ميزة الاستغلال المفرط لإمبريالية العولمة / 1-2

حسين علوان حسين
hussainalwanhussain1951@yahoo.com

2019 / 2 / 19

تمهيد
في رسالته لي مؤخراً ، لفت نظري الدكتور "جون سميث" (John Smith) إلى قيامة بنشر مقال شديد التركيز على الصفحة الإلكترونية لمجلة "المراجعة الشهرية" (mronline) اليسارية الأمريكية بعنوان " الاستغلال و الاستغلال المفرط " (Exploitation and Super-exploitation) و ذلك بتاريخ 14 نيسان 2018 ، و الذي يوضح فيه كيف أن الاستغلال المفرط للشركات الشمالية المتعدية الجنسية للعمالة المتدنية الأجور في "البلدان الناشئة" لجنوب الكرة الأرضية قد أصبح هو الميزة الارأس لإمبريالية مرحلة العولمة الراهنة . و قد اخترت ترجمة هذا المقال لقارئات و قراء الحوار المتمدن الأغر الأعزاء ، و ذلك كتمهيد لترجمتي الكاملة لاحقاً لكتاب نفس المؤلف المعنون : "امبريالية مرحلة عولمة الإنتاج" ، و هي رسالته التي نال بها شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من جامعة "شَفيلد" البريطانية ، و التي سبق و أن ترجمتُ مراجعة موجزة لها بعنوان "إمبريالية القرن الحادي و العشرين " ظهرت بثلاثة أجزاء على صفحتي في هذا الموقع . و العنوان الأخير يعود لنفس الكتاب المطبوع عام 2016 و الحاصل على جائزة مؤسسة : "بول أ. باران و بول م. سويزي" ، و الذي يقدم دراسة نقدية ماركسية ممنهجة و مفصّلة للعلاقة القائمة بين الشركات المتعدية الجنسية للبلدان الرأسمالية المركزية في الشمال و بقية بلدان العالم في الجنوب . و يخلص المؤلف للقول بأن امبريالية عصر العولمة لم تعد بحاجة للاعتماد بشكل رئيسي على استخدام القوة العسكرية و على الاحتلال المباشر لنهب الثروات الطبيعية للدول الضعيفة في العالم (رغم أن مثل هذه الحالات ما زالت تحصل) بعد أن أصبح بإمكانها الآن غرف الأرباح الهائلة من استغلالها المفرط لقوة عمل عمال بلدان الجنوب بتوظيفها لآليات السوق المعولم لحسابها عن طريق تفضيلها المحموم نقلَ صناعة منتجاتها الشهيرة (مثل الآيفون و التي-شيرت و أكواب القهوة) إلى البلدان ذات العمالة المتدنية الأجور في الجنوب وفقاً لعملية المراجحة الدولية للعمالة (labor arbitrage) .
النص الأصلي لهذه المقالة متوفر على الرابط :
https://mronline.org/2018/04/14/exploitation-and-super-exploitation/
ترجمة نص المقالة :
"المقدمة
"الشيوعية هي ليست عقيدة ، بل حركة ؛ و هي تنطلق ليس من المبادئ ، بل من الحقائق" قالها فريدريك إنجلز . إن التباينات الواسعة على مستوى العالم في نسبة الاستغلال لقوة العمل ، و الانتقال الضخم للإنتاج و لمركز ثقل طبقة العمال الصناعيين إلى البلدان و المناطق التي تكون فيها نسبة الاستغلال هذه هي الأعلى ، و التزايد الدرامي لاعتماد المقرات الرئيسة للشركات (و كذلك الرفاهية و السلام الاجتماعي) في البلدان الامبريالية على الأرباح الناتجة من هذا الاستغلال المفرط هي الحقائق الأهم لإمبريالية اللبرالية الجديدة التي يجب أن ننطلق منها . إن النسب المتطرفة للاستغلال في مصانع الملابس البنغلادشية و في خطوط الإنتاج الصينية و في مناجم استخراج البلاتين لجنوب أفريقيا هي الحقائق النابضة و الشاهدة على نحو مباشر التي تعاني منها يومياً أجساد مئات الملايين من العمال في البلدان ذات الأجور المتدنية . نحن لا نحتاج للنظرية لكي ندرك هذه الحقائق ، بل نحتاج إلى أن نخلع غماماتنا و أن نفتح أعيننا . بيد أننا نحتاج للنظرية بالتأكيد إذا ما أردنا فهم ما نستطيع رؤيته و تدبّر النتائج المترتبة عليه ."
يتبع ، لطفاً .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن