عباس دويكات قصة الشيطان

رائد الحواري
Read_111@hotmail.com

2019 / 4 / 22

عباس دويكات
قصية "الشيطان"
قصية مثيرة، فالجنس له أثره علينا، اعترفنا بذلك أم تهربنا منه، لكنه يبقى حيوي وضروري في حياتنا، القاص يحاول أن يتهرب من المواجهة الصريحة لهذا الموضوع، من خلال جعل حاجته/رغبته في الجنس تأتي عن طريق الحلم، واعتقد ان هذا الهروب لم يكن إلا ليزيدنا قناعة على أهمية الجنس، فالعقل الباطن أهم وأصدق مما نسمعه من كلام ومشاعر خارجية.
إذن القاص عالج النار بالزيت، وزاد من قناعتنا بأن الجنس يبقى العامل الأهم والمسيطر، وما يحسب لهذه القصة اللغة الرفيعة التي استخدمها القاص والصور الأدبية التي قدمها في قصته: "كان شعرها معتقلا تحت غطاء الرأس يتوق للتحرر" واعتقد أن القاص لم يكن ليتخلص من تهمة (الانحراف) دون إيجاد حل لبطله من خلال الحلم" اندفق مائي في غفلة مني فصحوت وضحكت".
وما يحسب للقصة انها تناولت فكرة العلاج بالقراءة: "انكببت على القراءة كي انسى ما تعرضت له واخرج من حياتي المحترقة" فالكتابة/القراءة، والمرأة، والطبيعة عناصر مخففة ومهدئة يلجأ إليها الكاتب حين تشتد عليه الحياة، وهذا ما يؤكد أن بطل القصة مأزوم جنسيا ولهذا اتجه إلى القراءة.
لكن اعتقد أن بعض الكلمات والعبارات لم موفقة، كما هو الحال عندما كشف مهنة البطل:" أنا مجرد ممرض، هل تحاول هذه المرأة إثارتي".
قصة حلم فقير
ما يحسب لهذه القصة أن الحركة جاءت سريعة جدا" يوم عمل شاق أمضيه، واقفنا على قدمي، أستقبل الزبائن، ألبي طلباتهم، أبتسم، أرحب، أحاسبهم، أدفع" وهذا ما يوحي أن بطل القصة في حالة صراع مع الحياة، مع واقعه، وإذا ما توقفنا عند القصة لا نجد فيها أي وصف لطبيعة، والمرأة التي جاءت في القصة جاءت بشكل عابر، تشير الحسرة كما أثارتها الدجاجة المشوية، وهذا ما جعلها قصة قاحلة تجري في مكان مزدحم، بحيث لا يمنح البطل أي راحلة.
هناك ملاحظة على القصة "اسرعت بإخراج الشواكل" اعتقد هنا القاص حدد مكان وجغرافية القصة، وكان الأولى أن يجعلها عامة، تصلح لأي مكان أو مجتمع، لو استخدم كلمة النقود.
القصة المكنسة
قصة جميلة تجمع بين زمانين، وبين حالتين، حالة الشباب والهجرة، وحالة العجز والشيخوخة، والمثير فيها الإثارة التي يبديها الحفيد لمعرفة اسرار الجد، "كيف اسرق اسراره، لقد تدرب على التغابي الذكي والحوار الموارب، دفن اسرار غربته في صندوق تلفه تعويذات ساحر" وفكرة المكنسة جاءت لتعطي رمزية لحياة الجد، فهي: "لوحة باطار فضي..
ـ نعم هي أثمن من أن تختزل في هذا الإطار الفضي
ـ لكنها مجرد مكنسة" فعقدة الجد الذي اغرب عن وطنه وجد في اللوحة ما يتماثل وحياته، "إنها ليست لوحة فنية بقدر ما هي ذاكرة عاطفية وفكرية" وجمالية القصة لم تقتصر على الفكرة بل على اللغة وطريقة تقديمها.
هناك ملاحظة على القصة تتمثل في استخدام القاص لغة معجمية "حتى تنغضت جبهته قليلا" اعتقد أن مثل هذا الاستخدام وفي فاتحة القصة يثير التساؤل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن