عشتار الفصول:111621 الحياة والتكنولوجيا الحديثة.

اسحق قومي
ishak.alkomi@ok.de

2019 / 7 / 9

عشتار الفصول:111621
الحياة والتكنولوجيا الحديثة.
في زمن العولمة والأنترنيت، والهاتف المحمول، والمتلفز. نحن أمام مجموعة طفرات سونامية . لايمكن أن نتجاهلها، أو نجعلها من الكفر لنتهرب من استحقاقاتها وإيجابياتها وسلبياتها على حد سواء. بل علينا أن نتدارس أثاراها الإيجابية والسلبية معاً .ونُهيء أجيالنا عبر برنامج وطني يتضمن المناهج التربوية لمختلف المراحل التعليمية ..
إنّ الهاتف النقّال الذي بين يديك .هو من أخطر الشهود قاطبةً بحيث لم يعد لشروط الشهود في الجانب الديني أو القوانين الوضعية من أهمية كما لشهادته الثابتة .كما أنه كاميرا تحملها معك تصور المناظر التي تُعجبك .وهو الذي يمكّنك من التواصل مع الآخرين لآلاف الأميال إن لم يكن مع المجرات الأخرى...لأن إرساله يتم عبر الأقمار الصناعية التي أوجدها علماء الغرب .فإذا قمت بأيّ خطأ لن يرحمك مجتمعك والمجتمع العالمي لأنك أحد أفراد (القرية العالمية).وأن أثار ذلك الخطأ لن تزول حتى لو قمت بعملية المحي . فهي مخزنة في الجهاز العام للشبكة في الولايات المتحدة الأمريكية . من هنا علينا أن نمتلك وعياً ومعرفة إلكترونية وأن نكون على قدر من معرفة التعامل معها واستخداماتها .ومن يعيش في هذا القرن وما سيأتي .عليه أن يُعد نفسه إعداداً قابلا للحياة مع التكنولوجيا المتلفزة ...إننا نقرأ أثار المتغيرات التي لم يعد يُسيطر عليها أحد منا . ففي أيّ مجال نتحدث لايمكن أن نُحرز نجاحاً أكثر من 28% وأما بقية النسبة حتى المئة . فالنجاحات والاختراقات لصالح التكنولوجيا والمخترعات.
إننا نقرأ المتغيرات في الجوانب التالية:
1= الفكرية والتعليمية والتجارية والسياسية .
2= التكوّين الأسري والأخلاقية القديمة أمام سونامي المتغيرات فهل تقف بجهود الوعظ الديني أو البيتي ؟ أشك في هذا وكل قول في هذا المجال هو مكابرة وتدجيل على أعماق مكوّناتنا ومفاهيمنا وقناعاتنا.
3=ولكونك لم تعد في القرية أو حتى مدينتك أو وطنك بل أنت في القرية العالمية فأنت أمام آلاف الأشخاص الذين لهم علاقات بحكم الضرورة الإلكترونية .بعضهم قد يكون أخاك .والآخر لاتعرفه وقد يكون اسمه وصورته ليست الحقيقية وهنا تكمن الخطورة الرقمية.
لهذا إنّ تكوين الصداقة عبر السوشل ميديا .تتضمن المخاطر القاتلة أحيانا ،وأحياناً أنتَ أمام نعمة أوجدتها أنظمة الصناعات الغربية .قد تتواصل مع شخصية لايمكن لك ـ بدون التكنولوجيا الحديثة ـ أن تتحدث مع تلك الشخصية.لهذا أرى أنه ليس من الحالة الصحية بشيء عندما يزيد عدد الأصدقاء لديك عن خمسمائة صديق.فإنّ كثرتهم ليس مؤشراً على تفردك كما لا يدل على أنك في موضع يُحسد عليه .لكون هؤلاء لهم عالمهم وسياستهم وتصرفاتهم وآرائهم وقد تضر بك لو أنتَ أهملت جانب المراقبة والتدقيق في سلوكياتهم وما يكتبون. ـ هذا رأي غير ملزم ولكنني أثق بما أقوله ـــ
وفي الجانب الآخر نرى لو نحن أردنا أن نتخذ موقفاً مبدئيا من هؤلاء الذين تُسميهم وسائل التواصل بالأصدقاء فإن 97%منهم يمكن لنا أن نقصيهم عن صفحاتنا فنحن نختلف عن بعضنا جينيا، وتربوياً وتعليمياً
وسياسياً وجمالياً وحتى الجوانب المادية والاجتماعية تلعب دورها في تكوين الآراء التي نمتلكها.
إننا أمام مخاطر لايمكن تجاهلها وعلينا أن نتخذ القرارات الصائبة مع العلم بأنّ وسائل التواصل كما قلنا وفرت لنا علاقات إيجابية مع العديد من الشخصيات المهمة في العالم والمشكلة لاتكمن في التكنولوجيا الحديثة بل تكمن في جهلنا نحن .


وأتذكر قولاً للكبار في السن بقريتنا (القصور أو الكولية) التي تقع جنوب مدينة ماردين السورية السريانية .كانوا يجلسون عند الحيطان في مقابل الشمس ويقولون (سيأتي وقت نرى فرس على رجلتين وما تأكل ولا تشرب (عن البسكليت). ويقولون سيكون الضوء في شرطان (عن الكهرباء) والماء في الحيطان..) وعندما جاء البسكليت ودخل عالمنا كانت له إيجابياته وسلبياته فكم واحد منا حاول أن يتعلم قيادة البسكليت فوقع أرضاً . وجرى الدم جرّاء جُرج أصابه على أثر تلك الوقعة.؟ وكذلك عندما جاءت السيارة وألف الشعراء عليها أغاني .(كل قلبت مكينة قرب قوناغ الوالي ) وعندما دخل الجرار بدلا من الفدان فقد أودى بحياة العديد ممن كان يجهل أسرار القيادة ولهذا فكل جديد له إيجابياته وسلبياته حتى التعارف بين الأشخاص له نفس المحاذير .
والحياة ليست براءة ولا عفة ولا فهلويات ولا ظلم .بل هي معرفة وعلم وتجربة وحكمة وصبر . إنها من أخطر التجارب التي نمر بها ومنها .
وللحديث صلة
اسحق قومي.
9/7/2019



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن