تحية ومجدا للشعب الجزائري العظيم المجدد لشباب الحرية والثورة !!! هل ستعيد الثورة الجزائرية الروح الشعبية لثورات الربيع العربي لإخراجها من ثنائية العسكرة: ( عسكر البوط / وعسكر العمامة) !!! د. عبد الرزاق عيد

عبد الرزاق عيد
mr.glry@hotmail.com

2019 / 3 / 16

إن أهم ما يميز الثورة الجزائرية هو المشترك بينها وبين ثورات الربيع العربي، وهو مشترك الوطنية السلمية الشبابية،إذ أغلبية ثلثي مجتمعات الثورات كانت أعمارها دون الثلاثين، حيث يتوحد الشعب مباشرة وراء شبابه الذي اشبع بالثقافة الكونية المدنية الديموقراطي عبر الثورة ( المعلوماتية)، وليس وراء معارضاته الشائخة بشيخوخة أنظمتها الاستبدادية ذات التاريخ المتشابه ( يمينيا ويساريا) لتاريخ أنظمتها الشمولية الانقلابية التي يوحدها الفساد بنية وفكرا وممارسة، بعد أن اخترقتها السلطة العسكرية من رأسها إلى أخمص قدميها استتباعا والتحاقا وفسادا واستنقاعا، إذ تهيمن المؤسسة العسكرية المصرية مثلا على 40/ من موازنة مصر، وجاءت أحايين كثيرة كانت مؤسسة العمائم الفقهية أكثر ثراء من الدولة المصرية وموازنتها العامة، ولهذا تقدم عسكرالبوط وعسكر العمامة كل الصفوف ، ليقودوا هذه الثورات وثوراتها المضادة، وكان ضحيتها الشباب برمزية الشباب السوري الذين يحملون الزهور والماء للعسكر في سوريا الذين أعطوا درسا للعالم بأن الجيش الأسدي الطائفي أكثر وحشية من جيش العدوالإسرائيلي، حيث كان شعارهم ( الشعب والجيش يد واحدة) ، كما يردد الشباب الجزائري اليوم ( الشعب والجيش خويا خويا) !!!

كان النظام الأسدي يهدد شعبنا بـ ( الجزأرة) المعروفة بالعشر سنوات السوداء في الجزائر، فقلنا لهم أن الأسدية سبقت الجزأرة بعشرين سنة في الشهور السوداء لتدمير حماة، وكان يحدونا أمل حقيقي أن الجزائرالصامتة خلال مذابح شعبنا السوري هي التي ستجدد مسار الثورة الشبابية ، على مستوى الموروث الوطني الثوري أصالة، وعلى مستوى الوعي الكوني الثوري معرفيا بحكم تفاعله الحكيم بين صيرورة هوية الأصالة الوطنية، وسيرورة الاندماج في الأخر العالمي مركز الحداثة) عبر الثورة المعلوماتية ( الفيس بوك والتويتر...الخ)

التي يعترف اليوم ( الجزار بشار) باولويتها قبل شعارات أبيه الكاذبة عن الامبريالية والرجعية بعد أن استورد نموذح الدرجة الثانية للامبريالية ( روسيا البوتينية المافيوية)، واستبدل الرجعية العربية بايران التقدميا ( اباحيا تمتعيا)..
إن التشابه في المزاج النفسي والوجداني والأخلاقي الغضبي انتصارا للحرية بين الشعبين ( السوري والجزائري)، سيحسم المعركة بوقوف الجيش الجزائري الوطني وريث المليون شهيد مع شعبه الجزائري، بالضد تماما من الجيش الطائفي الأسدي في سوريا الذي يحقد على شعبه إلى درجة قتله لمليون شهيد سوري وتهجيره لنصف الشعب السوري ...

إن الموقف الدولي الشائن نحو تطلعات الشعب السوري للحرية ، ساهم ( عسكر العمامات في توحيد هذا الموقف الدولي عندما صور للعالم أن ثورات الربيع العربي هي ثورات ؛( سلفية أخوانية) في مناخ دولي من الفوبيا من ( الإسلام ) ، ساعد النظام الطائفي الأسدي ( الوثني الحسي البدائي ) أن يقدم نفسه أنه يخوض حرب ( العلمانية والحداثة ) ضد الارهاب السلفي ، فأخرج كل من لديه من السلفييين من السجون ليشكلوا معسكرات جديدة لعسكر ( العمامة البيضاء والسوداء )..ولهذا نظن أن الثورة الجزائرية الديموقراطية الشابة على درجة من الرشد والنضج أن لا يتورط ( إسلامها السياسي) الذي ذاق المرارات الكافية أيضا، الى التورط في شق الحركة الوطنية الشعبية الموحدة كما كانت عليه في سوريا ومصر، في سبيل مطامح حزبوية ضيقة دفع الشعب الجزائري والربيع العربي ثمنها غاليا، وأن تكون ثورة جارهم التونسي هي الأكثر الهاما لشبابهم شعبا وجيشا وطنيا يقف مع شعبه ، سيما أن الجيش الجزائري جيش وطني ليس فيه أية و شائج أقلوية طائفية أو عرقية كالنموذج العسكري الطائفي الأسدي ........



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن