لا عودة الى الوراء !

سليم نزال
salim_nazzal@yahoo.com

2019 / 5 / 22

لا عودة الى الوراء !

سليم نزال

الاصلاحات التى تجرى فى السعوديه و ربما فى الامارات اصلاحات تكتسب اهميه لانها اولى الخطوات لاخراج الدولة من المرحلة السلطانية الى المرحلة العصريه .طبعا سيقال ان هذه الاصلاحات محكومة بافق الحكم هناك و هو قول صحيح لكن ينبغى ان نتذكر ان الكثير من الاصلاحات منها اصلاحات محمد على فى مصر القرن الثامن عشر كان اصلاحات محدودة و محكومة بافق الحاكم .لكن من اللحظه التى تبدا فيها الاصلاحات على محدوديتها تبدا الاصلاحات تجر بالضرورة اصلاحات اخرى و يصبح معها من غير الممكن العودة الى الوراء . بحيث يصبح الامر مثل سد ينهار و لا يمكن لاحد وقف تدفق الماء.الامر كذلك فى التغيرات التاريخيه لكنها تتطلب وقتا طويلا قد ياخذ عدة اجيال .فى فرنسا مثلا لم تستقر العلمنة الا بعد حوالى قرن و نصف من صراعات محتدمة .
فى الاتحاد السوفياتى قام غورباتشوف بالبيرستريكا و كانت النتيجة حصول تحولات ادت الى ما ادت اليه من انهيارات سياسية .ففى نظام مقفل مثل النظام السعودى فتح ثغره فى جدار الانغلاق يعنى ان تتسع الثغرة لتصل الى مرحلة انهيار الجدار كله .
نحن هنا نتحدث عن الشان الداخلى .اما فى الشان الخارجى فان النظام السعودى نظام مرتهن بالكامل لامريكا و خادم طيع لسياساتها
اما لماذا بدا الانفتاح السعودى على العصر فهو موضوع يطول فيه الحديث .الامر المؤكد ان لا جدار بوسعه مقاومة العولمة .و قد يكون بعض ما يقوم به الملك السعودى و ابنه هو محاولة التفاف على تغيرات بات النظام يدرك انها تدق بعنف على ابواب المملكة الصحروايه .
لا شك ان الاصلاحات السعودية تظل فى اطار القشرة و ليس الجوهر .لكنها فتحت الافاق نحو المستقبل بحيث لم يعد من الممكن العودة الى الوراء .المؤكد ان النظام القديم بدا يتهاوى و يبقى السؤال الى اين تتجه اليه الامور فى المستقبل .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن