من هم الحقيقيون اللات والعزى ومناة السلوي...؟! ج1

خالد كروم
khaledkrom@gmail.com

2019 / 4 / 30

تمهيــــــديـــة :_

بمجرد ان تدرس تاريخ البشرية بمختلف حضاراتها دون الخضوع لاية قدسية ..... يبدو بشكل واضح ان المرأة قد تعرضت لابشع انقلاب على الاطلاق .....

بدءا من جعل الاله ذكر وقتل كل الالهات الاناث و دفنهم في بطون التاريخ .....وصولا الى اعتبار الانثى رمزا حقيرا ليس سوى متاع .....ووسيلة للذة والاستمتاع من طرف الرجل ...!! الذي يحتكر عملية الجنس لصالحه بانانية فضيعة ....

الى اخر حدود الاحتقار حيث تجسيدها على انها شيطان ....ووصفها بالخطيئة التي بسببها نحن نعاني قساوة .... هذا الاختبار الوهمي والغير موجود اساسا ....

والملاحظة الاخطر هي ان السبب الاساس في كل هذا هو.... وهم ..(( الاله الابراهيمي السادي )).....ووهم الدين الذي ليس في الحقيقة سوى تمثيلا لشخص ممثليه ومؤلفيه الذكوريين ....

وبالتالي تجد ان الإديان التوحيدية ....منها تحمل طابعا ذكوريا واضحا...! يصعب على المؤمن اخفاؤه .....رغما عن محاولاته الترقيعية البائسة .....

وهكذا يكون كنتيجة لهكذا إديان ذكورية الخوف المفرط من المرأة .....واعتبارها تهديدا على السلطة الذكورية التي قد تندثر بمجرد اعتماد المرأة ذكاءها خارج اسطوانة الدين .....

وهذا ما لا يسمح به للاسف المجتمع والدين والذكر الاناني ...... ولهذا نعود بالقول وهو ان هذه الحرب لم تأت من فراغ بل لها اصل وسبب عتيق ....

إن مصدر الألم عمق قلب الإنسان.... إنه في أوهامه ورغباته … العذاب شغف لذا يظل كل عذاب مهما عنف مكابدة لذلك...!! قد تغلب الرغبة في السيطرة على الألم للتعبير عنه...أنه يحاول عبور الذنب نحو الخلاص والمغفرة ...ضد المراة بمثابة اللذة الوجه الاخر من الألم....

فهو يتخطى هذا الألم الظاهر للعيان نحو التحرر من الألم الخفي نفسه الألم الذي لم ندركه نحن ...من خلال تمزقات التطهير النفسي واستعادة توازنه الروحي....بصياغة أخرى لا نستوعبها ولا نعرفها....يتحرك تحت طائلة الخوف والندم الخفي ومن أجل تحرير هذا الندم أو الخوف ....

الله الخالق العظيم ساوى بين الذكر والأنثى... وعدل بينهما في الخلق والأدوار الدينية...هذه المساواة اضمحلت بمفعول الزمن والسنين ...واستبدلت بتمييز عنصر الذكر عن الأنثى...

هذا التميز والاختلاف.... كان وليد أفكار ارتبطت بالجهل المقيم في عقول جامدة... يجعل الأنثى في وضع دوني.... يهمش ويقلص من فكرها ودورها ويحصرها في وظيفة جنسية بحتة....

ويتعلل بأنهن ناقصات عقل ودين ..على جميع الأصعدة والمستويات...وفي بعض المجتمعات تحرم من أدنى حقوقها...هذه التقاليد البالية ...والأفكار المغلوطة السائدة... تجعلنا نتساءل.... هل فضل الله الخالق العظيم الذكر عن الأنثى...؟

سنحاول في نص هذا المقال أن نحاول فهم كيف ينتشي العنصرية بين الذكر والأنثى ...حسب المعتقدات لدي .(( الاله الابراهيمي السادي )).....نستحضر في هذا السياق قصص وريات التى تندرج حول طقوس الندم وألم الخوف ...نحو مجالات الممارسات العنيفة ضد المراة .. منذ قرونا" من الزمن....

مرت الأعوام والسنين والعقود التي شكلت قرونا" من الزمن....ظن الجميع أن عبادة ..(( اللات ))...فنيت من الأرض مثلما فنيت عبادة العزى ومناة... ومن قبلهم في الأصنام الأولين ..((ودًا وسواعًا ويغوث ويعوق ونصرًا)) فلم يعد أحد يؤمن بعبادة وثن..؟

الروايات العربية بغالبيتها الساحقة تقول لنا أن ..(( اللات )).. كان في الأصل رجلا" يلت السويق .... أي يعجن خليط القمح والشعير.... ويبعه على صخرة.... فمات ودخل الصخرة بعد موته فعبده الناس....وهي الهة تشبه الهة في الهند....اوالحضارة الهندوسية القديمة...تبناها العرب كآلهة لهم. ....

وهنا يجب الأشارة بأن (( بيت الربة)) ..هو قبر رجل- دفن فيه فأصبح إلها...!(علي، المفصل، د. جواد، ج 6، ط2، 1993)...فالربة ..(( حجارة ومدر))...أي بناء.... ويكون المقصود تمثال اللات هنا.....أي طين... في حين أن ...((الربة)).. مبنية من حجر ومدر.... ولها باب وسور... أي أنها مبنى محدد....

ولكن في شمال غرب الجزيرة أيضا" قامت :_ (( حضارة الأنباط))... التي كانت حضارة تجارية من الطراز الأول.... امتدت إلى جنوب سوريا.... وكانت عاصمتها مدينة البتراء بالأردن...

عبد سكانها الأجرام السماوية.... وعلى رأسها ...((ذو الشرى))... إله الشمس وسيد الجبال،الذى لم يكن سوى تحريف لـ(آشور) إله الشمس الآشوري....

ونظرا" لوجود عاصمة الأنباط في موقع متميز يتوسط الحضارات الرافدية - والفينيقية والمصرية .... فكأنما انتقلت إليها المعبودة الأنثى الأشهر من كل حضارة تجاورها ....

ويبدو أن الذين نقلوا تلك المعبودات لشبه الجزيرة كانوا يقومون بتحوير أسماء الآلهة الأعجمية لتبدو أسماء عربية تناسِب لغتهم وثقافتهم....

فنراهم احتفظوا بالمعبودة الكنعانية إيلات وأصبحت ..(("اللات")).. وتعنى مؤنث الإله أي زوجته.... وجاء في معجم لسان العرب لابن منظور أن اللاهة هي الحية العظيمة....بينما تحولت ..(( "إينانا أو إناة" ))...السومرية فى جزيرة العرب إلى ..(("مناة" ))...أى صاحبة المن والعطايا....

أما ...((إيـزة))... المصرية فأصبحت ..((العُزى – أي ذات المَنَعَة والعزة)).. وتلك الأخيرة بالذات كان لها مكانة مميزة لديهم.... فقد عثر لها على معبدين كبيرين أحدهما بوادي رم.....

إذا" أن البيت اسمه ..((الربة))... يضاهي الكعبة...؟! وفي لسان العرب الربة هي البيت - أي المعبد - ذاته: _ ((( كان لَهم بيت يسمونه الربةَ يضاهون به بيت الله)))...فالبيت - شبيه الكعبة- هو الذي يسمى الربة - لا اللات - ولا الصخرة..... أي أننا مع ..((الربة))... لا مع ..((بيت الربة))....

أما كلمة ..(( كعبة ))... مشتقة في الأساس من اللغة المصري القديمة ...(( كابا )).. ثم دخلت في اللغة الإنجليزية ..((cupic)) .. أي المكعب الذي يشبه الشكل الهندسي للكعبة...

لم يترك قدماء المصريين شيئا" للصدفة ابدا" ...قبل آلاف السنوات.... وضع المصريون نظاما" في النصوص المصرية القديمة تعود إلى الاسم ..(( جدت))...والتي كانت مقر حكم الأسرة الفرعونية الــ (29)..المصريين القدماء كان لهم الأسبقية في عبادة الله الخالق العظيم ...

فكلمة ..(( الدين- دين )).. في الأصل كلمة مصرية قديمة... وتعني كلمة ..((د))... في اللغة المصرية القديمة رقم ...(( 5))... والنون دائما ما كانت توضع بأنها شعيرة دينية قديمة... فيما يعرف بــ ..((العقيدة الخماسية))...

لقد تعلمنا مع الوقت أن كثيراً من ..((النصوص المقدسة)).. لا يجب أن يتصدى لتفسيرها الحاخامات أو ذوى العمامات أو رجال الإكليروس.... فأولئك ينصبون أنفسهم زوراً كمتحدثين رسميين عن الإله...!؟

يعتقدون أنهم يعرفون مراده الخاص ....ويحسبون أنهم وحدهم على دراية كاملة بلغته السرية......إحساسهم الدائم الواهم بأنهم مختارون من قبل قوى عليا يغذى لديهم شعوراً مقيتا" هو مزيج بين الغرور والعداء والأنانية.... يمكننا أن نتلمسه بوضوح فى كلماتهم وشروحاتهم الدينية....

وأولئك دائماً ما يزيدون الطين بلة ويتسببون فى إخراج الناس من الملة حين يكتشف أتباعهم المساكين أن الدين الذي ينقل إليهم يتعارض تعارضاً صارخاً مع العلم ومع الواقع المرئى المشهود.....

بل وتتشاكس نصوصه نفسها مع بعضها البعض......حينها ستجد أن الخطاب الدينى لا يكترث حقاً بخلاص الإنسانية من بؤسها فى هذا العالم الحائر.... أو بمد يد العون فى سعيها الخالد نحو معرفة الحقيقة بقدر ما يهتم بزرع وتربية الكراهية نحو الآخر..هنا يا سادة يكمن لب القضية....



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن