الصينيون و القوة الايجابية لللاعتراف بالجميل !

سليم نزال
salim_nazzal@yahoo.com

2019 / 4 / 11

الصينيون و القوة الايجابية لللاعتراف بالجميل !

سليم نزال

ينبغى ان اعترف انى لم اولى هذا الموضوع اهتمام من الناحية الانثروبولوجية .لكن حصل حادث و انا اجلس فى غرفة التدخين فى مطار شارل ديغول فى باريس دعانى ان افكر فى الامر .كنت اجلس فى غرفة التدخين و لم يكن هناك احد سواى. جاء خمسة اشخاص صينيون و طلبوا ان يستعيروا الولاعة لاشعال سجائرهم .قدمت لهم الولاعة ثم تذكرت انى احمل واحدة احتياطيه فقدمتها لهم و كل ذلك بالاشاره لانهم لا يعرفون كما يبدو لغة سوى لغة بلادهم . و بعد ذاك تقدم الخمسه و صافحونى و هم يتمتمون بحماس واضح كلمات شكر بلغتهم و كل ما قدمته هو ولاعة متواضعه لا اكثر .بعد ذلك غادرت غرفة التدخين و عدت اليها بعد بعض الوقت .و لما دخلت الغرفة كان الصينيون هناك حيث وقفوا جميا و صافحونى و هم يقدمون لى سجاير من بلدهم .شكرتهم و حاولت افهامهم انى لا استطيع تدخين سجاير سوى التى اعتدت عليها .

هذا السلوك جعلنى افكر فى الطاقة الايجابية لللاعتراف بالجميل .و انا اميل لللاعتقاد انه شعور انسانى عابر للثقافات و لكنى ايضا اعتقد ان التعبير عنه قد تختلف قوته من ثقافة الى ثقافة .اخبرت القصة لصديق التقى بصينيين فاكد لى ان الشعور بالاعتراف بالجميل شعور قوى جدا لدى الصينيين .و انا اكتب اتذكر احد العبارات التى قالها مؤسس الديانة البهائية ان الشخص الشاكر يشكر فى كل الظروف اما المتذمر فانه يتذمر حتى و ان كان فى الجنة .
الاديان على كل حال مليئة باقوال تؤيد فكرة العطاء و مساعدة الاخرين كما يؤيد ذلك الاقوال و الحكم الشعبية .

اعتقد ان فكرة العطاء فكرة عظيمة .و قد قرات مرة لاحد المحللين فى علم النفس لا اذكر اسمه ان الذى يقدم لللاخرين ايا كان الامر متواضعا يحصل على راحة نفسيه تفوق كثيرا ما قدمه .
هناك اشخاص يعترفون بالجميل لكن خطاهم انهم لا يعبرون عنه بوضوح اى يصبح الامر على راى احدهم مثل الذى يعد هديه لكنه لا يقدمها .
هناك مثل فى لغة الهوسا و هى لغة سكان نجيريا تقول اعط القليل و ستحصل على الكثير .ربما لا يكون الامر بالمعنى المادى للكلمة لكنه يرتد بمشاعر طيبه تريح الانسان .
غادر الصينيون غرفة التدخين و هم يلوحون باياديهم .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن