تجمعات احتجاجيه صغيره هنا وهناك لا تسقط صفقة قرن ولا تلوي ذراع اصحاب ورشة المنامه

محمود الشيخ
zabenmahmoud@yahoo.com

2019 / 6 / 16

تجمعات احتجاجيه صغيره هنا وهناك لا تسقط صفقة قرن ولا تلوي ذراع اصحاب ورشة المنامه

بقلم : محمود الشيخ

اليوم في المسيرة الإحتجاجيه في رام الله على مؤتمر البحرين،كان الأمل ان تكون بالألاف خاصه وان المؤتمر يستهدف تصفية القضية الفلسطينيه بمساهمة عربيه فعليه،وصولا الى نفي وجود شعب فلسطيني على الأرض،مما يستدعي ان تلعب كافة القوى والحراكات ومعهم السلطه في اكبر حشد جماهيري يقول للعالم وبصوت عالي وواضح لا ومليون لا للسلام الإقتصادي ونعم ومليون نعم لحق شعبنا في تقرير مصيره واقامة دولته المستقله على ترابه المحتل في العام 1967 بما فيها القدس الشرقيه مع عودة اللاجئين،واقل من ذلك يرفض شعبنا قبوله.
لكن ما شاهدته قصور مختلف القوى السياسيه عن اداء دورها الواجب القيام به في الحشد بما في ذلك السلطة،فلو كان غاية الحشد هو تأييد الرئيس سنجدهم بالألاف او لو كان الحشد لإنطلاقة الحركه لكان ايضا بالألاف،ولو كان لإنطلاقة اي تنظيم حتما سيكون بالمئات،اما لحشد غايته صد هجوم تأمري على قضيتنا ومن اجل نفي وجود شعبنا وهذه غاية المخطط الأمريكي الإسرائيلي الغاء وجود الشعب الفلسطيني من الوجود،وذلك بإلحاقه بشعوب المنطقه،لتسقط عنه جنسيته التى قاوم من اجل تثبيتها وقدم عشرات الاف الأرواح قرابين من اجلها،افلا تستحق هذه الضحيات اليوم حشدا كبيرا.
ان البيرقراطية التى عشعشت سواء في السلطة الفلسطينية،او في التنظيمات السياسيه ادت الى وصولها لحالة من القصور عن اداء دورها او القيام بواجبها الوطني على اكمل وجه،وبلا ادنى شك ان الحركة الوطنية الفلسطينيه لم تشيخ فحسب بل يبدو انها تسعى لوصولها الى فقدان مبرر وجودها،على الساحة الفلسطينيه غير مبرر واحد هو شاشات التلفزه واستعراض نجوميتهم وهم يرتدون ربطات العنق،انه لمن المؤسف حقا ان تكون الحركة الوطنية الفلسطينيه في الخندق المعادي لها فكيف تصطف مع اعدائها في خندق واحد وهي مدركه انها في الخندق المعادي لشعبنا،ولسنا بحاجة لضرب الأمثلة على ذلك فوقوفنا في حلف مع السعوديه ضد شعب اليمن من جهه،او النأي بالنفس عن الموقف من الحرب الشرسة ضد سوريا التى خاضتها امريكا واسرائيل ودول الرجعيات العربيه ضد سوريا ونحن نعرف تماما ان هزيمة سوريا هي هزيمة لقضيتنا ولشعبنا،وايضا وقوفنا مع السعوديه ودول الخليج ضد ايران ونحن نعرف ان موقفهم يستهدف خدمة امريكا واسرائيل وعدم حسم موقفنا نحن مع من يجب ان نكون،كل ذلك يؤكد اننا لو قلنا لا نعرف اين الصحيح في المواقف هذا غير صحيح بل ( نعرف لكننا نحرف ) كما قال المثل العربي.
لما تقدم الكل متورط في الخطأ ويعرف ان طريق اسقاط صفقة القرن تتطلب ان نكون مع الحلف المعادي لأمريكا واسرائيل مع دول الممانعه ايران وسوريا وحزب الله وروسيا والصين وليس مع السعودية والإمارات والبحرين وان نكون بوضوح تام ضد دول التطبيع نفضحهم ونعريهم ولا نقيم علاقات معهم وان يكون دورنا كقوى وطنيه اعم واشمل وحتى لا يكون رفضنا لصفقة القرن ادعاء بل موقفا صحيحا يجب ان تكون حركتنا على الأرض واضحه وحشدنا لمقاومتها كبير جدا وان تكون كافة القوى بما في ذلك الحراكات على رأس الجماهير وبتأكيد شعبنا لن يخيب امل قوانا ان كانت جاده وليست رفضها لفظي ليس اكثر والسؤال هل سيكون الحشد في مرات مقبله كما يجب ان يكون على قوانا ان لا تكذب على شعبنا بل عليها ان تعمل بكافة طاقاتها فالرمزية في المشاركه تعني عدم الجديه وهذا هو اهم عيب من عيوب الحركة الوطنيه اضافة الى بيرقراطيتها في التعامل مع مختلف القضايا،الكل فيهم يتطلع على حجم مشاركة غيره ولا يتطلع على حجم مشاركته هو،ويبدو ان دور الحراكات اقوى من دور القوى فهل ستحل الحراكات محل القوى يوما من الأيام.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن