مقتطفات من فكر ( عقيدة الحياة المعاصرة ) / 1

رياض العصري
riadalasri@yahoo.com

2019 / 1 / 25

في النظرية الاجتماعية
ـ مهما يحاول المصلحون في البلدان العربية اصلاح الاوضاع السياسية والاقتصادية في مجتمعاتهم المثقلة بالازمات والاضطرابات فلن يتحقق لهم النجاح في محاولاتهم اذا لم تطال عملية الاصلاح قبل ذلك النظام الاجتماعي المنتج لادوات عملية الاصلاح وهم افراد المجتمع ، صلاح الافراد من صلاح منظومة القوانين والقيم والاعراف والثقافة العامة وحتى المعتقدات الدينية السائدة في المجتمع ، النظريات السياسية والمشاريع الاقتصادية ترتكز على قواعد النظام الاجتماعي ، صلاح النظام الاجتماعي يحد الى حد كبير من العيوب في النظامين السياسي والاقتصادي ، ببقاء النظام الاجتماعي بعيوبه وسلبياته تبقى الازمات والاضطرابات قائمة وفاعلة في المجتمع مهما تجرى من عمليات التغيير في النظام السياسي او الاقتصادي .. اذا شبهنا المجتمع بطائرة ذات جناحين فان الاقتصاد يمثل جناحا الطائرة للهبوط والاقلاع ، والسياسة تمثل الجناح الخلفي للطائرة لغرض توجيه مسار الطائرة ، اما النظام الاجتماعي فيمثل منظومات التحكم في الطائرة ، بوجود اي خلل في منظومات التحكم فلن تنجح اي محاولة لتحليق الطائرة في الجو .
ـ الناس بعقائدهم ... فان صلحت عقائدهم صلحوا ، وان فسدت عقائدهم فسدوا ، فساد العقيدة يتجسد في انعدام منفعتها العامة ، حتى العقيدة ذات التوجهات الايجابية فانها قد تصبح فاسدة اذا انقطعت منفعتها العامة على ارض الواقع نتيجة فشلها في تطبيق وتنفيذ توجهاتها وبالتالي تصبح عقيدة منتهية الصلاحية ، المنفعة العامة مؤشر حقيقي لصلاحية اي نظرية اجتماعية ، الحكومة الصالحة نتاج مجتمع صالح ، والمجتمع الصالح نتاج عقيدة صالحة ، اذن اصلاح العقيدة هي الخطوة الاساس في اصلاح اي مجتمع تفشى فيه الظلم والفساد .
ـ اذا كانت الاسرة هي وحدة بناء الكيان الاجتماعي .. فان المرأة هي عماد بناء الاسرة وليس الرجل ، بوجود المرأة يكون هناك معنى للاسرة .. وبغياب المرأة لن يبقى للاسرة معنى ، المرأة هي التي تربّي .. وهي التي تنشأ الاجيال ، ولا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان نهضة الامم وتقدمها منوط بصلاح أحوال نسائها ، صلاح المرأة من صلاح احوالها ، بصلاح المرأة صلاح الاسرة وصلاح المجتمع .. وبفسادها فساد الاسرة وفساد المجتمع .
ـ نحن نؤمن بان صفة الامومة هي حق طبيعي لكل امرأة ، وان الزواج هو الطريق القانوني الوحيد لاكتساب هذه الصفة ، واذا كانت الام هي التي تربي وهي التي تنشأ الاجيال .. فالحقيقة انه ليس كل امرأة تصلح ان تحمل صفة أم وتكون مسؤولة عن تربية ابناء ، كما ان في النساء من لا تصلح ان تحمل صفة زوجة وتكون مسؤولة عن أسرة حتى لو كانت بدون أبناء ، وهذه الصفة السلبية لا يخلو منها عالم الرجال ايضا ، ورغم هذه الحقيقة فان ايماننا بالحق الطبيعي لكل امرأة في التمتع بصفة الامومة يبقى قائما لا تنازل عنه ، قوانين الطبيعة أقوى دائما وأبدا من قوانين المجتمع .
ـ رابطة المواطنة تعني رابطة الانتماء الى وطن .. ويترتب عليها حقوق وواجبات بين الدولة والمواطن في اطار منظومة متكاملة من التشريعات القانونية ، حقوق وواجبات رابطة المواطنة توضع في صيغة عقد وطني بين الدولة والمواطن يسمى ( عقد المواطنة ) يشمل الذكور والاناث ، عقد المواطنة هو عقد اجتماعي بين طرفين متكافئين في الحقوق والواجبات هما ( الدولة والمواطن ) ويتمتع العقد بالقوة القانونية المُلزمة ويترتب عليها حقوق مضمونة ، حقوق المواطن التي يتم تثبيتها في عقد المواطنة هي الحقوق الاساسية وتشمل ضمان ( الأمن ، الرزق ، السكن ) واما بالنسبة لواجبات المواطن تجاه دولته والتي تمثل حقوق الوطن فتتمثل في ضمان اداء ( الخدمة الوطنية ، الضريبة ، الالتزام بقوانين الدولة ) .
ـ الحقوق الاجتماعية الثابتة والدائمة لكل مواطن هي : 1 ) حق احترام كرامته الانسانية ، 2 ) حق حصوله على الرزق الدائم بمستوى لا يقل عن خط الفقر ، 3 ) حق حصوله على المسكن الدائم ملكا صرفا ، الرزق الدائم والمناسب من حقوق الانسان للعيش بكرامة ، مفهوم ( الرزق ) وفقا لنظريتنا الاجتماعية يقصد به الضرورات الاساسية للعيش وتشمل ( الغذاء + الماء + الطاقة ) وبالكميات المناسبة لضمان العيش بكرامة ، ( مفهوم الطاقة هنا يقصد به بالتحديد وقود طهو الطعام وكذلك الطاقة الكهربائية للاغراض المنزلية ) ويجب ان يكون هذا الرزق متوفر لكل انسان بشكل يومي ولا ينقطع مهما كانت الظروف والاحوال ، هذا وان المصدر الاساسي للفرد للانفاق على توفير ضرورات العيش هو العمل ، الدولة هي رب الشعب وهي المسؤولة عن توفير فرص العمل لجميع البالغين ذكورا واناثا .
ـ نؤكد هنا قاعدة علمية حتمية وهي : عندما تشتد الحاجة الى الارزاق عن كثرة بشر وقلة عمل .. فان منظومة القيم الاخلاقية تبدأ بالانحلال .. وقبضة الفضيلة بالارتخاء .. فتموت على اثر ذلك الضمائر .. ويتحول حينئذ التنافس بين البشر على مصادر الرزق الى صراع مميت .. حيث يسحق الانسان أخيه الانسان لكي يكسب الرزق .. وبذلك يحل في المجتمع الصراع من أجل البقاء .. وهذه قمة المأساة الانسانية .
ـ من مبادئنا ان ما نراه حق يجب ان نقول عنه حق حتى لو كان من طرف ممن لا نحب ، وما نراه باطل يجب ان نقول عنه باطل حتى لو كان من طرف ممن نحب ، فالحق يعلو فوق العواطف ، يجب ان لا نسمح للكراهية ان توجهنا في تقييمنا لأعمال وأقوال من لا نحبهم ، كما يجب ان لا نسمح لعواطفنا ان تتحكم في قراراتنا ومواقفنا فنميل حيث تميل قلوبنا ، فذلك خطأ في التصرف وظلم للاخرين ، والحياد في المواقف خير من المواقف الخطأ .
ـ ثلاثة مستلزمات فقط اذا توفرت للانسان فانها تكفي لتمنحه الشعور بالسعادة حتى في حالة غياب المال او العيال :
1 ) الامان : ان يكون متمتعا بالامان على حياته وعلى ممتلكاته ، 2 ) الصحة : ان يكون متمتعا بالصحة العقلية والنفسية والبدنية ، 3 ) الحرية : ان يكون متمتعا بالحرية في اختياراته وفي قراراته .
ـ الحرية : حق من حقوق الانسان ، وتعرّف بانها صفة سلوك الانسان الذي يتصرف بملء ارادته دون وجود قيود او ضغوط عليه من محيطه الخارجي او اعاقه ذهنية من بدنه ، ويتمثل التصرف بملء الارادة في ( حرية الانتماء والاعتقاد ، حرية الاختيار والقرار ، حرية التعبير عن الرأي ) بشرط ان لا تتعارض هذه الحرية مع مباديء وقيم الحق ... فالحق يعلو ولا يعلى عليه ... موقع الحرية في ثوابت عقيدة الحياة المعاصرة : حقوق الانسان الاساسية ( الحياة ، الكرامة ، الحرية ) وهي حقوق ثابتة للانسان في كل مكان وزمان ، متطلبات الشعور بالسعادة ( الامن ، الصحة ، الحرية ) وهي المستلزمات الاساسية للشعور بالسعادة في كل مكان وزمان .
ـ التعامل بالمثل مبدأ حق ، من لا يحترم الحقوق الانسانية للاخرين لا يستحق ان تُحترم حقوقه ، الباديء بالعدوان لا يستحق ان يهنأ بالأمان ، التعامل مع الاشرار يجب ان يكون باللغة التي يفهمونها ، التصدي لقوى الشر يجب ان يكون بنفس اساليبهم وادواتهم ، لا ينبغي للاخيار ان يكونو مغفّلين فيسهل استغلالهم واستدراجهم الى مخططات الاشرار .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن