هل الأسرة لها دور في نشوء ظاهرة التنمر المدرسي ؟

محمد حمدي أحمد
mohamedalobidi0@gmail.com

2019 / 4 / 8


كما نعرف فأن الأسرة هي المصنع الأول لشخصية الطفل، فإذا أحسنت الأسرة تربية طفلها تربية سليمة، وغرست فيه مفاهيم صحيحة للتعامل مع محيطه الاجتماعي، تكون بذلك قد نجحت في خلق طفل سليم يتكيف مع محيطه ويتقبل الآخرين. فمن أسباب شخصية الطفل المتنمر هي تربية الأسرة، فإذا كانت الأسرة تفتقد لروح الديمقراطية في تعاملها مع أفرادها، وتخضعهم لسيطرتها المستبدة، ولا تمنحهم حق التعبير عن أنفسهم، يكون الطفل في ذلك الجو الأسري المضطرب، معرض لاحتمالية تحول شخصيته إلى الشخصية العدوانية في المستقبل كبيرة، فالطفل يستقبل كل ما يمر به من حوادث داخل أسرته، ويخزنها في ذاكرته، ليحولها بعد ذلك إلى مفاهيم أساسية يعتمد عليها في تعامله مع بقية الناس. كما أن الأسرة التي تتجاهل طفلها في السنوات الأولى من حياته، وتتركه على حاله، بدون معرفة ما يجول في خاطره، تكون نسبة احتمالية تحول شخصية ذلك الطفل إلى الشخصية العدوانية أعلى بكثير من أولئك الأطفال الذين يحظون بأوقات عائلية كثيرة، فإهمال الأسرة للطفل، وعدم تخصيص وقت للجلوس معه، ومشاركته أفكاره وأحاسيسه، قد يؤدي به إلى التسبب بعقدة نفسية لديه والتي بدورها تؤدي به في المستقبل إلى الشعور بالنقص وعدم الاهتمام مما يعرضه إلى مخاطر عديدة منها : السلوك الغير متزن المتسم بالعدوانية تجاه الآخرين. وهكذا فأننا نرى بأن الأسرة تلعب دور أساسي في نشوء ظاهرة التنمر المدرسي في جميع أنحاء العالم، وهي المسؤول الرئيسي عنها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن