الحضور الديني في النص الأدبي/ قراءة في ققج

عماد نوير
Znzn0290@gmail.com

2019 / 4 / 13

لم أكن نبيا
تكررت أخطاء التاريخ، أرى أكثر من يسوع مصلوبا، ذابت عينا يعقوب، احترق جسد إبراهيم، التقم البحر يونس، ضاع وطني عند شروق الشمس، عندما استيقظتُ، حمدّتُ الله إذ لم أكن نبيا.
خلدون السراي/ قاص شاب من العراق
____________________________

الحضور الدّيني في النّصّ الأدبي
————————————
الواقع الديني يلقي بظلاله على القراءات التاريخية في المنطقة، سواء كانت بطريقة سياسية أو أدبية، و يُقصد بالدّيني الاعتقاد الأزلي بضرورة موجد، و إرساله العظة و النصيحة و الإرشاد و التّدبّر، و يرى المتفحصون و المعالجون للأخطاء التي أثقلت كواهل الأمم، من خلال الطّرق الأدبية المتّبعة في الكتابة، و بكافة أنواعها و تصنيفاتها، إن من الظلم أن يُترك الحبل على الغارب، و تستمر فصول المهازل التي كلّفت الشعوب العيش في الظلمة لقرون و عقود.
و لأن العالم الإسلامي كله مجتمع واحد متديّن نسبيا، إذا ما قيس في المجتمعات الأخرى، و حتى الحداثة التي غزته لم تنل من الدين في شيء، قدر نيلها من بعض الموروث الذي يضر بالدّين دون أن ينفعه أو يطوّره، و حتى ظواهر التّمرد على الثوابت التي تباينت بين تشكيك و تساؤل، و لم تصل إلى تلك الحركات التي ظهرت في مجتمعات أخرى غير مسلمة، كانت محدودة و ضئيلة، و محصورة في نطاق ثوري على واقع غير مقنع، لا نطاقا يحمل اسما منفلتا من دستور الدين.
و من هنا نرى أن الكاتب المسلم، الذي يظهر تديّنه أو علمانيته، سواء، يربط كل دراسة اجتماعية أو تاريخية بتشريعه الأول، و الكاتب لن يجد أجمل من صياغة رسالته الأدبية من القرآن الكريم، و يبحث التاريخ و يحاول أن يسترسل بشواهد متقاربة و متشابهة مع قصص كتاب الله.
إذا التّناص مع نصوص القرآن ليس حالة أدبية مجردة، أو هو استحسان لنص أدبي جاء في كتاب الله، فرأى الكاتب أن يستلهم من خلاله نص مشابه!
النص عندما يكون مقدّسا فإنه يدعو إلى الاطمئنان من حيث عرض شواهده و مضمونه و صدقه في نص جديد، و هو أيضا موثّق و مصدّق و يصدّق ما يحتمل الإسقاطات على أحداثه.
و في هذا النّص، يحاول الكاتب منذ بداية العنوان، إلى قفلته بنفس جملة العنوان، أن يجعل القرآن الكريم خير شاهد و دليل على المأساة التي آلمت قلب الكاتب، و عرضها لنا بنص مليء بالتّناص من قصص الأنبياء التي جاءت في الذكر الحكيم.
و بما إن النّص أخذ على عاتقه وسم المجموعة القصصية، أو أن الكاتب رشّحه ليكون المدخل الرئيس للمجموعة، و العنوان المثالي و الروحي الذي يحمله فكر الكاتب، فإنه لابد أن يترك بصمته الاعتقادية في كافة نصوص المجموعة، أو لنكن دقيقين، سوف يترك انطباعه المتمرد على ظلم التاريخ الذي تواصَلَ على وطنه، و محاولة الرحلة في فكر جديد، ليس فكر نبي يمكن أن يكون محطة استعراض لظلم المستبد له، و لكن فكر متجدد بسيط يقارع المنظومة التاريخية المتعاقبة التي دأبت على قتل الخير في كل زمان، فكر ليس نبيا، متمرد على سلطة الشر المتواصلة عبر العصور، و الإطاحة بها بكل الوسائل، و لا أعتقد أن جملة حمدتُ الله إذ لم أكن نبيا تعني الخلاص السلبي من القمع الأزلي، بقدر ما هي جملة ثورة و اعتراض على الأحداث السابقة التي رحبت بقتل الأنبياء و استضعافهم، الأمر الذي يرفضه الكاتب و يمنّي النفس بتغيير مسار التاريخ لصالح نصرة الوطن الذي مازال يئنّ من جور الزمان.
عماد نوير



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن