يوم العمال العالمي : محطة نضالية لتسعير النضال الطبقي والوطني ضد سلطة رأس المال والقوى الاستعمارية

عليان عليان
elayyan_e48@yahoo.com

2019 / 5 / 3

يوم العمال العالمي : محطة نضالية لتسعير النضال الطبقي والوطني ضد سلطة رأس المال والقوى الاستعمارية
بقلم : عليان عليان

جرت العادة في دول العالم الثالث على وجه التحديد ، أن تقوم الحكومات واتحادات النقابات العمالية المرتبطة بها ، بإحياء هذا اليوم عبر قيام متنفذي رأس المال وأدواتهم في البنية الفوقية للحكومات بإلقاء الخطب وإصدار البيانات ،التي تشيد بدور الطبقة العاملة في بناء البلدان وتطورها ، دون الإتيان على ذكر حقيقة أن هذه الحفنة من الرأسماليين ، تمارس الاستعباد الطبقي للعمال في قضية " فائض القيمة" والأجور دون حد الكفاف ، وظروف العمل ، ساعات العمل ..ألخ

لكن ما جرى بالأمس في العديد من العواصم في يوم العمال العالمي ، كان نضالاً طبقياً ضد النظام الرأسمالي النيوليبرالي ، عبر المطالبة بزيادة الأجور وخفض الضرائب على العمال وزيادتها على الطبقة اليرجوازية ، وخفض أسعار المواد الأساسية وعلى رأسها الوقود ، ناهيك أن النضال الطبقي في العديد من البلدان بدأ يرفع شعار إسقاط سلطة رأس المال والاحتكارات والنهج النيوليبرالي كما جرى في فرنسا وتونس.
وفي التقدير الموضوعي أن إحياء يوم العمال العالمي في بلداننا العربية ، لا يكون بتقديم الفتات للعمال ، أو بتنظيم الرحلات الترفيهية لهم ، أو بتوزيع الحلوى ، إنما بالتركيز على ما يلي :
أولاً : الربط بين النضالين الوطني والطبقي لأن معركة التحرر الوطني لم تكتمل بعد ، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ، أن التبعية السياسية والاقتصادية لهذه الدولة أو تلك لدول المركز الرأسمالي وللصندوق والبنك الدوليين ، مسؤولة إلى حد كبير عن البؤس الذي يلحق بالجماهير الشعبية وبالطبقة العاملة ، ما تتطلب أن تنخرط الطبقة العاملة في النضال ضد القوى الاستعمارية وضد الكيان الصهيوني ، وضد القوى الرجعية المرتبطة بهما.
ثانياً : حتى لا يختلط الحابل بالنابل، وحتى لا يظهر النظام الرأسمالي أو الكومبرادوري ، وكأنه حريص على الطبقة العاملة ، وهو الذي يشرع القوانين لاستعبادها ،
لا بد من إعادة الاعتبار للتعريف العلمي الماركسي للطبقة العاملة ، من أجل الفرز ما بين العامل والبرجوازي الصغير والبرجوازي الكبير أو التابع ، إذ نلاحظ أن اتحاد نقابات العمال في دول العالم الثالث، ينضوي في إطارها طبقة المدراء وفئات مرتفعة الدخل من البرجوازية المتوسطة.

فالطبقة العاملة وفق كارل ماركس والاقتصاد السياسي للرأسمالية، تتكون من أولئك الذين لا يملكون إلا قوة عملهم ليبيعوها للرأسمالي الذي يخضعها للرأسمالي: أي يستخدمها في إنتاج فائض القيمة في التراكم، في توسيع الرأسمال. . فالعامل في عصر الرأسمالية يعمل لينتج فائض القيمة – العمل غير المدفوع – الذي يواجهه فيما بعد في شكل رأسمالي.
ثالثاً : التأكيد على النضال النقابي المستقل عن السلطات الحاكمة ، إذ أن اتحاد نقابات العمال في معظم دول العالم الثالث – تقدمية كانت أم رجعية- هي امتداد لأنظمة الحكم ولا تخرج عن توجهاتها وسيطرتها ، ما دفع الطبقة العاملة في هذا القطر أو ذاك للتمرد على هذه الصيغ الشكلية ، وتأسيس نقابات عمال مستقلة ، التي تلعب دوراً مركزياً في التحذير والتعبئة ضد الارستوقراطية النقابية التي تبيع العمال ومصالحهم مقابل امتيازات ممنوحه لها من القوى البرجوازية .
رابعاً: التأكيد على الأجور الحقيقية للعمال ( التأمينات الصحية والاجتماعية) إلى جانب الأجور النقدية وعلى ظروف العمل المناسبة ( المكان الملائم ، ساعات العمل ، ظروف العمل من حيث الإضاءة والتهوية ، الضمان الاجتماعي ألخ.
في يوم العمال العالمي لا بد من إعادة الاعتبار لشعار " يا عمال العالم وأيتها الشعوب المضطهدة اتحدي".



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن