لا حرب على إيران

عماد الطائي
emad_el_tai@hotmail.com

2019 / 5 / 17

كل الحروب والإنقلابات العسكرية التي حسمتها المخابرات الأمريكية سبقتها تمثيليات أو حيل مفبركة وما إطلاق صواريخ على بارجات تحميل النفط والبضائع إلا واحد من هذه المسرحيات الغرض منها التحريض.
لن تقوم الحرب على ايران وسوف يوقف النظام الإيراني خطابه الحماسي لأنهم ذو خبرة بتراجعهم بألوقت المناسب ولن يسمحوا بتدمير دولتهم ولا نظامهم ولا يريدون خسارة كل شيء مقابل لا شيء فهم ليسوا بدولة غبية و( يعرفون من أين تؤكل الكتف)
سيتفاوض النظام الإيراني لكي يحفظ ماء وجهه ومصالحه ولن يكون غبيا لكي تطول عليه فترة الحصار الإقتصادي لأنهم ليسوا بغباء القائد العراقي (المعجزة) الذي رفض الانسحاب من دولة الكويت الشقيقة مقابل قصيدة إمتدحته.
لن تشن ايران حرب على إسرائيل ولا إسرائيل على إيران لقد سمعنا بهذه المسرحيات طيلة 39عام ولن تقوم حرب مباشرة بين الشقيقة سوريا وإسرائيل فقد انتهى الأمر ودمرت سوريا !
لن نشهد حرب المليشيات التابعة لإيران ضد القواعد الأمريكية في العراق فقد تغيرت الكثير من مفاهيم الشيعة وتنوعت فصائلهم كذلك إجتهاداتهم التي تعدت الحدود ومثال على ذلك نشر عشرات الوثائق وبشهادة مسؤولين إيرانيين كبار حول دور أمريكا في إقامة نظام التشدد في ايران لإشعال حرب بين الشيعة والسنة وقد كثر الحديث عن أخبار المقابلة التلفزيونية مع بني صدر أول رئيس للجمهورية بعد الشاه والتي أحدثت ضجة هائلة وصدمة كبيرة للملايين داخل العراق وخارجه حيث أثبت فيها أن القيادة الأمريكية هي من أراد تثبيت نظام ديني متشدد بعد الثورة الإيرانية وإن مراجع مرموقة رفضت التطرّف ودولة الفقيه تم إسكات أفواهها بالقوة!!
لوحظ أخيرا ان إيران غيرت من لهجتها الثورية بعد إشتداد الحصار عليها ووصول البارجة الأمريكة!!
كل المؤشرات تدلل على وجود مشروع ضخم بدأ بفرض العقوبات على إيران لإضعافها وعزلها عن العراق وعن القرار السياسي العربي ولا يستبعد أن يتم لاحقا عقد صفقات (للسلام) بين اسرائيل والدول العربية للأعتراف بقرار عصبة الأمم بوجودها كدولة خاصة بعد أن أثبت التحرك العسكري الأمريكي عدم قدرة إيران على الحرب على أمريكا ولا على حليفتها الأبدية
فما هي البدائل؟
يرجح أن تطلب الإدارة الأمريكية حل ارتباط المليشيات العراقية بالحرس الثوري الإيراني وسوف يوافق العراق على المقترح وبسرعة ذلك بسبب نية إدارة ترامپ تبديل القيادة العراقية الحالية حال أنها رفضت الشروط.
وعلى ما يبدو أن ترامپ يريد ان يرسم خارطة جديدة تنهي حالة الحرب على إسرائيل شريطة تعويض خسارة المليارات بسبب التسلح المبالغ به.
والسؤال من هي الجهة التي ستعوض الأرباح الخيالية بعد ان يصار إلى حل( سلمي ) في المنطقة؟؟
هناك إحتمال أن يكون نفط وخيرات العراق واحد من هذه السيناريوهات وقد لمح بذلك الرئيس ترامپ !!
هذا الواقع هو الذي دفع بالشارع العراقي لأن يكون بارد في ردود فعله تجاه تلويح امريكا بقصف إيران لانه عرف بأن العراق هو الضحية الأولى في كل تغير تجريه الإدارة الأمريكية!
لم تخرج في بغداد ومن اللحظات الأولى لقدوم البارجات الأمريكية مظاهرات مليونية ولا قرارات بمقاطعة البضاعة الأمريكية أو (الاسرائيلية) ولا حتى احتجاج سلمي أمام سفارات الولايات المتحدة لا في بغداد ولا في الخارج !!
والعراقي يعرف انه لا يمكن لإيران أن تحارب امريكا.
من يريد من المسؤولين الكبار في العراق حربا ضد أمريكا إلى جانب الجارة إيران عليه أولا إرسال أولاده وأقرباءه إلى الجبهة وأن يتبرع بما ربحه بعد الإحتلال من مليارات وبعد كل هذا يمكن للمواطن المنكوب (المستضعف) أن يلتحق بالجبهة!
التعقل والعمل على سلام عادل لمنع أي حرب في المنطقة هو عين الحكمة فالسلام هو العدو اللدود لتجار الحروب.
كل شعوب الشرق الأوسط وبدون إستثناء تتطلع لليوم الذي لا تقرع فيه طبول الحرب..
ولنتذكر بأن الفاشي الذي اغتال إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل بعد أن انشد كلمات من أجل السلام كان يهوديا متطرف دينيا وليس فلسطينيا؟؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن