القمة العربية في تونس : ما الذي ستضيفه ؟

بسام الرياحي
riahi_lbass003@hotmail.fr

2019 / 3 / 28

تستضيف تونس هذه الأيام القمة العربية التي إنطلقت وسط تحضيرات وإستعدادات مهمة لهذا الحدث في البلد الذي ليس بمعزل تاريخيا عن التحديات التي عرفتها المنطقة العربية منذ الحروب العربية الإسرائيلية وأزمات النفط والتدخلات الدولية... هذه القمة مرفوقة بجدول أعمال على رأسه القضية الفلسطينية وأزمات المنطقة في اليمن وسوريا وتحديات الأمن والإقتصاد والمشاريع العربية الراكدة منذ زمن.ولعل الشعوب العربية منذ ثمانينات القرن العشرين أصبحت لا تتطلع كثيرا لقرارات جامعة الدول العربية التي أضحت هيكل بيروقراطي لتبادل الكلمات والخطابات والشعارات بعيدا عن خطوات عملية تغير واقع العرب ومستقبلهم في ظل التهافت الكبير صوب أراضيهم من قوى دولية تبحث عن الثروة والنفوذ والأسواق والقوى البشرية العاملة، أيضا الخلافات العربية التي رسمت الكثير من خيبة الأمل على الشعوب وجعلت مناخ من قلة الثقة والإتهامات والمؤامرات يخيم وسط قلق شعبي عربي واضح، عدم توافق في ملفات مختلفة مثل الملف الليبي واليمني والسوري والتدخل الإيراني في المنطقة. سوريا التي ترفض جامعة الدول العربية رفع التجميد على عضويتها أو إطلاق مشاريع الإعمار في هذا البلد المدمر بسبب الحرب والتدخل الخارجي لأكثر من ثماني سنوات خلت.أشغال القمة العربية تأتي في ظل ما يروج عن ما سمى بصفقة القرن التي تقودها الولايات المتحدة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وبدأت ضمنيا بالإعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية ثم الجولان موخرا بتوقيع الرئيس الأمريكي ترامب وتحت تأثير النخب المالية اليهودية وربما الضفة الغربية مستقبلا فيما ينتظر أن يمنح الفلسطنيون غزة وجزء من رفح وسيناء المصرية، أخبار وشائعات وخطى ديبلوماسية حثيثة ومارتون سياسي إسرائيلي وحشد لدعم إعلامي عالمي ومجتمع مدني غربي ومنظمات حقوقية متعاطفة مع المسألة القومية اليهودية... ووسط هذا الزخم يراقب العرب هذا السيناريو الناعم لطمس آخر القضايا العربية المركزية وتعويمها بعد تضحيات كبيرة قدمت لأكثر من أربعين سنة من الشعوب العربية أساسا ، إنهيار نفسي وسياسي وإقتصادي والعرب مقيدون بالديون والإتفاقات والصفقات والخلافات والتخوفات المصنوعة .القمة العربية في تونس ستكون قمة روتينية في مستوى قراراتها ومخراجاتها لأن الواقع العربي فيه الكثير من الإنقسام والتباعد والبرود ولأن القرارات الرسمية في الدول العربية لا تزال تحت ثأثير التدخل السياسي الغربي ودوائر المال العالمية التي أخذت ثروات العرب ومستقبلهم كرهينة ولن يتم إسترجاع كل هذا إلا بشعور وإستفاقة عربية من أجل الكرامة والمستقبل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن