المملكة السعودية - إعتقال الناشط السياسي التشادي محمد أرديمي

سعد محمد عبدالله
simsimp666@gmail.com

2019 / 7 / 10


نقل عدد من الإعلاميين التشاديين أنباء عن إعتقال الناشط السياسي التشادي الأستاذ محمد طاهر أرديمي بعد مداهمة قوات أمنية سعودية لسكنه في الرياض عاصمة المملكة السعودية يوم 7 يوليو 2019م، وقد تم إقتياده إلي جهة مجهولة دون إخبار أسرته بسبب إعتقاله، وهذا الإجراء التعسفي المؤسف طبق علي عدد من النشطاء السياسيين المعارضيين بطلب من السلطات التشادية، وفي السنوات الماضية قامت المملكة السعودية بوضع قيود أمنية كثيرة أمام المعارضين الذين يعملون داخل أراضيها ويعبرون عن أراء ومواقف تخص بلدانهم، فحرية التعبيير عن الرأي والفكر تتراجع بشكل كبير في المملكة السعودية مقابل تزايد حجم إنتهاك حقوق وحريات الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتبنته الأمم المتحدة ويهدف لحماية حقوق الإنسان وهو جزء أساسي من القانون الدولي، واليوم مع مداهمة منزل محمد أرديمي وإختطافه وإخفاء مكان إحتجازه بسبب موقعه السياسي وموقفه تجاه الحكومة التشادية أصبح من الضروري إبتدار حملات إعلامية وسياسية وقانونية من قبل كل التنظيمات الديمقراطية الحرة والمنظمات الإنسانية لتوجه معا رسائل محددة تشرح حالة حقوق الإنسان حول العالم خاصة دول افريقيا تخاطب بها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ومجلس حقوق الإنسان، فما يجري اليوم يعتبر مصادرة واسعة للحقوق والحريات، وذلك يناقض نصوص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويعد هذا الأمر إنتهاك غير مقبول.

الأستاذ محمد أرديمي واحد من الشباب الذين يناضلون بحماس من أجل تحسين الوضع السياسي والإقتصادي في بلاده، والكثير من شباب وشابات تشاد ودول افريقيا الآخرى يجدون عراقيل كبيرة تمنع تقدمهم بمقترحات جديدة تساعد علي بناء أوطانهم بأسس ديمقراطية تحقق طموحاتهم، والسياسي المعارض في تلك الدول حين يتكلم بما لا يريده الحاكم يكون قد إختار لنفسه السجن او المنفى وربما يعانق المشانق، ففي كل الأحوال يعاني الشباب من التضيق والمطاردة داخل وخارج بلدانهم، وهذا بكل تأكيد سيعيق السلام والإستقرار والديمقراطية، ولاحقا ستتحول الدول الافريقية إلي أكواخ للتعذيب والقهر، وهذا الوضع سيرفع من درجات الهجرة الإجبارية وسط الشباب للهروب من الإستبداد، والعالم الإنساني والديمقراطي مسائل ومطالب بحماية كافة الحقوق السياسية والمدنية لأبناء تشاد وافريقيا قاطبة، فما نشاهده اليوم من إنتهاك لا يجوز الصمت حياله، ولا يمكن تحقيق تطور الدولة إلا من خلال حوار سياسي يؤمن السلام والديمقراطية بالقانون، فالحلول الأمنية لن تنجح في تفكيك أزمات سياسية ولا تؤدي إلا للمزيد من الإحتقان ونهايتها ستكون صفرية، وذلك ما نخشاه لتشاد وافريقيا وجيل الشباب الذي يحلم بالحرية والسلام والديمقراطية.

يجب أن تصادق المملكة السعودية شعوب القارة الافريقية من أجل مستقبل مشترك، ويجب أن لا تراهن علي الحكومات وتحمل المعارضين ما هو أثقل من التعذيب والتشريد الذي مورس ضدهم في بلدانهم، فبلاد فخامة الملك سلمان كانت قبلة يقصدها كل مظلوم لطلب الأمن والسلام يجب أن لا تتحول لبلاد قاهرة يفر منها الناس خوفا من البطش، ونأمل أن يتم إطلاق سراح الأستاذ أرديمي وعدم تسليمه إلي سلطات تشاد حفاظا علي سلامته، وإذا لم يعد وجوده مرغوب فيه يجب السماح له بشد الرحال إلي دولة آخرى فهذا العالم واسع ولا يضيق أبدا، ويجب هنا توجيه رسالة لحكومة تشاد بأن تنتهج الحوار سبيلا مع المعارضة فهو الأفضل للجانبين، وبما أن التغيير واجب ومن أهم متطلبات تحقيق الأمن والإستقرار والتطور في كافة المجالات لا بد من مسايرة المتغيرات بحوار يمكن الإنسياب الطبيعي لحركة الحياة الكونية من أجل مستقبل الجميع، لذلك ندعوا الحكومة التشادية لفتح منابر الحوار مع المعارضة لأنه الطريق الأمثل والأقرب الذي يضمن إستمرار وإستقرار الدولة، ومن هنا أتوجه برسالة تضامن مع الصديق محمد أرديمي وأسرته وكل من يهمه أمره، وأرجوا له الحرية العاجلة، والحرية لكل من طلبها وناضل من أجلها، والسلام للشعب التشادي الأبي.

سعد محمد عبدالله
10 يوليو - 2019م



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن