استباحة الطب في العراق...!

طالب الجليلي
Talibahmed@yahoo.com

2019 / 2 / 26

مع اني أتوقع مسبقا ان التعليق على ما سوف اطرحه هنا من رأي؛ سوف يشحذ سكاكين ( البعض) لكي يبدأوا بتشريح الاطباء العراقيين وشتمهم ! الا انني ( مع احترامي) لرأي الاخر اقول :

بدئا ب ( كشفية الطبيب العراقي وثمن ما تكلفه الخدمات الطبية الخاصة في العراق) فإنها مقارنة بمثيلاتها في ( أفقر ) دولة في العالم ، فإنها لا تساوي العشرة بالمائة منها ..!
اما بخصوص العمل خارج العراق والسماح للطبيب الأجنبي فان الدول لن تسمح له بممارسة مهنة الطب لديها مهما حمل من شهادات عليا ومن ارقى الدول ! وان سمحت له بذلك فانه يخضع لاختبارات وامتحانات نادرا ما يستطيع اجتيازها ، وان نجح في ذلك فان شروط العمل سوف تكون قاسية وآخذة بالحسبان تحديد الأموال المسموح له بان يخرجها خارج تلك الدولة ..! طبعا استثني من تلك الدول ( اليمن ) فقط والتي يحكمها ( شيوخ) القبائل !!!
كل ذلك كان معمولا به ( وبشدة) في العراق ( قبل الاحتلال) حيث لا تقبل شهادة الطبيب الحاصل عليها ( العراقي) ما لم يمتحن مع اقرانه الطلاب في المرحلة الاخيرة من كلية طب بغداد حصرا !!!
ما اريد التطرق اليه هنا هي انتشار ( ظاهرة) افتتاح ( أشخاص ) و ( جهات) متنفذين في الدولة العراقية ( الان) او ( بالنيابة عنهم) مستوصفات ومراكز طبية ( دمشقية) و ( لبنانية) خاصة في كل محافظات العراق وبكوادر سورية ولبنانية ! ليس ذلك فقط وانما حصول تلك الكوادر على ( موافقات رسمية) !
والسؤال هنا : هل وصلت قيمة المواطن العراقي من ( الرخص)! الى هذه الدرجة من الانحطاط الذي وصل اليه الناتج الزراعي والصناعي بل وقبلها الارض العراقية وخيراتها التي راح الفساد يحيلها الى جثة تنهش بها الضباع ؟؟!!
كما قلت في بداية الموضوع ان التعليق سوف يترك ما تطرقت اليه اعلاه ويبدأ شتم الطبيب العراقي ( الجشع ) و( اللا إنساني) وسوف ترد ( القصص) والأمثلة التي تبيح هذا الذم والشتم !!!
خاتمة :
راجعتني في ( عيادتي) يوما امرأة خمسينية تشكو من الام في الظهر .. ذكرت لي انها سبق وان راجعت مستشفى الجامعة الامريكية في بيروت مرتين ، واُخرى مستشفى في تركيا ..! وبعد ان فحصتها طلبت منها ان تاخذ أشعة !
تدرون ماذا اجابت :
قالت : دكتور الأشعة بخمسة عشر الف دينار !! ممكن تحولني الى المستشفى الحكومي ..؟؟؟!!!
ملاحظة اخرى:

اثناء اجتماع الرئيس السابق احمد حسن البكر بمجلس الوزراء .. انتقد احد الوزراء الاطباء العراقيين على ما يأخذونه من ( كشفية .. طبعا كانت نصف دينار ) .. وهنا وكالعادة حين يأتِ ذكر الطبيب العراقي ؛ بدأ الجميع ب ( شتم الاطباء العراقيين !!) .. كان البكر يستمع .. وحين انتهى الحديث قال : انظروا .. : حين أ أمر بان اعري اي واحد منكم أنتم وزراء العراق وأجعله يمشي في شارع الرشيد ( ربي ما خلقني!) سوف لا أسيء لاحد غيره ( شخصيا ) !! ولن يتأثر احدا غيره بذلك !! ولكن ؛ حين اعمل نفس الشيء لطبيب .. سوف يتأثر الأداء الطبي والنفسي للمجتمع الطبي في العراق والخاسر الوحيد ، بالنتيجة يكون حينها هو المريض ...!!!!!

د طالب الجليلي
26 شباط 2019



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن