رسالة غوبلز الأخيرة

أسامة هوادف
hoadf1992@gmail.com

2019 / 6 / 7

لقد تسائلت طيلة سنين كيف يمكن الأنسان "غوبلز"قتل جميع أبناءه ،كيف يمكن أن يتجرد من العاطفة الأبوية ويضع لهم السم وينتحر مع زوجته نعم هكذا أراد غوبلز نهايته، باول يوزف غوبلز وزير الدعاية السياسية في عهد أدولف هتلر ويعد أحد الأساطير في مجال الحرب النفسية ومن شدة وفائه الهتلر جعل الحرف الأول من أسماء أبنائه هو نفسه حرف الأول من أسم" هتلر" حرف الهاء وكانت أسماء أبناءه الستة كتالي:
هيلغا_هيلديغارد_هيلموت_هولدينه_هيدفيع_هايد دون
ومن شده أخلاصه أن وضع السم لأبنائه عقب الهزيمة وأنتحر مع زوجته فلماذا يا ترى يجبنا غوبلز في رسالته نادرة ولتي تعتبر ملحق الوصية أدلف هتلر قبل أنتحاره وهذا نص رسالة

"لقد طلب منى الفوهر مغادرة برلين ،في حال أنهيار مقاومة عاصمة الرايخ لكى أكون جزءا من الحكومة الجديدة التي قام بتشكيلها
" لأول مرة ،أجدني غير قادر البتة على إطاعة أمر للفوهرر يتفق معى في الرأي زوجتي وأبنائي ،لو لم أفعل ذلك(بعيدا عن مشاعرنا الإنسانية وإخلاصنا الذي يمنعنا من التخلي عن الفوهرر في هذا الوقت العصيب) سأظل حتى نهاية عمري أعتبرني خائنا وجبانا ،وأكون قد تخليت عن أحترامي لنفسي ، ولن أكون جديرا بإحترام بني وطني ، الذي بدونه لا أستطيع أن أعمل على بناء ألمانيا المستقبل والرايخ"

يؤكد جوبلز في السطور التالية دوافعه في أقتفاء أثر هتلر في الأنتحار :الإخلاص في الأوقات الصعبة ودرس للخونة ومثال يقتدى به في المستقبل ..

"سيكون هناك دوما ،رجال يقودون الأمة إلى الحرية ..لكن ترميم حياتنا الوطنية لن يكون ممكنا إذا لم يستند إلى أمثلة قريبة من الفهم ،لكل ماتقدم ،وبا لاشتراك مع زوجتي ،وبالنيابة عن أبنائي، الذين لم يبلغوا بعد من العمر ما يسمح لهم أن يقرروا، وإلا كانوا اتفقوا معنا ،أقرر رغبتي وقراري النهائي ببقائي في الرايخ،إلى جوار الفوهرر ،وأنهى بذلك حياة لن يكون لها معنى إذا لم أستطع أن أقدمها لأظل إلى جواره"
وقع جوبلز هذه الرسالة في تمام الخامسة والنصف من فجر يوم 29ابريل 1945،كان خبير الدعاية المتمرس قد أحسن تقييم الموقف ،لقد خسر الحرب وسيحاسب الحلفاء الخاسرين حسابا عسيرا، كان جوبلز مثقفا وذكيا وكان يعرف الكثير عن الأدب والفلسفة والتاريخ والسياسة ،فإذا كانت ألمانيا قد أستسلمت على الأراضي الفرنسية عام 1918دون أن ترتكب جرما بينا بإستثناء ما لا يمكن أن تمر حرب بدونه ومع ذلك قام المنتصرون باجبارها على تسليم الألاف من المسئولين باعتبارهم مجرمي حرب ، فما الذي هم فاعلون الأن بعدما فعله هتلر بهم، لم يمكن هناك مخرج كل كبار قادة النازية ،سيتم سجنهم ومحاكمتهم وسيتعرضون لسخرية العالم وفي النهاية سيتم إعدامهم بأبشع طريقة عرفها العالم ،لم يكن غوبلز مستعدا لمعايشة كل ذلك ،ولم يستطع أن يتخيل زوجته الجميلة ساجدة تحت رحمة الجيش الروسي ،ولا أن يعيش أبناؤه وهم يحملون عار أن أباهم كان من أعتى وحوش النازية كما ستكتب عنه صحافة المنتصرين ، وكان أنتحاره درس للخونة الذي فضلو الأستسلام الحلفاء رغم أنهم كانو يستطيعون الصمود الأسابيع ،لقد كان غوبلز مثال حي الوفاء والتضحية ولكن تم تشويه صورته من قبل المنتصرين وهكذا هو التاريخ يكتبه المنتصر.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن