القرن 3هـ/9م ، عبيده الصقالبة حين قاموا عليه مطالبين بالعتق. فقال لهم: "أنتم جندنا وعبيدنا وأنتم كالأحرار، لا تدخلون في المواريث ولا تجري عليكم المقاسم، فما طلبكم للعتق؟ فألحّوا عليه في ذلك فأبى، فناله منهم جفاء وغلظة، وقدّموا أخاه عبيد الله وعمّه الرضى المكنّى بأبي علي وزحفوا بهما إلى القصر، فحاربهم سعيد من أعلى القصر بالفتيان والنساء حتّى انهزموا. وقامت عليهم العامّة فأخرجوهم إلى قرية فوق المدينة تعرف بقرية الصقالبة، فتحصّنوا بها سبعة أيّام، وحشر سعيد وخرج إليهم وظفر بهم بعد حرب شديدة. وكان الرضى عمّه وصهره كانت ابنته طالت تحته فحبسه مع أخيه عبيد الله وقتل من خرج معهما من بني عمّه، منهم الأغلب وأبو الأغلب. ثمّ وكل بأخيه عبيد الله من أوصله إلى مكّة فأقام بها حتّى مات".

في حين اورد بن خلكان في كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ما يلي: "المصامدة، فخرجوا إليه ونزلوا عليه، وأخبروا محمد خبرهم وأطلعه على مقصدهم وما جرى لهم عند الملك، فقال عبد الحق: هذا الموضع لا يحميكم، وإن أحصن الموضع المجاورة لهذا البلد تين مل، وبيننا وبينها مسافة يوم في هذا الجبل، فانقطعوا في برهة ريثما ينسى ذكركم، فلما سمع محمد بهذا الإسم تجدد له ذكر اسم الموضع الذي رآه في كتاب الجفر، فقصده مع أصحابه، فلما أتوه رآهم أهله على تلك الصورة فعلموا أنهم طلاب العلم، فقاموا إليهم وأكرموهم وتلقوهم بالترحاب وأنزلوهم في أكرم منازلهم، وسأل الملك عنه بعد خروجهم من مجلسه فقيل له: إنهم سافروا، فسره ذلك وقال: تخلصنا من الإثم بحبسهم.ثم إن أهل الجبل تسامعوا بوصول محمد إليهم، وكان قد سار فيهم ذكره، فجاءوه من كل فج عميق وتبركوا بزيارته، وكان كل من أتاه استناه وعرض عليه ما في نفسه من الخروج على الملك، فإن أجابه أضافه إلى خواصه، وان خالفه أعرض عنه. وكان يستميل الأحداث وذوي العزة، وكان ذو العقل والعلم والحلم من أهاليهم ينهونهم ويحذرونهم من اتباعه ويخوفونهم من سطوة الملك، فكان لا يتم له مع ذلك حال. وطالت المدة وخاف محمد من مفاجأة الأجل قبل بلوغ الأمل، وخشي أن يطرأ على أهل الجبل من جهة الملك ما يحوجهم إلى تسليمه إليه والتخلي عنه، فشرع في إعمال الحيلة فيما يشاركونه فيه ليعصوا على الملك بسببه، فرأى بعض أولاد القوم شقراً زرقاً، وألوان آبائهم السمرة والكحل، فسألهم عن سبب ذلك فلم يجيبوه، فألزمهم بالإجابة فقالوا: نحن من رعية الملك وله علينا خراج، وفي كل سنة تصعد مماليكه إلينا ينزلون في بيوتنا ويخرجونا عنها ويخلون بمن فيها من النساء، فتأتي الأولاد على هذه الصفة، وما لنا قدرة في دفع ذلك عنا، فقال محمد: والله إن الموت خير من هذه الحياة، وكيف رضيتم بهذا وأنتم أضرب خلق الله بالسيف وأطعنهم بالرمح والحربة فقالوا: بالرغم لا بالرضا".


عبيد الجهاد البحري:

يقول المؤرخ الامريكي روبرت دافيز (Robert C. Davis) استاذ التاريخ في جامعة اوهايو الامريكية، انه بين عامي 1530 و1780 تمكن قراصنة كانوا ينطلقون من شمال افريقيا من خطف واستعباد أكثر من مليون وربع أوروبي، وأن المدن الساحلية في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وانجلترا وايرلندا شمالا حتى ايسلندا..، كانت مسرحا لعمليات اختطاف الأوروبيين ومن تما استرقاقهم.

بينما اكد الفرنسي اتيان دي جوي الذي عاش بين 1764 و1846، بان قراصنة شمال افريقيا الذين كانوا خليطا من المور الاتراك العرب القبايل اليهود والاوروبيين، كانوا يهجمون على السواحل الاوروبية لاختطاف اوربيين بيض من كلا الجنسين ومختلف الاعمار.. ليبيعوهم في اسواق شمال افريقيا كحيوانات حقيرة (حسب تعبير الكاتب):


L Hermite de la Guiane, ou Observations sur les mœurs et les usages français au commencement du XIXe siècle. T. 1 - Etienne de Jouy

Ces pirates, dont la nation, ou plutôt l’agrégation se composait d’indigènes nommés k’baÏls, de Maures, anciens conquérants de l’Espagne, d’Arabes venus d’Asie, de Juifs, de Turcs et de Renégats, avaient établi le siège principal de leur brigandage maritime à Maroc, à Alger et à Tunis, sur la côte méridionale de la méditerranée qui s’étend du détroit de Gibraltar a la Lybie : montés sur des petites barques appelées Chebecs, avec un équipage d’une cinquantaine d’hommes et quelques mauvais canons, ils infestaient la méditerranée, et croisaient quelquefois dans l’océan jusqu’aux canaries, quand le butin leur manquait en mer, ils effectuaient audacieusement des descentes sur quelque point des cotes de Sardaigne, d’Espagne ou d’Italie, enlevaient les habitants de tout sexe et de tout âge, les entassaient dans leurs barques, et les vendaient chez eux, comme de vils bestiaux, dans les marches publics.



في حين جاء في اطروحة الدكتوراه هذه التي نوقشت في كلية الحقوق / جامعة باريس بتاريخ 16 يونيو 1903، بان فرنسا كانت في القرن ال 18 من بين اكثر البلدان تضررا من القرصنة البحرية، اذ كان القراصنة الشمال افريقيون (خليط من الاتراك البلقانيين المور القبايل العرب اليهود والاوروبيين..) لا يفارقون سواحلها، يسرقون الكثير من السفن، ويهددون سلامة الملاحة وحركة السفن، وعندما كانت تنقصهم الغنائم كانوا يهجمون على السواحل لاختطاف الاوروبيين من اجل بيعهم كعبيد في اسواق شمال افريقيا.

واستشهد بمقولة سرفانتس (الكاتب الاسباني المعروف) الذي كان من بين ضحايا القراصنة: "الكثير من الاوروبيين شاهدوا الشمس تغرب في اسبانيا وتشرق في تطوان. ثم قال، انه في سنة 1816 التقى اللورد اكسموث قائد القوات البريطانية في البحر الابيض المتوسط بباخرة قراصنة جزائرية طالبه طاقمها بإعطائهم الاكل لإطعام 200 عبد مسيحي اختطفوهم من السواحل الايطالية، وهددوه بانه في حالة امتناعه عن تقديم الاكل سيرمونهم في البحر.


JEANNEL - LA PIRATERIE

La France était, au XVIII e siècle, une des nations les plus éprouvées par la piraterie: les pirates étaient journellement sur nos côtes, prenant un très grand nombre de vaisseaux marchands et « gâtant notre trafic » - quand le butin leur manquait sur mer, ils effectuaient d audacieuses descentes sur les côtes : les pécheurs vivaient dans des alertes continuelles et plus d un, dit Cervantès, « avait vu coucher le soleil en Espagne, qui le voyait se lever à Tetouan ». On voudrait croire, pour l honneur de l’Europe, que ces descentes de corsaires barbaresques sur les côtes ne furent que des faits exceptionnels et cessèrent bien avant leurs exploits sur mer. 11 n en est malheureusement rien. En 1816, lord Exmouth, commandant les force Britanniques dans la Méditerranée, rencontra un corsaire algérien qui lui demanda des vivres pour deux cents esclaves Chrétiens qu il avait pris sur les côtes de la Pouille et de la marche d Aucône, en menaçant de les Jeter à la mer si l amiral refusait des vivres- les vivres furent accordés.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن