عن تعاون اليونان - قبرص - إسرائيل -الولايات المتحدة الأمريكية

الحزب الشيوعي اليوناني
cpg@int.kke.gr

2019 / 3 / 22





يجري تقديم القمة الثلاثية الحالية لليونان - قبرص - إسرائيل ، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي، في القدس، على أنها “معلم مميز” في التطورات.

حيث تتصدر الأمر حكومة سيريزا، التي كانت تأمل حتى قبل أيام قليلة في أن يتم استضافة الثلاثية في جزيرة كريت وأن يتم تسجيل مشاركة بومبيو كاعتراف آخر "بعطائها" المقدم للمخططات الأمريكية اﻷطلسية في شرق المتوسط و على نطاق أوسع.

ومهما كان الأمر، فإن انعقاد الثلاثية أسواء في جزيرة كريت أو في القدس، يتم استغلاله من قبل الحكومة والأركان البرجوازية للدعاية لإسهام الولايات المتحدة وحلف الناتو في ..."استقرار" المنطقة ولتجميل التورط اليوناني في المخططات الخطيرة والمزاحمات الإمبريالية.

ما هي حجتهم الأساسية؟ إنها قائلة بأن التورط المباشر للولايات المتحدة في الثلاثية يعزز الأمن، و أنه يشكل رداً على عدوانية تركيا. و بالتالي، تتم حماية الحقوق السيادية لليونان وقبرص وفي نفس الوقت يتم ترقية دور اليونان. إننا بصدد كذبٍ و قلبٍ خطيرٍ للواقع رأساً على عقب.

فقد صيغت تشكيلات "التعاون الإقليمي" التي تشارك اليونان فيها، بتشجيع من الولايات المتحدة و تحت مظلة الناتو. حيث يتمثل ضرب من هذه التشكيلات في التعاون العسكري والاقتصادي الثلاثي بين اليونان - قبرص - إسرائيل، و هو الذي لم تُخفِ الولايات المتحدة أبداً أمر اتساقه مع مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

و علينا ألا ننسى في كل اﻷحوال، أن أساس " التقارب الاستراتيجي" بين اليونان وإسرائيل بعد عام 2010 هو تعاونهما العسكري، و الذي يجري ضمن إطاره تدريب مشترك مع الولايات المتحدة من أجل السيطرة العسكرية على جنوب شرق المتوسط، و حتى على شن هجمات محتملة ضد إيران.

إن شدة المزاحمة مع المراكز الإمبريالية الأخرى للسيطرة على المنطقة، كما و المعطيات الجديدة مع العثور على احتياطات هيدروكربونية كبيرة و تورط شركة "إكسون موبيل" الأمريكية، تخلق مقدمات لتدخل أكثر نشاطاً من جانب الولايات المتحدة.

و لا يزال هدفها هو ضمان مصالحها الجيوسياسية وتعزيز مخططها لاستغلال ثروات الطاقة في شرق المتوسط ضد روسيا بشكل رئيسي. حيث يجري أيضاً و من أجل السبب ذاته، التمهيد لمشاركة فرنسا في هذه الثلاثية. و تناقش الولايات المتحدة وفرنسا إنشاء قواعد عسكرية في قبرص.

ما هي إذن أكثر التبعات المباشرة لتورط الولايات المتحدة الأكثر نشاطاً؟ إنها خطوة أخرى في عسكرة المنطقة و تشديد عدوانية الناتو، و هي التي لن تبقى و بالتأكيد دون ردٍ من منافسيه. إن روسيا تحذر سلفاً أنها لن تتسامح مع إضفاء الطابع اﻷطلسي على قبرص، ناهيك عن إنشاء قاعدة أمريكية في الجزيرة.

و بذات القدر ركيكة هي الحجة القائلة أن الولايات المتحدة بأسلوبها هذا ترسل رسالة إلى تركيا، و أنها تحمي الحقوق السيادية لليونان وقبرص. ومع ذلك، فقد دعت الولايات المتحدة تركيا علانية إلى المشاركة في توزيع الفريسة في شرق المتوسط، كجزء من المساومة كي لا تفك ارتباطاتها مع المعسكر الغربي. حيث تدعم اليونان أيضاً تخطيط الناتو هذا.

و على الرغم من ذلك، فإن هذه المساومة "تمس" أيضاً حقوقاً سيادية لليونان وقبرص. فليست من قبيل الصدفة على الإطلاق، هي إعادة تسخين سيناريوهات التقسيم بالنسبة لقبرص، على صدى القمة الثلاثية، حين يعود "توافق الشرفاء" إلى الطاولة فيما يخص العلاقات اليونانية التركية، مع طروحات استغلال مشترك لبحر إيجه و شرق المتوسط.

و بالتالي يتضح أن استغلال هذه التشكيلات و ترقيتها، يجري إما لممارسة الضغط على تركيا للإتساق مع التخطيط الأمريكي اﻷطلسي، أو ﻛ "حاضنة" للاستغلال المشترك للثروة الطاقية.

تبقى النتيجة ذاتها بالنسبة للشعب: لا يوجد أي ضمان للحقوق السيادية لليونان وقبرص، بل هناك إجهار بهدف سحقها في "خلاط" الاستغلال المشترك الذي تدعمه وتشجعه الولايات المتحدة و حلف شمال اﻷطلسي.

إن الهدف الوحيد لأكاذيب حكومة سيريزا و خداعها هو "تبرئة" سياستها الخطيرة و سياسة حلفائها الإمبرياليين لحساب الطبقة البرجوازية. و ان يضعوا الشعب اليوناني للإصطفاف خلف تحالفات و مزاحمات لا علاقة لها بمصالحه الفعلية.



21.03.2019



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن