الجزائر بين المطرقة والسنديان

رائد الحواري
read_111@hotmail.com

2019 / 3 / 11

نسمع ونشاهد ونقرأ وجهات نظر متباينة حول الجزائر، منها من يقول أن ما يحدث فيها مؤامرة غربية كالتي حدثت في العراق وسوريا وليبيا واليمن، ومستشهدين بأقوال وفيديوهات ومقولات لشخصيات غربية، ومنهم من يرى أنها انتفاضة لا بد منها، مستندين إلى سؤال: هل يعقل أن يحكم رجل كسيح شعب ضحى بأكثر من مليون شهيد لينال حريته؟، وهنا مربط افرس، هل علينا كشعوب أن نبقى خانعين لحكام لا يتجاوز عدهم أصابع اليد، يتحكمون في البلاد والعباد؟، وهل ما حصل في (دول الخريف العربي) يفرض علينا أن نكفر بأي حركة تغيير أو تمرد؟، اعتقد أننا كشعوب عربية اكتفينا من حالة الخنوع التي موست علينا، وآن لنا أن نتحرك، لكن تحركنا يجب أن يكون مدروسا، بحيث لا ندع النظام يحرف المسيرات والمطالب عن مسارها، وأن لا ندع حركات الدين السياسي بالدخول إلى صفوفنا، وعلينا أن نكلف قيادة مؤتمنة تعمل على و ضع برنامج مدني عصري بعيد عن تلك (العادات والتقاليد) البالية، وبعيدا عن فكر الاتجاه الديني السياسي الذي يخرب ويهدم الثورات.
من هنا علينا أن ننظر بموضوعة إلى الحركة الشعبية في الجزائر، فنحن نثق بهذا الشعب الذي كان نبراسا لكل الثورات في العالم الثالث، وعلينا أن نفكر قبل أن نشخص حل واقعنا، إن كنا في الجزائر أم في بقية الدول العربية، إلى متى نبقى بلا كرامة، يتحكم فينا أدنى موظف في الداخلية، فيمكنه أن يزيل عنا الجنسية، ويجعلنا غرباء عن وطننا؟، وهل حالة الفقر أقل مشاعة من عدم وجود الكرامة؟، وهل نترك الفاسدين ينهبون خيرات البلاد بحجة (الفوضى/التآمر)؟، فلا بد من حل حتى لو كان قاسيا علينا وعلى وطننا.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن