شراب البشير

حميد حران السعيدي
hameed.haran@yahoo,com

2019 / 5 / 21


نُشِر على صفحات التواصل الأجتماعي خبر معزز بصور قناني خمر قيل تم العثور عليها في قصر البشير بعد سقوطه غير المأسوف عليه ... ومر الخبر على الجميع مرور سهل بإستثناء (أحدهم) ... هذا (الأحدهم) كذب الخبر وأعتبره من قبيل التسقيط الذي يقف وراءه بعض أعداء الأسلام !!! , ولا أدري كيف أصبح البشير بِعُرفْ هذا الرجل هو رمزالأسلام , ولم يتوقف هذا (الأحدهم) عند هذا الحد بل قال إن الشعب السوداني سيدمي إصابعه ندما كما ندم الشعب العراقي على إسقاط صدام !!!.

(أكلك بويه أحدهم منه خولك تصير ناطق باسم الأسلام مره وبأسم العراق مره ثانيه؟؟؟)... وماهذا الخلط يا(أحدهم) ؟ ألم تأت أحزاب الأسلام السياسي على أعتاب سقوط طاغية العراق , فلماذا حسب رأيك يشعر أهل العراق بالندم ؟ هل إسلام أحزاب العراق يختلف عن إسلام البشير الذي تدعي إن السودان ستأسف لرحيله بعد حين ؟

ربما كانت عملية خلط الأوراق قد أصابت رؤى الناس , ولكن يا(أحدهم) لم يكن صدام محبوب العراقيين ولن يكون ... فالرجل كان عادل في توزيع جرائمه على طول وعرض خارطة العراق ولم يسلم من بطشه حتى أقرب الناس نسبا وفكرا ومذهبا ودينا وقوميه , فماذا يدفع العراقي للندم على بطل الأنفال والمقابر الجماعيه ووسائل القتل البشعه من (المثرامه) الى (الكلاب الجائعه) الى (الأسلحه الكيمياويه) وهي السابقه التي لم يُقدم عليها غيره !!!!.

دعني أغبط إخوتنا في السودان يا(أحدهم) لأنهم أسقطوا طاغيتهم بوثبتهم وتلاحم قوى الشعب , وهذا مالم يحصل بالعراق رغم إنتفاضة الشعب ومحاولات العسكر , دعني أتمنى للسودان بديلا عن البشير لايشبه سلطة العراق بنسختها المحاصصاتيه التي حولت البلد الى مغنم للمتنفذ وللنفعي والوصولي والرداح والمداح والذيول النكرات وحرباوات الزمن الأغبر .

يا (أحدهم) حال العراق اليوم ليس شعور بالندم على سقوط طاغيته .. بل هو الأقرب لحال المرحومه (فضه) التي كانت تنتظر عودة شقيقها من غربته وهي تؤمل النفس بأن يكون مقدمه مُفرح لها ولصغارها وهم يعانون اليتم والعوز ... فجاء (الهيبه) كما وصفته شقيقته (إيد وره وإيد جدام) ... وبدلا من أن يأتي محملا بالهدايا إلتهم (الديك) وهو الذكر الوحيد في عشها الذي تعتمد عليه في إعالة صغارها , ذبحته لغداءه (وعساه سم وزقنبوط) فأتى عليه دون أن يدعو أيتام شقيقته لمشاركته وهم ينظرون له بعين التوسل .. وأمام هذا الحال قالت ناعية :

( ياساعة السوده اللفه بيج ... ماياب صوغه وكرمط الديج)

وختاما يا (أحدهم) .. لا أتمنى للأشقاء في السودان أن يرددوا ماقالته فضه .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن