مشرفو القاعات الامتحانيه ابتعدوا عن الأساليب البوليسية رجاء

علي قاسم الكعبي
alialkapi617@gmail.com

2019 / 5 / 27

تّعد الامتحانات العامة الوزارية (البكالوريا) سواء كانت في المرحلة الابتدائية او الثانوية من أخطر المراحل التي يمر بها الطلبة على الاطلاق
ومعظمنا يحتفظ بذاكرة مؤلمة عنها كونها تُحدد بوصلة الطالب واتجاهاته وميولة خاصة في مرحلة الاعدادية بفرعيه العلمي والأدبي والتي تعد مرحلة مصيرية ومفصلية في الوقت الذي تشكل فيه مرحلة انتقالية محددة لمصير ومستقبل الطالب الدراسي عقب جهود مضنية وعصارة جهد طوال اثنتي عشرة سنة وفي بلد يعيش أسوء الضروف ويقع في ذيل الدول المتأخرة في مجال الرصانة العلمية ، بسبب عدم الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الذي يهتم بصناعة الإنسان وتستحضرني" مقولة سقراط
مخاطباً قومه حول اهمية التربية " ايها الرجال انتم توجهون كل اهتماماتكم نحو الحصول على الدراهم و لكنكم تعطون تفكيراً قليلاً لأبنائكم الذين ستتركون لهم الدراهم!! "وكما هو معروف فإنه يقع على وزارة التربية هماً ثقيلاً حيث تقوم بإعداد موازنة خاصة للامتحانات وتصرف أموالاً طائلة بعضها مبُالغاً فيها وبعضها لا تخلوا من شبهات الفساد وربما هذا الملف من الملفات المسكوت عنها من باب العمل بالتقية"! وأن تم فتحة سّيٌطيح برؤوس كبيرة من خلال عدم النزاهة في الاختيار والمحسوبية و أيضا في اختيار كادر المركز الامتحاني وحجم الإنفاق المالي الكبير من أجل إنجاح الامتحانات من المعروف بان المديريات العامة تقوم بتهيئة الأمور اللوجستية وتهيء للمراكز الامتحانية المراقبين باختيارهم من مدارس خارج قطاع طلبة المركز الامتحاني و من أجل انجاح هذا الامتحان فيوفرون للطلبة مثلاً العصائر وقناني مياه الشرب وتتباين القاعات الامنحانية وللأمانة توجد قاعات في بعض المراكز مكيفة وملائمة جدا والبعض الآخر في العراء لأنه وكما معروف ليس جميع المدارس متهيئة اصلًا لتكون قاعة امتحانية وبطبيعة الحال هذا العمل يحسب للمديريات وبرغم توفيرهم لهذة المستلزمات الضرورية لكنهم يغفلون عن جانباً هاماً جداً جداً وهو أهم من توفير أجهزة التكييف ولا العصائر ، إلا وهو اختيار المراقبين ومدراء القاعات وما يسمى ب(المشرف) الذي يتم أيضا اختياره من قبل اللجنة الامتحانية المركزية في المديريات العامة لكل تربية ويقوم هذا الشخص بمراقبة سير الامتحانات والاشراف على المركز الامتحاني وفي كل يوم يزور مركزا ، ودائما ما يؤخذ علية تعامله بفوقية وتعالي كبيرين مع المركز الامتحاني ككل اقصد المراقبون والطلبة على حد سواء" وكانه قادم من كوكب اخر فعند دخوله القاعة الامتحانية ، يعطي إشارات من خلال تعابير وجهة بأن حازم ناقم ساخط وكأنه جاء بصفة رجل أمن ليكتشف خيوط جريمة مضى عليها وقت طويل وضاعت أدواتها فيأتي بدون أن يؤدي تحية الإسلام بالسلام عليكم على القاعة فيستقبله الجميع بترقب وحذر شديد والتشنج يبدو واضحا عند الطلبة فهو يعمل كأنه انسان الي ممنهج على الإكثار من قول (اللاأت) لا تتحرك لأتسأل لا...مع زيادة ونقصان هذة (اللاأت) عند البعض وما يؤخذ على هذا المشرف ايضا بأن يتعامل بأسلوب بوليسي فج مع الجميع لأفرق بين المراقبون والطلبة فهم سواسية في قاموسه كونه جاء معبئ جيدا بأنه لابد له من اكتشاف خطاء أو التشيكك بعمل المركز الامتحاني ،ولم يكن معتبرا نفسة طرفاً في نجاح العملية الامتحانية (وهذا طبعأ لا يشمل الجميع فهنالك أناس طيبون بطبيعة الحال) وبرغم من استخدام وزارة التربية لمصطلحات جميلة على المشرفين كالصديق الناقد والمتابع إلا أنه لا زل في ذاكرته انه الرجل( المفتش) فيمنع التلميذ من السؤال اذا ماعلمنا أن تلميذ الابتدائية لازال صغيرا وبحاجة إلى التوضيح أو الاستفسار بل وحتى يمنع قراءة الأسئلة حتى وان كانت مادة اللغة الإنجليزية فتخيل كيف يكون الضغط النفسي للتلميذ ؟
"ان استخدام هذة الأساليب البوليسية تُرعب التلاميذ وتبث فيهم الخوف والذعر مما يؤدي إلى ارباك الطلبة ويؤدي بطبيعة الحال إلى تشتيت أفكارهم ويصيبهم بصدمة قد ينقل من خلالها بعضهم الى المستشفى وفعلا حدث بالامس ذلك في احد القاعات. وكان من المفروض بث روح الأمن والاطمئنان وضرورة اشعارهم بأن الوضع عادي وازاله كل عناصر التوتر والقلق لان غايتنا ليست الدرجة أو الامتحان بقدر ما هو انضاج للفكر وتحريك كل ما في عقل الطالب حتى ننمي فيه روح الابداع" ونصنع فيه جذور التفوق وهذا ما ذهب له جون ديوي على ضرورة تمكين الطالب من اختبار معارفة والتوصل إلى المعرفة بمفرده " علينا ان نعلم بأن الطلبة يؤدون امتحاناتهم وسط ضغط نفسي وتوتر عصبي غير مشهود ناهيك عن المفاجآت التي تحملها ورقة الأسئلة من أخطاء في صياغتها ونوعها لذا يجب أن يكون في حسبان اللجان المنظمة اخذ كل هذا الأمور ومراجعتها جيدا من أجل الخروج بمستوى تعليمي متميز..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن