اليوم العالمي للمرأة – لنناضل من أجل تحرير النساء و إنشاء عالم جديد ! المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة – المكسيك

شادي الشماوي
sonson2121@gmail.com

2019 / 3 / 8

اليوم العالمي للمرأة – لنناضل من أجل تحرير النساء و إنشاء عالم جديد !
المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة – المكسيك
جريدة " الثورة " عدد 585 ، 4 مارس 2019
https://revcom.us/a/585/revolutionary-communist-organization-mexico-international-womens-day-en.html

تتخلّل البطرياركيّة / النظام الأبوي - سيطرة الرجال على النساء – كلّ مسام هذا النظام في العالم قاطبة . من ضمن كلّ الأشكال الفظيعة التي تنزع بها الرأسماليّة إنسانيّة الإنسان و تضطهد البشر ، لا وجود لشكل آخر من السيطرة الذكوريّة على النصف الأنثوي من الإنسانيّة مهما كان يجرى الدفاع عنه دفاعا واضحا مثلما هو الأمر مع البطرياركيّة التي يتمّ حتّى تبريرها على أنّها أمر " طبيعي " .
يوم 29 ديسمبر 2018 ، سقطت ياسيكا غوادالوبى مدرانو هرننداس ، امّ عمرها 21 سنة و تعيش لوحدها ، جريحة جرّاء رصاصات الجيش في نوافو لاديرو ، تاباو ليباس . كانت تقود سيّارتها و فجأة بلغ سمعها إطلاق عيارات ناريّة فأوقفت السيّارة و بحثت عن ملجأ . صرخ الجنود فإلتفتت لتلاحظ أنّ أحدهم يستعدّ لإطلاق النار عليها فأخذت تركض و أصابوها برصاصة في كتفها الأيمن . و روت صحفيّة " أطلقوا عليّ النار دون داعى و حينما سقطت أرضا جاؤوا ليبرّحونى ضربا بالركلات . و بعد ذلك أتى مساعد تمريض منهم ليساعدنى فصاح في وجهه جنديّ آخر " دعها تموت الكلبة ! لتذهب إلى الجحيم ! " . و لم تمت ياسيكا لكنّها إحتاجت إلى عمليّة جراحيّة لعلاج كليتها بينما لفّقت لها الشرطة العسكريّة و الشرطة المدنيّة تهم نقل شاحن مسدّسات و رصاصات . و هدّدا العسكريّون بالسجن إن لم تمضى " الإعتذار " . فرفضت و طالبت أن يتثبّت القاضي من الأدلّة التي تؤكّد براءتها . و عاد خمسة عسكريّين ليهدّدوها و في الأخير أمضت الورقة خشية السجن دون معالجة جراحها . و عند مغادرة المستشفى ، ندّدت رسميّا بالجنود الذين حاولوا قتلها .
عبر المكسيك بأكمله، تتّهم قوات الدولة النساء و تغتصبهنّ و تعذّبهنّ و تقتلهنّ . هذا الجيش المكسيكي ليس جيش " الشعب" كما يشدّد على ذلك لوبار أوبرادور . إنّه جيش لإخضاع الشعب عامة ، قائم على كره النساء و مدرّب على ممارسة الإرهاب البطرياركي ضد النساء بكلّ برودة دم . و لنتذكرّ فالنتينا روسندو كنتو و إيناس فرننداز أورتيغا ، من السكّان الأصليّين من الميفا اللتين وقع إغتصابهما في غريرو سنة 2002 ، و أرنستينا أسنسيو روزاريو ، من السكّان الأصليين من الناهو ذات ال73 سنة من العمر و التي إغتصبت بهمجيّة و قتلت على يد الجنود في فركروز سنة 2007؛ و النساء الموقوفات في آتيكو اللاتى إغتصبهنّ رجال الشرطة سنة 2006 . و هذه الأمثلة معبّرة عن الآلاف من الحالات الأخرى .و قد جرى توثيق أنّ قوات الدولة تستخدم التعذيب الجنسي بصفة منهجيّة ضد النساء الموقوفات ، و بتجاوزات حتّى أكثر وحشيّة حين يتعلّق الأمر بالنساء المثليّات جنسيّا و المزدوجى الجنس و المتحوّلين جنسيّا .
لماذا يفعلون ذلك ؟ جوهريّا لأنّ إخضاع النساء جوهريّ لسير النظام الرأسمالي الراهن التابع للإمبرياليّة .
في حين يهيمن الرأسماليّون الكبار الوطنيّون و الأجانب على الاقتصاد و يراكمون الثروات من إستغلال العمل المشترك لملايين الناس ، العائلة البطرياركيّة هي الوحدة الأساسيّة لمحاولة حجب ، كلّ عائلة معزولة عن بقيّة العائلات ، ضرورات البقاء قيد الحياة في تنافس الجميع ضد الجميع المميّز تمييزا كبيرا لهذا النظام . هذه العائلة هي نواة هيكلة التفوّق الذكوري : تستعبد النساء بالمسؤوليّات الرئيسيّة او الكلّية عن الأبناء و الشؤون المنزليّة و عند وراثة ثوة من يملكونها و فقر من لا يملكونها يُعاد إنتاج علاقات اللامساواة و الإستغلال بما في ذلك إضطهاد المرأة و تبعيّتها للرجل و يبرّر ذلك بأفكار من مثل " المرأة كالبندقيّة ، في الركن و دائما محمّلة " ، و أنّ القيمة الأساسيّة لكلّ امرأة هي أن تكون أمّا . لن يحدث أبدا تحرير تام للنساء طالما أنّ دورهنّ الأوّلى هوالولادة و تنشأة الأطفال .
و جزء من فرض الأمومة الإجباريّة هو العقاب المسلّط على الإجهاض ، العقاب الذى تشجّع عليه الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الأصوليّة المسيحيّة التي تبحث حتّى عن إلغاء الحقّ المحدود في الإجهاض القانوني في مدينة مكسيكو . و رغم أنّ القانون يقرّ بحقّ الإجهاض في حالات الإغتصاب ، فإنّ السلط و الأطبّاء يأبون إحترام ذلك و يفرضون الأمومة بما في ذلك على بنات عمرهنّ 9 أو 10 سنوات . و قد وقع سجن مئات النساء بسبب الإجهاض و صدرت أحكام ضدّهنّ تبلغ 30 سنة سجنا ل " قتل إنسان ذو علاقة أبوّة " ، حتّى لإجهاض عفوي . و في جانفى من هذه السنة ، خرجت دافنى ماك فارسون فلوز من السجن عندما بفضل تعقيب للحكم الصادر ضدّها ، في سان خوان دلريو ، كيريتارو ، إثر سنوات ثلاث من السجن لإجهاض عفوي دون أن تعلم أنّها كانت حاملا . هذا إنتصار يجب الإحتفال به و الدفاع عنه بما أنّ القاضي يسعى إلى تحدّى براءتها . حقّ الإجهاض حسب الطلب و دون إعتذار مطلق الضرورة لأنّ النساء لن تتمتّعن بالحرّية ما لم تقدرن على تقرير إن كنّ راغبات ام لا في الإنجاب أو متى و عدد الأبناء الذين تردن إنجابهن .
الجنين ليس رضيعا ! المرأة ليست حاضنة ! افجهاض ليس جريمة ! الأمومة المفروضة عبوديّة !
و إضطهاد النساء كذلك مصدر لربح أموال طائلة بالنسبة إلى النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي : من الإستغلال الفاحش للنساء في الماكيلادوراس / المصانع الهشّة و في حقول الفلاحة ، و الجور المتدنّية للنساء عامة و كذلك العبودية الوح لملايين النساء و البنات في شبكات التجارة و البرنوغرافيا ، " صناعة " تدرّ الملايين وهي تحت حماية سلطات الدولة القائمة .
و يتصاعد عنف كره النساء : في العالم بأسره ، يتمّتشويه النساء و تخويفهنّ و ضربهنّ و إغتصابهنّ و بيعهنّ و قتلهنّ – على يد القرين أو غيره ، و الجيش و الشرطة أو أحد أعضاء الأسرة أو الأستاذ أو رئيس العمل او مجهولين في مكان ما . كلّ 18 ثانية تُغتصب امرأة في المكسيك – حوالي 200 كلّ ساعة و 4800 كلّ يوم . و يتمّ الإغتصاب من قبل فرد أو جماعة من الرجال مثل " الحزمة " في إسبانيا أو " لحم الخنازير " في فيراكروز اللذان سجّلا و عرضا على الأنترنت أفعالهما الشنيعة متفاخرين ب " فحولتهم " ، ما يقدّم مثالا عن التفوّق الذكوري على أرض الواقع العملي : شجاعة و قوّة الرجل تقاس و تثبت بالهيمنة العنيفة و بنزع إنسانيّة النساء . و أقصى تعبير لهذا هو التصاعد المرعب لقتل النساء و البنات -مثلما هو الحال في المدّة الأخيرة في شيمالهواكان و آدوماكس و جيزال غاريدو كروز ، طفلة ذات ال11ربيعا تمّ إغتصابها ثمّ قتلها . و لا زال عدد هذه الجرائم يتضاعف بالرغم من " التحذيرات الجندريّة " للحكومة ، التي لم تأت بفائدة البتّة .
و هذا التصاعد في العنف الوحشيّ و تشيئة النساء مردّه في جانب منه إلى الثأر الشوفيني الذكوري ضد ما يعتبره بعض الرجال تحدّ ل " حقّهم " في الهيمنة عليهنّ بما أنّ تغييرات إقتصاديّة قد دفعت نحو مشاركة أكبر للنساء في قوّة العمل و تصطدم تغيّرات أخرى بأشكال من البطرياركيّة التقليديّة . و تحثّ قوى عتيّة في العالم على الحفاظ على البطرياركيّة و أيضا على فرض أشكال حتّى أكثر تخلّفا للهيمنة الذكوريّة كجزء من برنامج فاشي و أصولي ديني : قوى فاشيّة كترامب و بانس في الولايات المتحدة و بلسنارو في البرازيل و يونكى و فاشيّون آخرون في المكسيك و كذلك الحركات الأصوليّة المسيحيّة التي تساندهم .
هذا من جهة و من الجهة الأخرى ، في البلاد و في العالم ، هناك نوع جديد من إستفاقة النساء في تحدّى للعلاقات البطرياركيّة بتنظيم المسيرات في الشوارع و المطالبة بنهاية فظائع متعدّدة . لا يجب أن تكون لدينا أوهام كاذبة بكون المدافعين بإستماتة عن البطرياركيّة سيضمحلّون : في نهاية المطاف إمّا نتقدّم نحو تحرير النساء و إمّا ستفرض علينا أوضاع أفظع حتّى من الإضطهاد و القهر و الدونيّة .
إنّنا في حاجة إلى نضال أقوى بكثير للنساء و الرجال ضد التفوّق الذكوري و كافة أصناف إضطهاد النساء . و مثلما عبّرت عن ذلك مبادرة " وضع نهاية للبطرياركيّة و الحرب ضد النساء " ، هناك حاجة إلى إطلاق العنان للشجاعة و النضال ضد الأسباب و ضد المسؤولين عن هذا القدر من العنف و الظلم ، بشكل مستقلّ عن و ضد ممثّلى النظام ذاته المتسبّب في هذه الفظائع . و عوض التركيز على مناشدة الدولة الرأسماليّة و البطرياركيّة من أجل إجراءات غير فعّالة ك " التحذيرات الجندريّة " ، نحتاج إلى التعويل على جماهير النساء و مزيد تعبأة كلّ مرّة أكثر المزيد من الناس و الجماعات للنضال بروح و هدف وضع نهاية لكلّ أشكال إضطهاد النساء .
ما من شيء " طبيعي " في التفوّق الذكوري . إنّما هو علاقة إجتماعيّة إضطهاديّة متشابكة تمام التشابك مع الإنقسام إلى مستغِلّين و مستغَلّين . فطوال آلاف السنين ، كان البشر يعيشون دون هذا الإضطهاد . و قد ظهر إخضاع النساء مع إنقسام المجتمع إلى طبقات : الإنقسام بين أقلّية تتحكّم في وسائل الإنتاج ( الأرض و الحيوانات و الآلات و الآن المصانع إلخ ) كملكيّة خاصة من جهة و أغلبيّة يستغلّونها و يضطهدونها من الجهة الأخرى . و بلغ تطوّر المجتمع الإنساني اليوم نقطة يمكن معها و من الضروري تجاوزهذا . بواسطة ثورة تدفن هذا النظام و تلغى كافة العلاقات الإستغلاليّة و الإضطهاديّة، سيكون من الممكن القضاء على الإنقسام الجوهري الذى بموجبه تخضع نصف الإنسانيّةإلى سيطرة النصف الآخر .
و هذه الثورة هي الثورة التي تسترشد بالشيوعيّة الجديدة ، ثورة تستهدف دفن الرأسماليّة – الإمبرياليّة في العالم قاطبة لبلوغ التحرير التام للنساء و الإنسانيّة جمعاء . و مثلما وقعت الإشارة في وثيقة " الثورة التحريريّة ، التوجّه الإستراتيجي و البرنامج الأساسي "، مع إنتصار هذه الثورة في المكسيك ، سيتمّ الشروع فورا في تفكيك البطرياركيّة و إنجاز قفزات في تحرير النساء ، ببرنامج يشمل :
- الإلغاء الفوري للعبوديّة الجنسيّة و " صناعة " البرنوغرافيا .
- تركيز حقّ الإجهاض المضمون و المجاني حسب الرغبة الحرّة و الخاصة للمرأة .
- إطلاقا العنان للنضال الثوري للنساء كقوّة جبّارة لتغيير المجتمع برمّته : النضال ضد كافة ألوان التمييز و الهرسلة الجنسيّين إلى الإجهاز عليها ، و نقد الإيديولوجيّات الشوفينيّة الذكوريّة و الشروع في تغيير الأسرة التقليديّة البطرياركيّة .
- الإحترام الكامل للتنوّع الجنسي و الجندري .
- إقامة علاقات مساواة و إحترام متبادل داخل الأسرة ، و تعبأة النساء في تحرّكات جماعيّة لوضع حدّ للعنف الأسرى و تحطيم المفاهيم الجندريّة الجاهزة و الإضطهاديّة .
- الإنطلاق في تحويل ما يعدّ اليوم شؤونا منزليّة ليصبح مسؤوليّة إجتماعيّة و تنشأة الأطفال في رياض أطفال ، و بعث مطاعم إلخ بمساهمة الرجال و النساء في الإضطلاع بالمهام المناطة بعهدتهم .
- زرع ثقافة جديدة ، خالية من المفاهيم البالية و الإضطهاديّة للنساء ، مفاهيم الإثم و الخطيئة أو " تقديس" العذريّة، و إنشاء علاقات قائمة على الحبّ و الودّ و المساواة و الإحترام المتبادل .

إنّ المنظّمة الشيوعيّة الثوريّة تبنى القوّة القياديّة و الحركة الضروريّتين للقيام بهذه الثورة و تدعو جميع النساء و الرجال الذين لا يحتملون العالم كما هو حاليّا إلى المساهمة في هذا النضال .

لننضال من الآن من أجل وضع نهاية للبطرياركيّة و تحرير النساء !

Aurora Roja, voz de la Organización Comunista Revolucionara
auroraroja.mx@gmail.com aurora-roja.blogspot.com



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن