الخزينة سرقت والعقول قتلت وهجرت والجهل ساد …. المحتل ترك لنا مهازل حكم عميلة تعمق أزمة الشعب وتنهب ثرواته

رائد شفيق توفيق
raidshaffeeq@yahoo.com

2019 / 4 / 20

الخزينة سرقت والعقول قتلت وهجرت والجهل ساد ….
المحتل ترك لنا مهازل حكم عميلة تعمق أزمة الشعب وتنهب ثرواته
رائد شفيق توفيق
السياسة مجال مليء بالمطبات والمفاجآت غير المتوقعة وطبعا لا تحكمها الأخلاق وتغيب عنها القيم ؛ وفي زمننا الحاضر اضحت السياسة تجارة بيع وشراء ، عرض وطلب وتجارها يحوكون مطبات ومؤامرات متنوعة فتراهم يضحكون بوجهك لإلهائك عما يطبخون.
وبلد مثل العراق غني بعمقه التاريخي ومثقفيه وشعراءه ومفكريه ورجالاته وثرواته تتكاثر حوله المؤامرات والدسائس الداخلية والخارجية طمعاً بكل ذلك الذي لا يوازيه شيء في أهميته الاستراتيجية والجغرافية وتصاعد الرغبة في الاستيلاء عليه والتهامه بشهية تتعاظم وتشغل السياسة الدولية مستغلين محورا رئيسا يطغى على طبيعة حياتنا اذ اننا في الشرق نصر ان الدين هو المركب الفكري الضروري لتنطيم معظم مفاصل حياتنا اليومية ، ولا بأس من فهم مضمون الدين كمضمون اخلاقي وانساني ولكن لاكمضمون من المضامين التي ترى بكل مختلف عنها دينا وطائفة وفكرا عدوا يجب القضاء عليه. .. ان تاريخ الدين في القرنين الأخيرين، العشرين والحادي والعشرين مليء بالدماء والآلام لبني البشر وبحساب بسيط شكل الدين بالأسلوب الذي ساد كارثة للشعوب العربية والشرقية وطال العديد من الدول الأجنبية ؛ ولا أحد ينكر ان الغرب الاستعماري ترك بلادنا قفرا من التطور وعمق التطرف القومي والديني من خلال منظور سياسي بعيد المدى للابقاء على هذه الدول في حدود معينة من التقدم تحددها دول الغرب وفقا لما تقتضيه مصالحها لتبقى دولنا تابعة لها ، فتركت لنا دولا هي مهازل وانظمة حكم عميلة لها تقوم بتعميق أزمة الشعوب العربية وتنهب ثرواتها في مختلف المجالات وهذا ينعكس بطريقة لا يمكن توقع مدى مأساويتها الكارثية على المجتمعات العربية. ومستقبلها ومنها العراق ، على اننا لا نعفي انفسنا كمجتمعات من تفاقم هذه الكارثة فقد استكانت مجتمعاتنا وركنت الى الكسل عن اللحاق بركب التطور ومن شذ وحاول اللحاق بهذا الركب من هذه الدول تم ايقافه بالقوة اضافة الى اشغال الشعوب بمقاومة الحكومات العميلة التي تركها المحتل لتنفذ ما خطط له نيابة عنه حتي اليوم ؛ ولا حاجة للقول أن الهوة باتت سحيقة بين الشعوب والسلطات السياسية بمختلف اطيافها . فعلى سبيل المثال نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية الاخيرة ما استطاعت الوصول الى ( %19 ) وليس من ضرورة للقول ان الاحزاب والكتل السياسية قامت بتزوير كل شيء فيها وهذا التزوير تم فضحه من قبل الشعب والمنظمات والمراقبين الدوليين واعترافات ما يسمى بالطبقة السياسية نفسها ، وما نشر من عمليات تزوير في قنوات اليوتيوب وغيرها … الخ ؛ والامم المتحدة التي لم تحرك ساكنا لانها وببساطة عبارة عن حذاء برجل الولايات المتحدة الامريكية ذلك ان البيت الابيض يريد الابقاء على عملائه الذين جاء بهم بعقود برغم انهم عملاء مزدوجين لامريكا وايران كجنسياتهم المزدوجة فهم يدينون لامريكا بفضل جعلهم حكاما ولايران بالولاء المذهبي الطائفي وهكذا يعود الدين الى الصدارة في تمزيق الشعوب بولاءات معتنقيه الطائفية خاصة وان هؤلاء هم من يتولون حكم البلاد اليوم بسلطة هشة تعتمد تنفيذ اوامر من ولاهم ومن ولائهم له فهم مذبذبين بين هذا وذاك ويصارعون للبقاء في السلطة المأزومة في بلد منهار بالكامل لانهم ما عملو على بناء جدار فيه فقد انشغلو بتنفيذ اوامر من ولاهم واطماعهم بالاستيلاء على مقدرات البلد حتى افرغوه من كل شيء فالخزينة سرقت والعقول قتلت وهجرت والجهل ساد وحل الخراب بكل اشكاله في بلاد علمت الانسانية القراءة والكتابة ، المشكلة ان ما يسمى بالطبقة السياسية الحاكمة المصبوغة بالفساد جعلت اولويتها المطلقة بعد تنفيذ اوامر من ولاهم ومن ولائهم له تنحصر بمصالحها الذاتية ما ادى الى انهيار كل شيء ،هذه الطبقة السياسية غير قادرة على الاهتمام بالمواطن ولا تعرف كيفية بناء وادارة وطن ، لذلك تحرك الشارع العراقي وسيستمر في وتيرة تصاعدية فالمحظور وقع ؛ وما زاد الطين بلة ان القوى السياسية تعيش أزمات كبيرة بسبب صراعاتها وانقيادها الى ما تريده ميليشياتها الاجرامية التي هى دولا داخل الدولة ما يضفي سببا اساسيا للضياع الحاصل في كل شيء فالوضع الإقليمي دقيق والحكومة مطوقة بولائها لايران التي تستنزف ثروات العراق التي تقدمها لها حكومة بغداد بكل ود لكسر ما يسمى بالحصار الاقتصادي الامريكي الصوري ؛ متناسية أزمتها المالية القاسية ومديونية العراق التي تزداد حدة كلما تقدمنا في الوقت من اجل الحصول علي رضا اوليائهم في طهران ، ما ينعكس سلبا على الوضع العام للعراق .
ثمّة ملاحظات يجب التوقف عندهاعلى هامش اعلان الولايات المتحدة (( الحرس الثوري الإيراني)) منظمة إرهابية في ما تسميه ادارة ترامب (مزيد من التصعيد) مع إيران، يتماشى مع ما يقوله وزير الخارجية مايك بومبيو، في كل جولاته من ان الولايات المتحدة في غاية الجدية في محاولتها حمل النظام في إيران على تغيير سلوكه وهذا القرار لا عودة عنه بحسب بومبيو ، ويلاحظ ان الولايات المتحدة تحاول اقناع حلفائها ان الإدارة الحالية هي ادارة مختلفة عن كل الإدارات السابقة وهي تعني كل كلمة تصدر عن كبار مسؤوليها وانها بصدد محاسبة إيران لانها تعرف معنى رعاية ((الحرس الثوري)) لميليشيات مذهبية في دول مختلفة مثل العراق وسورية ولبنان واليمن. ؛ من هذا المنطلق يبدو أن هذه الإدارة تعرف تماما أن المشكلة مع إيران ليست محصورة في ملفّها النووي فقط بل هناك مشكلة اسمها ((الحرس الثوري)) الذي لا مهمة له سوى قمع الإيرانيين أنفسهم في الداخل وملاحقتهم في الخارج والاستثمار في إثارة الغرائز المذهبية في أنحاء مختلفة من المنطقة. .
من جهة اخرى كانت الاسابيع الست الماضية مشير الى تحركات خامنئي وروحاني المكثفة، فقد كان هناك لقاء مع بشار اسد وهو الأول منذ 2010 ؛ ثم كان استقبال عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي وتحاول طهران بهذا الإشارة إلى أن حلفاءها يظلون مخلصين لها، وأن الشراكات الاستراتيجية التي بنتها في المنطقة مثمرة، والحقيقة هي أن إيران غير مستقرة، وتشعر بالقلق حيال الاجتماعات التي لم تدعى إليها، لا سيما الاجتماعات التي عقدت الشهر الماضي في موسكو، والتي قد تتمخض عن تغييرات على خطط لا تنوي هي تنفيذها. .. فقد حاول كل من العراق وإيران إظهار أن علاقاتهما تقوم على المصالح المتبادلة، برغم أن الربح الكبير سيعود إلى طهران، فيما العراق يحاول إرضاء إيران بموجب الولاءات التي تدين بها الحكومة العراقية لايران حتى ان تامتابع لطبيعة العلاقاتيستنتج ان الحكومة العراقية ليس لها سوى الاسم عراقية الاانها ايرانية الفعل والهوى وبذا نجحت إيران في تعزيز قبضتها على العراق وتحث الحكومة في بغداد على طرد القوات الامريكية من العراق وهي تعلم ان هذا امر لا يمكن لحكومة بغداد ان تقدم عليه لاسباب لا مجال لذكرها هنا ويبدو لن هذا الطلب من طهران للاستهلاك الاعلامي ؛ إضافة إلى ذلك فقد حولت إيران العراق إلى معسكر تدريب لـ«فيلق القدس»؛ الامر الذي يمكنها من تهديد اعدائها في الخليج العربي وهي طريقة العمل نفسها التي قامت بها من قبل في سورية ولبنان لذلك نعرف ماذا ستكون النتيجة.
لذا لا يمكن الوثوق بالموقف الأميركي من إيران بانه أكثر من جدي حسب ما يدعون ، من خلال العديد من المعطيات اولها الحصار الاقتصادي الورقي المضحك ، فهم متفقون على تدمير العراق جملة وتفصيلا ، نعم يختلفون لكنهم لا يتعادون .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن