هوامش حول النهضة العربية المغدورة

محمد عبد الشفيع عيسى
moh_eesaa@hotmail.com

2019 / 5 / 18

فكرت مليّاً فيما آل إليه حالنا في الوطن العربي، و تقافزت أسئلة لاذعة كشواظ من نار:
لماذا أن مسيرتنا الحضارية – نحن العرب – فى العصر الحديث و فى تاريخنا المعاصر حتى الآن، تبدو فى غالب الأحيان متقطعة ، و معطلة أو شبه معطلة أحياناً كما هو الحين القائم..؟
ولما كان للنهوض الحضارى ، بشقيه المادى – العمرانى من جانب ، والثقافى من جانب آخر ، شروطه التى لا يقوم ولا يتم إلا بها ، فقد كان من المنطقى أن نتساءل مرة أخرى : ما هي شروط النهوض وهل توفرت لدى العرب أم لا؟ و كيف السبيل إلى تلبية هذه الشروط؟
و كان من المنطقى أن نتساءل – من أرضية جمهورية مصر العربية بالذات – هل غابت الشروط ، وهل هيمن هذا الغياب على بلادنا فى ظل ثورة 25 يناير 2011 و ما بعدها؟ و كيف ذاك ؟ و ربما انطلاقاً من نقطة الابتداء المتوهجة نارها بالذات ، جرى العلم بما نسطره فى هذا المقال، و شكّل دافعاً خلفياً للدرس والمقارنة مع العودة إلى ماكان في زمن قريب : لماذا تعطلت حركة توليد الأعلام من المفكرين والمتفلسفة و العلماء و الفنانين، و التي بدت غير منتظمة تماما خلال فترة 1922-52 ثم انطلقت هادرة في ظل ثورة 23 يوليو 195 واستمرت بقوة "القصور الذاتي" حتى أواخر السبعينات و ربمامطلع الثمانيات، في كل مجال ثقافي و عمراني، من فنون الموسيقي والغناء والتمثيل والرقص الي الأدب الروائي والشعرى والنقد الأدبي و الأعمال الفكرية والفلسفية وكذا في مجالات العلم الطبيعي والرياضي وفي الهندسة المدنية والإنشاءات؟
ولماذا ظهرت التماعات نضالية و نهضوية-متقطعة نعم- خلال الثمانينات والتسعينات حتى 2011 )ثم انطفأت أو انزوت نسبياً(، مثل حركة مقاومة التطبيع مع اسرائيل، و "الدفاع عن الثقافة الوطنية"، ثم المقاومة الإيجابية والسلبية ضد نظام الفساد المباركي (كما في حركة "كفاية")؟ ولماذا تضاءل دور المجتمع الأهلي أو المدني؟ أ لأنه انحصر في إطار "الإسلام السياسي" ولم يمتد إلى عموم الجذور الاجتماعية Grass roots ؟
و وجدتني أجيب مع نفسي وعلي نفسي رداً علي السؤال، و خطر لي أن هناك في البدء شرطا مركزياً او سياسياً نوويا للنهوض؛ وذلكم هو النشاط القوى للمجتمع الأهلي بمعناه التاريخي و التراثي لدينا، بما هو أوسع وأعمق من مفهوم " المجتمع المدنى " في الفكر الغربي. و المقصود هنا مجتمع أهلي فاعل عابر للعصبيات الفرعية جميعاُ ( طائفية كانت او دينية أو مذهبية أو عرقية و غيرها ) جامع للشتات من حول الرابطة الحضارية التي تمثلها حركة القومية العربية بأفقها الإنساني. هذه النواة المجتمعية النشطة، عمادها المركزى فئات اجتماعية تتوسط السلم الاقتصادى والاجتماعي، وبحيث تتوافق معها نسبياً قاعدة الهرم المجتمعي ، الغالبية الاجتماعية. هذا كله من جانب أول. و من جانب ثان، فإن تلك النواة النشطة تكون مستقلة نسبياُ عن السلطة السياسية ولكن دون أن تستنزف في معارك مع قمة الهرم السياسي. و حبذا لو توفرت ظروف سمحت للنواة النشطة بملء حيز معقول من "المجال العام" الداخلي دون انشغال بمعارك جانبية معطلة على المسرح السياسي المكشوف.
ونستكمل السباحة في حيز التفكير المجرد علي طريقة بناء "أنماط مثالية" Ideal typos علّها تساعدنا في رسم نوع من "خارطة طريق" –بلغة هذه الأيام- لابتداء أو استئناف مسيرة النهوض.
على جانبي النواة المذكورة باعتبار وجودها ممثلاً للشرط الأساسي، فإن النخبة النهضوية يجب أن تتوفر لديها جملة اشتراطات ذاتية وأخرى موضوعية متفرعة او مكملة.
فأما الشروط الذاتية فإنها تتحصل في ثلاثة أمور :
1- قيادات معترف بها اجتماعياً في حدود معينة .
2- فكرة ملهمة أو مجموعة أفكار تصلح لالتفاف جموع واسعة من حولها لمدى زمنى ممتد.
3- حركة مؤسسية، بمعنى قيام نوع من التنظيم القادر على جمع شتات الأنشطة محل الاعتبار للنواة المذكورة .
ونعلم أن توفر هذه الشروط الذاتية جميعاً ، و بالقدر الملائم، أمر بالغ الصعوبة، بل لعله خارج حيز الإمكان في الظروف التاريخية المعتادة، ولكنا نرسم – كما أشرنا – نمطاُ مثالياً ، يتم الاقتراب منه بدرجة أو أخرى، كيما تتمكن العملية النهضوية من الانطلاق ، بقدر من السلاسة، ولو بوتيرة وئيدة، نحو غاياتها، في أفق غائم و ربما مراوغ الي حد كبير.
ولعله يمكن لنا أن نقول إن جانباً مهماً من الأسباب التى أدت الى توقف " قوة الدفع " لثورة يناير2011 في مصر العربية ( والثورة التونسية واليمنية أيضا) هو عدم وجود قيادات معترف بها للحركة الثورية، وعدم وضوح الفكرة لدى الجماهير، بفعل التأرجح بين "الناصرية" و "الإسلاموية " و " الليبرالوية "؛ و كذا عدم وجود إطار مؤسسي محيط. و دع عنك النماذج الأخرى-غير النموذج المصري- التي جنحت نحو " عسكرة التمرد " وأسلمة الحركة" على النمط السورى أو الليبي.
ولنتقل من الشروط ذات الطابع الذاتي للحركة الثورية ، أو ما يمكن أن تعتبر كذلك ، الي الشروط ذات الطابع الموضوعي، وهنا نجد أمامنا أمرين :
أولاُ : بيئة دافعة للنمو الانتاجى والصناعي تسمح بقيام كيان نخبوى حامل للرسالة التصنيعية والتكنولوجية على غرار نخبة " وانج بان " في كوريا، و النخبة المناظرة في اليابان والتى تبلورت ونضجت منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى1945 وأنجبت رموزاً من امثال تويوتا وسوزوكي ثم أنتجت عمالقة على مستوى الكيانات المؤسسية مثل سونى وتوشيبا. و قل مثل ذلك عن نخبة صناعية نشأت في أحضان " الجماعوية " الصينية خلال سنوات ازدهار الماوية عقب انتصار الثورة الصينية في ديسمبر كانون الأول 1949.
وكانت نخبة الصناعة في الصين ( ومعها تايوان ) قد نشأت من إرث صناعة الحرير التقليدية ومعها حركية الأقليات الصينية التى قامت بالفيضان السكانى الغزير في جنوب شرق آسيا و خاصة سنغافورة وماليزيا .
وعلي عكس الحال في شرق آسيا ، مضت المنطقة العربية؛ حيث نلاحظ في مصر مثلا أن الاستعمار البريطاني وخاصة في ظل " المندوب السامي البريطاني" -اللورد كرومر- الذي امتد ظله الثقيل خلال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين،، قد نجح في تصفية ما تبقي من بؤر الحرف الصناعية التى ازدهرت خلال القرون السابقة علي العصر العثماني- المملوكى ، سواء في فترات متقطعة من العصور القديمة (إنتاج الحرير في "إخميم" من صعيد مصر .... الخ ) أو في مراحل متطاولة متتابعة من الحضارة العربية – الاسلامية، وكذا الصناعات العديدة، المدنية و الحربية، التي أقامها محمد علي باشا خلال العقود الأولى من القرن التاسع عشر، لخدمة مشروعه الامبراطوري-العسكري، اعتمادا على "جيش الفلاحين" كوقود ضروري لأعمال التوسع خارج الحدود.
وبعد الثورة الشعبية المصرية عام 1919 برز الصناعي الكبير ( طلعت حرب) ولكنه كان بمثابة استثناء، فلم يلحق به من أصحاب الأعمال الخواص، إلا قليل مثل (ياسين) في صناعة الزجاج ، و(عبود) في صناعة السكر، بالإضافة إلى (محمد فرغلي) في تجارة القطن.
و كانت النهضة الصناعية المصرية الحقيقية في العصر الحديث هي تلك لتي تولاها جهاز الدولة المصرى و "القطاع العام " في ظل ثورة 23 يوليو 1922 بقيادة جمال عبد الناصر (1952-1970) بدء من " برنامج السنوات الخمس للصناعة " الذي أشرف عليه عزيز صدقي اعتباراُ من 1957 وأدمج في الخطة الخمسية العتيدة (1960-61/1964-65 ).
وفي سوريا بقيت الصناعة، رغم حضورها المتوهج في ريف دمشق التجارية وفي حلب، حبيسة قطاع الغزل والمنسوجات و صناعة الحلوى التقليدية وما اليها . وقل مثل ذلك عن الصناعة في لبنان وخاصة في طرابلس عاصمة الشمال.. و كان في العراق " حرير الموصل ". و لا يشذ الحال عن ذلك كثيراُ، بهيمنة الاقتصاد التقليدي والحرف الموروثة، في منطقة شبه الجزيرة العربية و السودان و ليبيا و سائر المغرب العربي الكبير، الأدنى منه و الأوسط و الأقصي، مع الأثر التدميري العميق للاستعمار الفرنسي في الجزائر بالذات طوال 125 عاما و نيّف .

ثانياً: الشرط الموضوعي الثاني للنهوض الثقافي والعمراني هو البيئة الخارجية المؤاتية، وفي الأقل، غير المعوقة تعويقاً أساسياً لمشروع النهضة.
وعلى سبيل المقارنة التاريخية، نجد أنه في الشرق الأقصي والشمال الشرقي من آسيا ، كانت (العزلة المقدسة) لليابان طوال العصور الوسطى خيراُ عميماً لها مكّنها من انتهاج طريقها الذاتي للنمو، تعليمياُ وانتاجياً وغير ذلك، بموازاة تقريبية مع كل من الحضارة العربية الاسلامية ثم النهضة الأوربية تاليا، بعيداً عن المؤثرات السلبية للاختراق الأجنبي، وذلك بعد أن امتصت بعمق رحيق الحضارة الصينية من كل جوانبها، بما فيها الصناعية والثقافية أيضا ( حتى الحرف المكتوب ... ).
عكس ذلك ما جرى مع الصين نفسها و التى تم إخضاعها عنوة، بعد الاختراق البرتغالي ثم التغلغل الهولندي فالبريطاني التجاري- الاستعماري للهند ( شركة الهند الشرقية الهولندية، وشركة الهند الشرقية البريطانية) و الاستعمار الفرنسي لما يسمى بالهند الصينية (كمبوديا ولاوس وفييتنام)؛ و تطويق شبه الجزيرة الكورية. وقد جرى التحرش الاستعماري بالصين بذرائع شتى بلغت ذروتها فيما سمى ( حرب الآفيون ). و هكذا اكتمل عالم ( ما وراء البحار) في التراث الامبريالي – الكولونيالي العتيد؛ و أعاق الاستعمار البريطاني والفرنسي شبه القارة الهندية بأكملها عن استئناف تطورها الحضارى عصرياً ( فيما يسمى الآن بالهند وباكستان وبنجلاديش ) ومعها جنوب شرق آسيا والصين .
وكان الاحتلال الياباني للصين (و خاصة منشوريا ) و الهند الصينية خلال فترة ما بين الحربين العالميين، بين 1932 و 1945، بمثابة الكارثة. ولكن "ماو تسي تونج" أنقذ الصين من مصيرها ( المحتوم ) بانتصار الثورة الكبرى في ديسمبر 1949 ، برغم هروب (صن يات صن) بقطعة من الصين – الأم ( تايوان ) وإلحاقها بدائرة النفوذ الغربي. و جرت حرب أهلية طاحنة في مطلع الخمسينات بشبه الجزيرة الكورية انتهت بقسمتها رسميا الي شمال وجنوب. وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية أيضا تمّ، في المقابل، الإبقاء علي الاستعمار الفرنسي في الهند الصينية حتى خلفه الأمريكيون اعتباراً من نهاية الخمسينات لتقوم (حرب فيتنام) بين الغزو الامريكى المتمركز في الجنوب، من جانب، وقوة الثورة الشعبية الفييتنامية بزعامة (هوشي منه) في الشمال، والتي انتهت باتفاق السلام "التاريخي" عام 1973.
كانت الحرب الباردة خلال مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية -في آسيا- بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة وبين المعسكر (الاشتراكى) بقيادة الاتحاد السوفيتى في جناح أول ، والصين الشعبية من الجناح الثاني، بمثابة فرصة ( ذهبية) اهتبلها قادة كوريا وتايوان وشبه المستعمرتين في هونج كونج و جزيرة سنغافورة ، من أجل قيادة مشروع سياسي – تصنيعي مدعوم كلياً من الغرب وأمريكا.
أما الصين فقد أقامت نموذجها الفذ في التطور الاقتصادى الاجتماعي بقيادة ماوتسي تونج ، حتى دخلت الثورة وقائدها التاريخي مرحلة ما يشبه ( الاحتضار) من خلال تداعيات "الثورة الثقافية الصينية" والصعود السياسي لما أطلق عليه الإعلام الغربي" عصابة الأربعة" تجهيزا لخلافة (ماو). و بلغت تلك المرحلة ذروتها عام 1976؛ وجاءت وفاة ماو لتدخل الصين الأم في نفق مظلم، سرعان ما استغله الأمريكيون برئاسة نيكسون من أجل مدّ اليد إليها لمحاربة عدو مشترك! هو الاتحاد السوفيتى، بعد حقبة من النزاع بين القطبيين الاشتراكيين اعتباراً من 1957 بعد تولى خروشوف زعامة الحزب الشيوعي السوفيتى ، ونشوب خلاف حول نهج التعامل مع الإرث الستالينى و العلاقات مع الغرب.
بعد قرابة العقدين، في ظل ما أسماه الغرب بالانفراج Detent أو الوفاق Entente بين الشرق (صينيا وسوفيتيا) والغرب ( بقيادة أمريكية)، أخذت الرأسمالية الدولية في قضم أطراف من العباءة الصينية بزعامة( دينج هيسياو بينج) الذي نسبت اليه القولة الشهيرة ( لا يهم لون الهرّة مادامت تصطاد الفئران )؛ كما أخذت تلك الرأسمالية الدولية تتلاعب بوسائط حرب الدعاية والسايكولوجيا السياسية و "التسميم السياسي" للخصم السوفيتي في عقر داره الداخلي والإقليمي بأوربا الشرقية، بدءً من بولندا، حتى وقع الانهيار الكبير عام 1990.
وكما لعب الغرب على أوتار الحرب الباردة لإدماج كوريا الجنوبية وتايوان كليا في المظلة "الواقية" للتكتل الغربي ، فكذلك حاول ان يفعل مع الصين ، ونجح الي حد معين، ولكن ليس إلى حد بعيد، بفعل اليقظة التسبية للقيادة الصينية الوريثة. و بذلك كان المناخ المؤاتي في البيئة الخارجية عاملاً حاسماً لمساعدة القيادة الصينية في إنجاز قفزتها التنموية بدون صدام دولى من أى نوع مؤثر .
أماالوطن العربي فإنه كانه قد أصبح ميدانا وسيطا للحرب الباردة – والنارية أحياناً- بين الغرب والشرق. ولم تكن للوطن العربي في البداية قيادة فاعلة، فوقعت الهزيمة عام 1948 – بالنكبة الفلسطينية وقيام الكيان الصيهوني. حينذاك كان الوطن العربي "مفعولاً به"؛ و لكنه غدا طرفاً "فاعلا بعد ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة عبد الناصر؛ و حينئذ استفادت حركة القومية العربية – الناصرية إلى حد كبير– من أجواء الاستقطاب الدولي، باجتذاب العون السوفيتي في معاركها للتحرر الوطنى عربياً، وللتصنيع والتنمية مصريا؛ و مصرياً – سوريا خلال فترة الوحدة1958-1961.
وسرعان ما تبدل الظرف في النصف الثاني من ستينات القرن المنصرم ، بالعدوان الاسرائيلي (1967) وبتفاعل مسار الانحدار السوفيتى (الذي بدأ في رأي بعض الباحثين اعتباراُ من 1968) ثم وفاة الرئيس عبد الناصر (1970) .
وما كان من (خليفة عبد الناصر) إلا الاستدارة بصفة كاملة الي اليمين بانعطافة لافتة تجاه الغرب وتجاه الولايات المتحدة ( مالكة 100% من أوراق اللعبة.! ). و هكذا تم تفكيك القلعة التنموية المصرية، وبدأت مسيرة ( الانفتاح ) الاقتصادي والسياسي والعسكري على الغرب وإسرائيل، وحدث التفكك المتسارع فيما تبقى من عرى التضامن الرسمي العربي، وكان ما كان مما لا نجد داعياً للإفاضة فيه .
و في عبارة، بينما ساعد مزيج العوامل الداخلية والخارجية بعض بلدان شرق آسيا على النجاة من محرقة الصراع الدولي، باستغلال مناخ الحرب الباردة لإحداث النمو الاقتصادي بقاطرة غربية ؛ فإن المزيج الخاص لهذه العوامل في الحالة العربية قد شكّل على العكس قوة جد معوقة في ظرف الزمان والمكان العربي، حيث: نظام عربي منقسم ، واتجاه مصرى رسمى بالقبول بما يعرض عليه أمريكياً، على أقل تقدير، و نظام اقتصادي-سياسي في (الإقليم القاعدة) "انفتاحي الطابع"، موجّه نحو الاستهلاك والاستيراد والتبعية الكاملة للغرب، و لا يملك إرادة إطلاق مشروع تصنيعي حقيقي.
وفى ظل الحقبة المتطاولة للسادات – مبارك ، تم زرع " الشجرة الخبيثة " وسقايتها علي مهل طوال أربعين عاماُ، واقتلعت في طريقها كل الأشجار، حتى كان ما كان صبيحة 25 يناير – كانون الثاني – 2011 .
وجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن بعد يناير ذاك، في مصر وفي بلدان عربية اخرى ، مما أطلق عليه الإعلام الغربي مسمي " ثورات الربيع العربي"، فلم تحقق ما علّق عليها من آمال عراض.
وبذا اكتملت حلقات رواية النهضة المغدورة في زماننا ومكاننا العربي.
فإلى اين المسير؟
فلنقرأ إذن الشرط الأساسي لإمكانية النهضة، والاشتراطات الذاتية والموضوعية المكملة. و في ذلك فائدة للمراجعة واستئناف التطور الحضاري العربي الموعود.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن