شخصيات من بلدي من هو خليل محمد عيسى عجاق الملقب ( أبو إبراهيم الكبير ) الحلقة الرابعه

محمود الشيخ
zabenmahmoud@yahoo.com

2019 / 5 / 27

شخصيات من بلدي

من هو خليل محمد عيسى عجاق الملقب ( أبو إبراهيم الكبير ) الحلقة الرابعه

ابو ابراهيم الكبير يمثل الأخلاق الثوريه للثائر الحقيقي

بقلم : محمود الشيخ

معارك عديده خاضها ابو ابراهيم الكبيرضد الإنجليز والحركة الصهيونيه ممثلة بالمستوطنات،فعندما استشهد الشيخ عز الدين القسام اواخر العام 1935،اشتد العمل العسكري ضد المستوطنات المحميه من الجيش الإنجليزي،يقومون الثوار بها ليلا ،وابو ابراهيم كان دوره ليس فقط مقاتل بل موجه للعلم العسكري،بفعل حنكته العسكريه وجرأته،لم يكن سياسيا ولم يتدخل فيها،بل كان الأمر متروكا للقيادة السياسيه،للهيئة العربية العليا بزعامة المفتي الحاج امين الحسيني،القساميون كانوا يعتبروا المفتي رجل وطني وقائد سياسي مخلص لوطنه،ينسقون معه ثم دفعوه لتبني فكرة الكفاح المسلح،خاصة في منطقة وسط وجنوب فلسطين،منطقة رام الله والخليل،فكلف الشيخ عبد الفتاح زبن المزرعاوي بقيادة منطقة رام الله وغرب النهر،وتمكن الشيخ عبد الفتاح نقل الثوره من شمال فلسطين الى وسط فلسطين منطقة رام الله،رغم ان النجاح لم كان نسبيا بسبب سيطرة فخري النشاسيبي على منطقة بني زيد،وهي منطقة بقيت خارجه عن ارادة الثوره،ويعمل المسلحون فيها لحسابات خاصه ليس لها علاقه بالثوره والعمل الوطني،يستغلون سلاحهم لجمع المال وتخويف الناس وفرض رأيهم على الناس،ولهم قصص كثيره تمكن الشيخ عبد الفتاح بعد عدة اصطدامات معهم من تصويب عملهم عندما خيرهم بين ان يكونوا ثوار او لصوص،كان الناس يشكون ويتذمرون منهم ويخافون الثوره بسبب اعمالهم المنافية للثوره واخلاقها،والصفة التى يتمتع بها المجاهد الشيخ عبد الفتاح تمتع بها ابو ابراهيم الكبير،كان يحاسب ابناء الثوره حملة سلاحها ويطالبهم بمراعاة وضع الناس في طعامهم،والقائدان قساميون،تميزا بأخلاق ثورية قلما يتمتع بها قاده ولا يحسبون حسابا لمصالحهم الشخصيه،فتمتلىء جيوبهم وتتضخم حساباتهم البنكيه وتزكم الأنوف من رائحتهم النتنه،ويشك في مصداقيتهم الوطنيه،فمن يسلب المال العام لا يمكنه الدفاع عن حقوق الشعب الوطنيه،فخوفه على مصالحه اكثر من خوفه على حقوق شعبنا،ولذلك لا يصطدم مع الإحتلال بل ان مرونته تجعل الإحتلال اكثر طمعا في استيلائه على ارضنا ويستخدم الإحتلال ما نهبوه من مال عام لصالح تشويه سمعتهم ومن اجل ابتزازهم،لاحظوا ان ابو ابراهيم فصل قائدا من الثوره وطرده من فلسطين الى سوريا ومنعه من الرجوع الى الثوره فقط لأنه كان يطلب من الناس زيادة في الطعام،لو يأخذ ما يتبقى من طعام معه كزوادة على الطريق ان جاع،فكيف لو ان ابو ابراهيم موجودا اليوم ماذا سيفعل فيمن ينهب المال العام.
هذه هي اخلاقيات الثوار الحقيقين المؤتمنين على حقوق شعبنا،الذين يضحون ولا ينتظرون مقابل تضحياتهم شيئا،سألت الشيخ عبد الفتاح مره لماذا ليس لك صورة في البزة العسكريه،كان جوابه لقد عملت لوجه لله وليس لأحد،ولن اقبل ان يكون بيني وبين هؤلاء الذين يلتقطون صورا لهم ليقولوا ( شوفيني يا خالتي) انا الله شايف شو انا بعمل ويكفي.
يقول ابو ابراهيم في مذكراته،لم نطلب من احد مصاري ابدا،فالهيئة العربيه العليا متكفله فينا،وعندما يعرض احد من الناس علينا نرفضها ونطالبه بإعطائها للهيئة العربية العليا،ومره يقول احد من جماعتنا وضع يده على سبائك ذهبية من البريد قمنا بتسليمها للهيئة العليا طلبنا منهم التصرف بها اما نحن لن نتصرف بها،وتأكيدا لما قاله ابو ابراهيم قال الشيخ عبد الفتاح عرض علي اهالي رام الله والبيره مبلغ يساوي (500) دينار دسها في جيبي رئيس البلديه حيث قال هذه دعما للثوره ولحمايتنا من اللصوص الذين يدعون انهم من الثوره،يقول الشيخ اعدتها اليهم وقمت بشراء عدة (بواريد) في الحال وتشكل فصيل يومها في البيره بقيادة عبد النعم عبد الدايم،وقمنا واياهم بنصب كمين للجيس الإنجليزي في واد البلاط،هذه هي الأخلاق الثوريه التى تمتع بها القساميون انذاك،فهيهات هيهات ان نجد امثالهم اليوم.
يقول ابو ابراهيم الكبير في عام 1939 والثوره في صعود وخاصه في المناطق التى يشغلها القساموين طلب المفتي من الثوار وقف الثوره،وقد حققت الثوره انجازات وقدمت تضحيات،بقرار من الهيئه العربيه العليا حجتهم ان حربا عالمية نشأت وعلينا اعتماد اسلوب حل قضيتنا بالطرق التى لا تكلفنا ثمنا وبجهد اقل وخسائر اقل،لم يقتنع القساميون في القرار واستمروا في اشتباكاتهم العسكريه مع الإنجليز والمستوطنات،لكن يقوب ابو ابراهيم اشتد الخناق علينا وقطعت الإمدادات من الهيئه العربيه العليا مما اضطرهم لوقفها ومغادرة البلاد الى العراق.
ما اشبه اليوم البارحه،هذا القرار انهى الثورة ولم يعد لها مكان،بفعل قرار مكتبي وليس ميداني،فالقساميون لم يكونوا مقتنعين بالقرار،يبدو ان المفتي وضع اوراقه في يد هتلر،فقد طالبه بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في لقائين مع هتلر وايضا موسليني وطالبه بتخزين السلاح في عدة مناطق وحدث هذا استعدادا لدخول الحرب،الا ان هتلر هزم في الحرب وهزمنا ثورتنا بأيدينا نحن وليس بقوة الحركة الصهيونيه،فوقف احد اسلحتك حتى لو دخلت في مفاوضات يجب الحفاظ على قوة تسندك في اي عملية تفاوضيه،نحن اليوم انهينا المقاومة الشعبيه ووقفنا في وجهها،واعتبرنا المفاوضات هي الطريق الأمثل للوصول الى اهدافنا،مثلما امن المفتي بذلك،ففشل المفتي ونحن كذلك ،لكن رغم فشلنا لا زال البعض مع المفاوضلت،رغم وضوح الموقف الإسرائيلي والأمريكي المنحاز لإسرائيل والخيانة العربيه التى اعتمدت القيادة الفلسطينية عليها،ولا زالت حتى انها لا تنتقد عمالتها الخيانية ودورها سواء في المؤتمر الإقتصادي الذى سيعقد في المنامه،رغم دراية القيادة الفلسطينيه،لأهمية الوضوح وضرورة اتخاذ قرارات جريئه لمنع حصول اي ثغره تتيح لصفقة القرن بالمرور ولو بشكل نسبي،موقفنا له اهميته الكبيره ولذلك الجرأة في التصرف له مردود ايجابي على قضيتنا موقفنا والعالم معنا،ومن اهم ما يلزم اتخاذه هو قطع التنسيق الأمني وقطع اي علاقه اقتصاديه مع اسرائيل ومنع دخول المنتج الإسرائيلي على مناطق السلطه وانهاء الإنقسام وتشكيل جبة وطنيه موحده واعتماد اسلوب جماعية اتخاذ القرار مع احترام دور (م,ت,ف) واعطائها مكانتها والإمتناع عن تهميشها،وفضح الدول العربيه التى تعمل مع امريكا واسرائيل على تنفيذ صفقة القرن،في مثل عربي بيقول ( ان ما عكرت ما ابتصفى) خوفكم على مصالحكم شكل اكبر سلاحا قويا بيد اسرائيل وامريكا،فهم يدركون انه ليس لديكم استعداد للمواجهه،مصالحكم اكبر من مصالح شعبكم وقضيته العادله.
يتبع في الحلقة الخامسه



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن