وطن الموت!!

مهند نجم البدري
alhaythm@gmail.com

2019 / 3 / 22

لا اعرف من اين ابدأ فتعددت الاسباب والموت عراقي ,,لكن لنتحدث عن اخرها فملخص حادث "عبارة الموت" ان الطاقة الاستيعابية للعبارة تسع خمسين شخص ووضعوا فيها،قرب المائتين، ومدير الجزيرة حذروه مسبقا،باطلاق المياة في دجلة،وعليه ان لايسمح بالسياحة النهرية،هناك اهمال مع سبق اصرار،وترصد وعدم مراقبة وعدم متابعة وعدم محاسبة، الشرطة النهرية ليس عندها الازورق واحد فقط،عمليات الانقاذ كانت فردية من الافراد الغيارى،(العبارة) ليس فيها معايير السلامة،الدولة غائبة،(لاكرامة للانسان في هذا البلد) استهانة بالارواح، الغرقى اكثرهم اطفال ونساء، ثلاث وتسعون غريقا لحد الان (93)عدا المفقودين انها كارثة بكل المقاييس وهي، في الوقت نفسه، واحدةٌ من الفواجع دائمة التحقق. الموت بالظروف المتوفرة بغزارة، لتكرارها بأشكالٍ عدة، تحمل الموت المحقق.


في العراق يوزع الموت بعدالة لامثيل لها! فبعد الموت على يد الارهاب والمليشيات الحكومية, يكفي أن تذهب لترفه عن أبنائك حتى لاتعود إليهم اولايعودوا اليك أو أن تذهب تشتري لهم ثياب العيد فيلبسون اهلك السواد عليكم او ان تشاهد مبارة كرة قدم لتفرح فيبادلك الاغبياء برصاصة تودي بك ، أو تكون مريض فتدخل المشفى تبحث عن سرير وطبيب وتخرج منها اهلك يبحثون لك عن قبر ومكان لعزائك.


في وطننا عليك أن تحكي لأطفالك قصصاً عن حب الحياة والأمل بالمستقبل وما إن يغفو تغطيهم باكفانهم دون أن تشعرهم بذلك
في وطني مجبرٌ أنت أن تودع أهلك حتى وإن نويت أن تتمشى في شارعكم فقد يكون الوداع الاخير، في وطني حدث مالم يخطر على قلب بشر! هو الجنة ولكنهم حولوه جهنماً ..

فيه نشأ وتنشأ اجيال يُرثى لحالها، قتلوا الطفولة فيه فما من طفل إلا وتراه يبكي من ظلم او موت او جوع او خوف؛ فهذه باتت سنة الحياة في بلد الموت، بعد أن كانت ملامح الطفولة تختصر بابتسامه وتفاؤل وحلم بالمستقبل.

أما المسؤليين في بلادي فخطاباتهم بمعنى واحد: عليكم أن تموتوا من الارهاب والفقر والذل والحرمان والتشريد والتهجير ليعشوا هم بنعيم ، هذه هي الوطنية التي تطرز روح خطاباتهم، اطلبوا الموت بكل الطرق، كلها طرقٌ إلى الشهادة، فالجنة بانتظاركم، واتركوا هذا الوطن بجحيمه، فإنه جنة لهم ولأمراء الحرب وأسيادها، أولئك الذين يبنون صروحهم وقلاعهم فوق الجماجم ويسقون حدائقهم بالدماء.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن