الحلقة العاشرة: منظمة -إلى الأمام-: حول الخط الإستراتيجي، الإيديولوجي، السياسي والتنظيمي - محاولة تركيبية

موقع 30 عشت
30ghocht@gmail.com

2019 / 1 / 7

يقدم موقع 30 غشت الحلقة العاشرة من مقالة " منظمة "إلى الأمام": حول الخط الإستراتيجي، الإيديولوجي، السياسي والتنظيمي ـــ محاولة تركيبية"، بقلم عسو أمزيان. وهي تضم المحاور التالية:
ح ــ "الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" في منظور "القيادة الجديدة".
د ــ التحالفات في منظور "القيادة الجديدة".
ه ــ "القيادة الجديدة": "مسلسل العنف الثوري الجماهيري".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الحلقة العاشرة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ح ــ "الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" في منظور "القيادة الجديدة"

"إن الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية تشكل الحل التاريخي لحسم التناقض الأساسي في مجتمعنا، نظرا للطبيعة التناحرية للتناقض بين الجماهير الشعبية والمعسكر الرجعي، فإن هذا التناقض لا يمكن حله بشكل نهائي عبر التعايش السلمي أو الحلول الإصلاحية، بل إن حله النهائي يكمن في إلحاق الهزيمة بمعسكر أعداء الشعب، والقضاء على سلطتهم السياسية ومصالحهم الاقتصادية وهيمنتهم الإيديولوجية، وفي نهاية الأمر القضاء عليهم كطبقات رجعية. إن الثورة وحدها قادرة على القضاء على السيطرة الامبريالية ببلادنا، وعلى البرجوازية الكمبرادورية وملاكي الأراضي الكبار، واستبدال سيطرتهم بسيطرة القوى الشعبية، وهذه الثورة كما سنرى لاحقا ثورة شعبية مسلحة."
يظهر جليا، كما تقول القيادة، أن "الحل التاريخي" ل "التناقض التناحري بين الجماهير الشعبية والمعسكر الرجعي"( "أن هذا التناقض لا يمكن حله بشكل نهائي" إلا ب) "الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية"، فبهذه "الثورة فقط يمكن حل التناقض الأساسي"، وكأننا هنا بصدد الثورة الاشتراكية، وليس بثورة وطنية ديمقراطية شعبية تشكل مقدمة للثورة الاشتراكية.
على العموم، إن الخطأ في تحديد التناقضات وتمييزها، وتحديد أطرافها، جعل منظور هذه "القيادة" يسقط طبيعيا في خطأ حل هذه التناقضات.
بعد هذا، قامت القيادة بالتفصيل في طبيعة هذه الثورة، وبلورة برنامجها للمرحلة:
ـــ "القضاء على البرجوازية الكمبرادورية وملاكي الأراضي الكبار والنظام الملكي الاستبدادي، وتحطيم جهاز الدولة الكمبرادورية وبناء الدولة الديموقراطية الشعبية المجسدة للسلطة الشعبية (سلطة المجالس الشعبية)".
ـــ "القضاء على الوجود الاستعماري ببلادنا وذلك بتحرير سبتة ومليلية والجزر الشمالية المغربية، والقضاء على جميع أشكال التواجد السياسي والعسكري للإمبريالية ببلادنا".
ـــ "إنجاز الثورة الزراعية والتي تنتزع الأرض من ملاكي الأراضي الكبار بالأساس، لتعطيها للفلاحين الفقراء بالخصوص، وللعمال الزراعيين طبقا لشعار: "الأرض لمن يحرثها". وسيكون دور التنظيمات الثورية الجماهيرية للفلاحين وللعمال الزراعيين حاسما، في إنجاز هذه العملية، .... إن الثورة الزراعية تهدف إلى القضاء على ملاكي الأراضي الكبار كطبقة، وكذا على علاقات الإنتاج شبه الإقطاعية في البادية"1.
ـــ "القضاء على السيطرة الإمبريالية والكمبرادورية على اقتصاد بلادنا، بتأميم كافة مصالحهم، بتكسير جميع علاقات التبعية الاقتصادية إزاء الإمبريالية، وبناء اقتصاد وطني مستقل عن الاقتصاد الإمبريالي، والقادر على الاستجابة للحاجيات الأساسية لشعبنا..."
ـــ "ضمان الشغل للجميع وضمان الحد الأدنى للأجور يوفر حياة إنسانية كريمة لكافة المأجورين، وتحسين الأوضاع المعاشية الاقتصادية والاجتماعية لكافة الجماهير الشعبية، وضع قانون للشغل يهدف إلى حماية الكادحين، تحسين شروط العمل وتعيين أوقات العمل، تقنين أوقات العمل"2.
"إن ترسيخ هذه المكتسبات يتطلب بالضرورة أن تلعب التنظيمات الجماهيرية للطبقة العاملة ولكافة الكادحين دورا حاسما في تعبئة الجماهير وبلورة إرادتها الجماعية"3.
ـــ "بناء ثقافة وطنية ديموقراطية شعبية وعلمية، مع ضمان الحقوق الثقافية لجميع مكونات شعبنا."
ـــ "تحرير المرأة المغربية من العبودية والاضطهاد والقيود التي تفرضها عليها العلاقات الاجتماعية العتيقة، وتحقيق مساواتها في جميع المجالات مع الرجل، مع ضمان حقوقها كأم" .
ـــ "مساندة كفاح الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، والنضال من أجل وحدة بلدان المغرب العربي، وحدة ديموقراطية نابعة من إرادة جماهيرها الشعبية"4.
ـــ "دعم كفاح الشعب الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني وإقامة دولته الديموقراطية فوق كامل ترابها الوطني، دعم كفاح الشعوب العربية ضد الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية من أجل التحرر الوطني، والديموقراطية والاشتراكية، الكفاح المشترك مع كافة الشعوب العربية من أجل وحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج."
ـــ "الدعم والتضامن مع جميع حركات التحرر الوطني وقوى التقدم والاشتراكية عبر العالم"،
برنامج "القيادة" هذا، تقول أنه "يمكن أن يشكل برنامج الحد الأدنى للتنظيمات الماركسية – اللينينية المغربية، والحزب الشيوعي، الذي نناضل من أجل المساهمة في بنائه”.
في أدبيات منظمة "إلى الامام" في مرحلتها الثورية (1970 / 1979)، تم استعمال مفهوم "الحزب البروليتاري المغربي" أو الحزب الماركسي ــ اللينيني"، أو "حزب البروليتاريا"، ولم نجد استعمال مفهوم "الحزب الشيوعي"، للإشارة إلى "الحزب الثوري"، كما أنه في هذه الفترة، كانت أغلبية الأحزاب التي تطلق على نفسها اسم "الحزب الشيوعي"، غارقة في وحل التحريفية، وأنه قبل هذه الفترة بقليل، كانت غالبية المنظمات الثورية التي قطعت مع خط التحريفية والإصلاحية، غالبا ما تتخذ اسم "المنظمات الماركسية ــ اللينينية". هذا الأمر لا يعني سوى انطلاق القيادة في التخلي عن إبراز الخط الإيديولوجي للمنظمة والالتحاق بزمرة "شيوعية خروتشوف".
بعد هذا، انتقلت "القيادة الجديدة" للحديث عن الطبقة المؤهلة للقيادة، حيث طرحت التساؤل التالي: " ماهي الطبقة المؤهلة لقيادة الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية في الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية؟" وكأن هناك ث.و.د.شعبية في إطار ثورة أخرى وعلى الطبقة العاملة قيادتها. أو أن هناك ثورة أخرى، غير الث. الو. الد. الشعبية في الث. الو. الد. الش..
على العموم، يبدو أن "اللخبطة"، هي عنوان التعاطي لا مع التناقضات فحسب، ولكن تسري "اللخبطة" على كل مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، الذي قدمته هذه "القيادة"، مع الحفاظ النسبي على بعض المواقف العامة، وذلك ابتداء من "اللخبطة" التي سادت عملية انطلاق "مسلسل إعادة البناء"، وترقيع، بانتقائية، ما جاءت به التيارات المتصارعة في فترة الانفجار السياسي والتنظيمي.
من بين هذه المواقف العامة هنا، رغم تجنبها أحيانا لبعض المفاهيم التي بلورتها المنظمة بهذا الصدد، نجد مسألة قيادة الطبقة العاملة للثورة الو.الد.الش. و"مواصلة مسلسل الثورة"، "إنجاز مهام الثورة الاشتراكية"، وضرورة بناء "تحالف شعبي" لكافة "الطبقات والفئات الشعبية".
"...أن الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية... إنجاز كافة مهامها وفتح الطريق أمام الثورة الاشتراكية، يتطلب بشكل حتمي قيادة الطبقة العاملة لكافة الطبقات والفئات الشعبية ذات المصلحة في الثورة."، وهذا " يحتم على كافة الشيوعيين المغاربة أن يناضلوا بدون كلل من أجل بناء الحزب المستقل للطبقة العاملة، كشرط ضروري لتمكنها فعلا من قيادة الجماهير الشعبية خلال مسيرة الثورة الشعبية، الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية والثورة الاشتراكية".
"الثورة الو.الد.الش. ليست هي الثورة الاشتراكية..." فهذه الأخيرة "تهدف إلى إقامة سلطة ديكتاتورية البروليتاريا..." أما "الث.الو.الد.الش. فهي تسعى إلى إقامة نظام الديمقراطية الشعبية، الذي تجسده الجمهورية الديمقراطية الشعبية..." وأن "المضمون الجوهري لنظام الديكتاتورية الديمقراطية الشعبية هو الديكتاتورية ضد اعداء الشعب والديمقراطية للشعب، ففي هذا النظام إن الطبقات والفئات الشعبية (الطبقة العاملة والفلاحين، أشباه البروليتاريا، البرجوازية الصغيرة، البرجوازية الوطنية التقدمية) وقواها الوطنية الديمقراطية المنظمة...."
كما نرى هنا، فقد انتبهت "القيادة الجديدة" هنا في عرضها للمواقف العامة بخصوص الثورة الو.الد.الش. ودور الطبقة العاملة والفلاحين فيها، إلى ما أسمته سابقا ب"الجناح التقدمي" ل"البرجوازية الوطنية"، والذي قالت سابقا أنه "سيلتحق بالجماهير الشعبية"، فمنحته هذه المرة مفهوم "البرجوازية الوطنية التقدمية"، وهو مفهوم يجب تحديد اختلاف أرضيته الطبقية عن ما أسمته تلك "القيادة" ب "الجناح المحافظ" لهذه البرجوازية.
انتقلت القيادة بعد هذا، للحديث عن ما اصطلحت عليه ب"الحزب الشيوعي"، والذي منحته مفاهيم متنوعة، فأحيانا هو "الحزب المستقل للطبقة العاملة"، أو "الحزب الثوري المستقل"، أو "الحزب الثوري البروليتاري"...، كما تحدثت عن التشكيلة الاجتماعية لهذا الحزب الذي "يجب أن يضم في صفوفه إلى جانب الفصائل البروليتارية الطليعية، التي يجب أن تحتل المواقع القيادية والإستراتيجية داخل الحزب، الفصائل والعناصر الطليعية من الطبقات والفئات الأكثر ثورية في المجتمع"، وهذا لتجنب النزعة العمالوية للحزب، وهذا الحديث يتناقض وما سطرته هذه "القيادة" في مهامها سابقا حول "التجذر وسط الطبقة العاملة".

د ــ التحالفات في منظور "القيادة الجديدة"

تقول "القيادة الجديدة": "إن مشاركة كافة الطبقات والفئات الاجتماعية الشعبية في الثورة مسألة ضرورية لانتصار الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية، لهذا يطرح على الشيوعيين المغاربة ليس فقط تحديد العدو بدقة، ولكن كذلك تحديد القوى الثورية في كل مرحلة وفي كل فترة من فترات هذه المرحلة، وتحديد من هم الحلفاء الاستراتيجيون للطبقة العاملة، ومن هم حلفاؤها المؤقتين، ومن هي القوى التي يجب الاكتفاء بتحييدها."
كما أنه: "يجب بناء وهيكلة التحالف الشعبي في إطار ما يمكن نعته حاليا بالجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية... والتي تضم كافة القوى المعبرة عن مصالح الطبقات والفئات الشعبية:
الطبقة العاملة، الفلاحون، أشباه البروليتاريا، البرجوازية الصغيرة، الجناح التقدمي من البرجوازية الوطنية."، وأن هذه "الجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية تشكل إلى جانب الحزب البروليتاري والجيش الشعبي، إحدى الأدوات الثلاث الرئيسية لانتصار الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية واستكمال مهامها وفتح الطريق أمام الثورة الاشتراكية. فبدون هذه الجبهة ستظل القوى الثورية مبعثرة ويصعب عليها الانتصار على العدو الطبقي."
ما يلاحظ هنا، قبل الاستمرار في عرض وجهة نظر "القيادة الجديدة" حول التحالفات، هو وضع "الأدوات الثلاث الرئيسية لانتصار الثورة" بشكل متواز، ولا يظهر هنا أي ترابط داخلي بينها، وكأن مهمة بناء الحزب شيء لوحده، أي سيرورة لوحدها، وأن بناء الجبهة سيرورة أخرى، قد تربطها علاقة بالحزب، علاقة خارجية، في فترة ما، وقس على ذلك "الجيش الشعبي" الذي نسجل حضوره لأول مرة في طرح "القيادة الجديدة"، والذي لا نعرف حتى اللحظة كيف سيبنى، ومن طرف من، وبأي مهام؟
تقول إذن "القيادة الجديدة" بهذا الصدد، "إن قيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي للجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية مسألة ضرورية لضمان الانتصار الشامل للثورة الديموقراطية الشعبية... لكنه من الخاطئ رهن قيام هذه الجبهة والمشاركة فيها بالقدرة الفعلية للطبقة على قيادتها. إن الشرطين الأساسيين لمشاركة الحزب الشيوعي (أو القوى الماركسية اللينينية قبل إنشاء الحزب الشيوعي) في هذه الجبهة هما أولا، أن تخدم الجبهة مصلحة الثورة الشعبية، وثانيا، أن يحافظ الحزب على استقلاليته الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية بالنسبة للقوى الأخرى المشاركة في الجبهة. إن الاستقلالية تسمح للحزب الشيوعي من مواصلة كفاحه الخاص على أساس برنامجه، إلى جانب المساهمة بتفاني وإخلاص في النضال الوحدوي داخل الجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية، وهذا ما يوفر تدريجيا للطبقة العاملة وحزبها الشيوعي شروط قيادتها للجبهة."
إن الفكرة المركزية هنا التي تثير التساؤل، وتتطلب التوضيح، هي من سيطلق عملية بناء هذه الجبهة؟ فإن كان" من الخاطئ رهن قيامها بالقدرة الفعلية للطبقة (الطبقة العاملة و"حزبها الشيوعي") على قيادتها" فمن سيعمل على قيامها5 وقيادتها في غياب الطبقة العاملة وحزبها فيها؟ هذا لا يعني سوى أن تشكل هذه "الجبهة" قد يسبق تشكل "الحزب الشيوعي"، وأن هذا الأخير سيعمل لاحقا بعد بنائه على "المشاركة في هذه الجبهة" إن كانت "تخدم الثورة الشعبية" (والمقصود هنا الث. الو. الد. الشعبية لا غيرها)، وهذه المشاركة هنا لا تعني سوى التموقع ذيليا وسط هذه الجبهة، أما إذا لم يكن بناؤه قد تم والجبهة قد تشكلت، فمسألة المشاركة هنا تلقى على عاتق القوى الماركسية اللينينية، وهي الأخرى لن تكون إلا ذيلية داخل الجبهة، وذلك بشرط، أي شرط المشاركة والذيلية في الجبهة، أن تخدم هذه الجبهة مصلحة الثورة الشعبية. (فكيف إذن لهذه الجبهة أن تخدم الثورة الشعبية في غياب القوى الثورية من على قيادتها، أم أن المقصود، وهو غير منطوق، في خلفية هذه « القيادة » هو ما تسميه ب « البرجوازية الوطنية التقدمية »)
إن إمكانية أن تخدم هذه الجبهة الثورة الشعبية واردة لدى "القيادة الجديدة"، رغم غياب "الحزب الشيوعي"، وأن وجود القوى الماركسية اللينينية فيها ليس سوى من موقع المشاركة والذيلية في هذه الجبهة لا غير. فعلى أي أساس طبقي أولا، وأي خط سياسي ثانيا، يمكن أن تخدم هذه الجبهة6 مصلحة الثورة7 في غياب القوى الطبقية الثورية الحقيقية؟
في نفس الاتجاه، تقول هذه "القيادة" أنه على الحزب، "أن يحافظ على استقلاليته الإيديولوجية والسياسية والتنظيمية بالنسبة للقوى الأخرى المشاركة في الجبهة..."، على الحزب إذن أن يشارك وهو مستقل كليا عن باقي القوى، وهذه الأخيرة هي كذلك مشاركة، فلمن قيادة الجبهة إذن؟ أم هي من دون قيادة؟ ثانيا، من هي هذه القوى الأخرى المشاركة، لأن حديث "القيادة" سابقا حول مكونات هذه الجبهة، كان حول طبقات وفئات اجتماعية، ولم تثر أي حديث عن قوى سياسية محددة، إلا في حالة واحدة حين أثارت هذه "القيادة" مسألة "التحالف الشعبي الذي يجمع في خندق واحد كافة الطبقات والفئات الشعبية، وقواها الوطنية الديموقراطية" في ظرفية تاريخية حددتها تلك "القيادة" في "تحول الثورة الوطنية الديموقراطية الشعبية إلى ثورة اشتراكية"، وهي "تتطلب بالضرورة قيادة الطبقة العاملة وحزبها الثوري، وبنائها لتحالف متين بين العمال والفلاحين، التحالف العمالي الفلاحي، وهيمنتها وسط التحالف الشعبي الذي يجمع ...".
في الحقيقة هناك التواء في طرح "القيادة" لتصورها، إلا أن الفقرة الأخيرة قد أوضحت على الأقل المنظور المرحلوي "للقيادة"، فمسألة بناء الحزب البروليتاري والتحالف العمالي الفلاحي ليستا بالمهام العاجلة والأساسية في بناء الجبهة الو.الد. الشعبية، بل لهما ضرورة في "فترة" "تحول الثورة الو.الد. الشعبية إلى ثورة اشتراكية"، أما قبل هذا التحول، فلهما، إن وجدا، المشاركة فقط، مع حفاظ الحزب على استقلاليته، كي يستطيع "مواصلة كفاحه الخاص على أساس برنامجه، إلى جانب المساهمة ... في النضال الوحدوي داخل الجبهة...وهذا ما يوفر تدريجيا للطبقة العاملة وحزبها الشيوعي شروط قيادتها للجبهة". وقيادته هذه للجبهة لن تكون ضرورية ومطلوبة إلا في "فترة" تحول "الثورة الشعبية" إلى "ثورة اشتراكية".
هناك إذن مرحلة تكون فيها الطبقة العاملة، وحزبها إن وجد، مشاركة فقط في الجبهة، وحين الانتقال إلى مرحلة أخرى على الطبقة العاملة وحزبها وتحالفها مع الفلاحين قيادة الجبهة من أجل الثورة الاشتراكية. لنركز إذن على المرحلة الأولى، التي قد تشارك فيها القوى الماركسية اللينينية في الجبهة، أليست هذه صورة أخرى من مفهوم "الجبهة العريضة"، أو "جبهة القوى الديمقراطية والثورية" التي طرحها سابقا الخط الانتهازي اليميني، والتي فيها ستشارك القوى الماركسية اللينينية من موقع ذيلي؟ والتي رفضها قادة هذا الخط التحريفي بدعوى الذهاب المباشر "للقلعات البروليتارية".
للمزيد من الالتواء تقول "القيادة الجديدة" أن بناء الحزب الشيوعي للبروليتاريا مسلسل طويل وشاق..." وأن " بناء الجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية … هو مسلسل طويل ويواكب مسلسل بناء الحزب الشيوعي. إنهما عمليتان مترابطتان"، " لكن القطب الرئيسي في عملية بناء الحزب وبناء الجبهة يظل هو بناء الحزب" في نقس الوقت، ومن جهة "مسلسل بناء الجبهة"، تقول "القيادة"، ان هناك جانب فيها، هو " التحالف السياسي على أساس برنامج الجبهة، برنامج جبهوي واضح محدد جماعيا، وفي إطار تنظيم جبهوي واحد لكافة القوى الثورية والجماهيرية ومع حفاظ هذه القوى على استقلاليتها السياسية والتنظيمية، لتخلص إلى "أن الجبهة الوطنية الديموقراطية الشعبية، التي يجب أن يناضل الثوريون من أجل بنائها هي في نفس الوقت تحالف من فوق، بين قيادات المنظمات المتحالفة وكذلك تحالف منظم على مستوى القواعد.".
لنضع هذه الخلاصة أمام طرح المنظمة السابق حول الجبهة، من حيث طبيعتها، لجانها، برنامجها وأهدافها، كي تتضح صورة الانحراف السياسي والتنظيمي والإستراتيجي عن خط المنظمة. ثانيا، لم تحدد "القيادة الجديدة" ما هو ذاك "الجيش الشعبي" الذي وضعته ك "أداة ثالثة من ادوات الثورة"، وموقعه في كل هذه "المسلسلات" : "مسلسل إعادة بناء المنظمة"، "مسلسل بناء الحزب"، مسلسل بناء الجبهة". أم هو الآخر سيكون له "مسلسل" خاص به؟

ه ــ "القيادة الجديدة": "مسلسل العنف الثوري الجماهيري"

في عرض "القيادة" ل "أسلوب حسم السلطة"، نقرأ : "إن أسلوب العنف الثوري الصحيح هو العنف الثوري الجماهيري " وأن هذا "العنف الثوري الجماهيري يجب أن يكون منظما حتى لا يتم السقوط في العفوية، التي تؤدي إلى إهدار الطاقات الثورية الجماهيرية ثم إلى الفشل واليأس."، وهو ما يعني أن هناك "عنفا ثوريا جماهيريا غير منظم، أي عفويا" لهذا، بالنسبة "للقيادة" يجب "تنظيم العنف الثوري للجماهير في هذا الميدان"، وذلك "على واجهتين: فمن جهة أولى يتم بالعمل على تفجير الطاقات الخلاقة للجماهير... وتدريبها على أساليب النضال الجماهيري العنيف، وتأطير مبادراتها الثورية العنيفة، وذلك لتتمكن من الدفاع عن نفسها أثناء هجومات الأجهزة القمعية...."
"ومن جهة ثانية وفي ظرف معين من تقدم مسلسل الثورة، تقوم القوى الثورية وعلى رأسها الحزب الشيوعي بإنشاء أجهزة ثورية كأنوية أولى للجيش الشعبي، الذرع المسلح للجماهير الشعبية وأداتها الأساسية في مواجهة الأجهزة القمعية للعدو الطبقي.".
يظهر أن" الجيش الشعبي" كإحدى واجهتي "تنظيم العنف الثوري للجماهير"، سيكون تأسيسه من مهام "الحزب الشيوعي" "في ظرف معين من تقدم مسلسل الثورة"8، وهو، "الجيش الشعبي"، يشكل "الذرع المسلح للجماهير الشعبية وأداتها الأساسية"، إلا أنه، تقول "القيادة": "من المحتمل جدا أن يشكل العنف الثوري الجماهيري مسلسلا طويلا قد يتطور ويتعمق مع الزمن" (مع الوقت). كما أن "مسلسل العنف الثوري الجماهيري" لن "يتوفر له التنظيم المحكم" (أي لن يكون منظما)، ولن تكون له "آفاقا واضحة وطول النفس والانتصار الشامل" إلا إن كانت "الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي" في قيادته".
لا نفهم صراحة هذا القول، فهذا "الجيش الشعبي" الذي سيكون "الاداة الأساسية" لهذا "العنف الثوري الجماهيري" هو أصلا من تأسيس "الحزب الشيوعي" للطبقة العاملة، فكيف إذن أنه لن يتوفر لهذا العنف... التنظيم والآفاق والنفس والانتصار..، إلا إذا كان ذاك الحزب نفسه الذي أسسه، هو من سيقوده.
على أي ما يهمنا هنا، هو أننا نسجل مرة أخرى، مسلسلا آخر ينضاف لمسلسلات "القيادة الجديدة"، وهو "مسلسل العنف الثوري الجماهيري" الذي سيصبح "مسلسلا منظما" مع "مسلسل بناء الجيش الشعبي".
يتضح من كل هذا، أن "مسلسل العنف الثوري الجماهيري" يوازيه "مسلسل "جبهة شعبية من دون "الحزب الشيوعي" " (ومن دون التحالف العمالي الفلاحي، لكن فقط مشاركة القوى الماركسية ــ اللينينية). وأن "مسلسل العنف الثوري الجماهيري المنظم" (أي الذي يؤسس له "الجيش الشعبي")، يقابله "مسلسل الجبهة الشعبية بقيادة الطبقة العاملة وحزبها الشيوعي"، وهذا "المسلسل الأخير" يقابله "مسلسل تحول الثورة الو.الد.الش. إلى الثورة الاشتراكية" (أي "الظرف المعين من تقدم مسلسل الثورة")
لقد قامت "القيادة الجديدة" بتجزيء الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" إلى قسمين، مرحلة ما قبل تحولها إلى ثورة اشتراكية، ومرحلة تحولها إليها. ففي الأولى هناك مشاركة فقط ل "الحزب الشيوعي" إن تم بناؤه، وفي حالة العكس، فمشاركة القوى الماركسية اللينينية" في إطار جبهة شعبية تضم الطبقات والفئات الشعبية والقوى الوطنية الديمقراطية (الجناح التقدمي للبرجوازية الوطنية)، مع تفجير الطاقات الخلاقة للجماهير (العنف الثوري الجماهيري، وهو هنا غير منظم وليس بعد بقيادة "الجيش الشعبي"). وفي الثانية، أي في فترة التحول إلى ثورة اشتراكية، فهي تتطلب قيادة الطبقة العاملة وحزبها وتحالفها مع الفلاحين، وتنظيم "العنف الثوري الجماهيري" ومنحه الافاق الواضحة.
أليس هذا التصور، وهو هنا ملتوي وأطروحته لم تنكشف بعد بشكل واضح ومتكامل، أليس هو ما تحدثت عنه المنظمة في واحدة من أبرز وثائقها حول الانتهازية اليمينية وسط الحركة الماركسية اللينينية المغربية، ونعني هنا وثيقة "المرحلوية او المنشفية الجديدة".
لقد قامت "القيادة الجديدة" بتجزيء خط المنظمة بصدد مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية كمرحلة أولى ومقدمة لمرحلة الثورة الاشتراكية (انظر خط المنظمة في المقالة الأولى)، إلى شطرين، أو مسلسلين منفصلين، حيث أصبحت هنا الثورة الاشتراكية هي عنوان لمرحلة ثالثة ومنفصلة عن سابقاتها، أي الث.الو.الد. الشعبية، وهذه الأخيرة أصبحت تتشكل من مرحلتين كل واحدة منها منفصلة عن الاخرى.
بكل تركيز إذن، نسجل

1 ــ مرحلة الث. الو.الد. الشعبية:
تقودها جبهة شعبية، لا نعلم لمن هي قيادتها ولا نعلم من سيعمل على بنائها ووضع برنامج لها. فهي تعرف فقط مشاركة الطبقة العاملة وحزبها إن وجد، أو فقط مشاركة القوى الماركسية اللينينية إن كان برنامج هذه الجبهة يخدم تلك الثورة.

2 ــ مرحلة تحول هذه الث.الو.الد. الشعبية إلى ثورة اشتراكية، مع ضرورة أن تكون قيادة الجبهة في هذه المرحلة (وليس في المرحلة السابقة عليها) للطبقة العاملة وحزبها وضرورة التحالف العمالي الفلاحي، وإنشاء أجهزة ثورية كأنوية أولى للجيش الشعبي... أما كيف ستتم كل هذه العملية من التحول وانتقال القيادة إلى الطبقة العاملة وحزبها، فلا شيء في تصور "القيادة الجديدة" يوحي بهذا.

3 ــ مرحلة الثورة الاشتراكية، التي لا نعلم عنها حتى اللحظة أي شيء، إلا ما كان من أمر ما يتعلق "بإقامة سلطة ديكتاتورية البروليتاريا".

يظهر إذن أن "القيادة الجديدة" تبنت هنا منظور الخط اليميني وسط الحملم، حيث قامت بزرع هذه الاطروحة اليمينية في خط المنظمة، ومنحتها الأولوية، وهو ما تبينه أطروحتها للمرحلة الأولى (النقطة 1) من الث.الو.الد. الشعبية، كما عملت على إبعاد وتأجيل منظور الخط الثوري للمنظمة، حيث طرحته وبشكل مشوه، كمرحلة ثانية (النقطة 2) من الث.الو.الد. الشعبية وسيرورة تحولها إلى ثورة اشتراكية، من دون طرح أي تمفصل أو ربط داخلي بين ما وضعته كمرحلتين للث. الو.الد. الشعبية، ولا بين هذه الاخيرة والثورة الاشتراكية .
نتوقف اللحظة عند ما تسميه هذه "القيادة الجديدة" ب "العنف الثوري الجماهيري المنظم"، فقد اعتبرته إطارا يضم أشكالا مختلفة، هكذا نجد لدى هذه "القيادة"، أن حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد والانتفاضة الجماهيرية المسلحة وغيرهما، هي أشكال فقط لهذا العنف الثوري، وان "التحديد الدقيق للشكل أو الأشكال التي سيتخذها (بخصوص قضية الثورة المغربية)... سيمكن القيام به في المستقبل"، فبالنسبة لها " في الفترة الحالية فإن تبني صيغة العنف الثوري الجماهيري المنظم كاف للقيام بجميع مهامنا...".
بداية قامت "القيادة الجديدة" بما أسمته "تمييز الثوريين عن الإصلاحيين وعن مختلف أصناف الانتهازية" بناء على "الموقف من العنف الثوري"، وهذا الأخير بالنسبة لها هو "ضرورة للقضاء على سلطة العدو الطبقي...". بعد النأي هنا بنفسها عن الإصلاحية والانتهازية، قامت بمنح هذا "العنف الثوري" طابعة الجماهيري لإبعاده عما أسمته ب "جميع الأشكال الفوقية والنخبوية… التي لا تشارك فيها الجماهير… الانقلابات العسكرية للبلانكية، للغيفارية ولجميع أشكال العنف الثوري، التي تصارع فيها النخب الثورية أجهزة الدولة القمعية بمعزل عن الجماهير"، لتخلص في النهاية إلى ان "أسلوب العنف الثوري الصحيح هو العنف الثوري الجماهيري". وكأن منظمة "إلى الأمام" لم تحسم من قبل، في مرحلتها الثورية، في قضية العنف الثوري. على أي، لقد قامت هنا "القيادة" بالتخلي عن حرب التحرير الشعبية الطويلة الامد، التي اعتمدتها المنظمة سابقا في خطها الاستراتيجي، بدعوى الاختلاف عن الصين والفيتنام، حيث تقول "القيادة"، أن هذين الأخيرين "بلدين فلاحيين..." وأنه في "الصين والفيتنام لعبت البادية والفلاحون الدور الرئيسي والحاسم في الثورة، بينما ظل دور المدن رغم أهميته ثانويا بالنسبة للبادية.." "أما في المغرب فإن المدن ستلعب بدون شك، نظرا لأهميتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولطاقاتها البشرية دورا هاما جدا في الثورة من بدايتها (...) إلى نهايتها" لأن " بلادنا تتوفر على طبقة عاملة قوية بالمقارنة مع البلدين المذكورين آنذاك وتتميز بكون 40% من سكانه يوجدون في المدن، وهذه النسبة ترتفع باستمرار وبسرعة"9.
إن تبني صيغة "العنف الثوري الجماهيري المنظم" واعتباره من مهام "المرحلة الثانية من الث.الو.الد. الشعبية" (انظر الفقرات أعلاه) هو عمليا تخل عن استراتيجية حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد، ومقدمة للتخلي عن أحد عناصر الخط الإيديولوجي لمنظمة "إلى الأمام" (اسهامات ماو تسي تونغ أو خط ماو) منذ تأسيسها، ويلقي في نفس الوقت بهذا "العنف الثوري..." على عاتق الطبقة العاملة وحلفائها (المرحلة الثانية) ويعفي من ممارسته أصحاب "الجبهة الشعبية" (المرحلة الاولى) التي هي من دون قيادة، والتي تعرف فقط مشاركة القوى الماركسية اللينينية فيها. كما أنه من قال بأن هذا "العنف الثوري الجماهيري المنظم" إطارا جامعا لأشكال مختلفة، والذي لم يكن إلا غطاء للتخلي عن حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد، وليس هو خاصية مشتركة وعنصرا مشتركا لمختلف الإستراتيجيات العسكرية الثورية غير مفصولة عن خط استراتيجي وسياسي محددين. ونضيف، أليست من طبيعة العنف الثوري أن يكون منظما وجماهيريا، وإلا فقد طبيعته الثورية- طبعا من المنظور البروليتاري، الماركسي ــ اللينيني الثوري- وكان انقلابيا بلانكيا، أو نزعة مغامراتية لا خط سياسي استراتيجي يأتي هذا العنف لخدمة اهدافه. إن خاصية "التنظيم والجماهيرية" التي تم إلباسها للعنف الثوري هنا لدى "القيادة الجديدة" لتمرير التخلي عن حرب التحرير الشعبية، هي في الأصل من طبيعة الحزب البروليتاري الثوري، والعنف الذي يمارسه الحزب البروليتاري الثوري في مواجهة العنف الرجعي للطبقات السائدة، سواء دفاعا أو هجوما، هو بالضرورة منظم وجماهيري، لذا فليس من المنطقي في شيء وضع ما أسمته هذه "القيادة الجديدة" ب "العنف الثوري الجماهيري المنظم" إطارا عاما يضم هذا "الشكل او ذاك"، بل إن المنطقي والتاريخي، أن العنف الثوري من طبيعته ان يكون منظما وجماهيريا، وأن هاتين الخاصيتين الأخيرتين هما عنصرين يجب العمل على بنائهما وتحقيقهما ضمن هذه الاستراتيجية السياسية ـــ العسكرية أو تلك10، طبعا إن هذا يكون ضمن عمل الحزب البروليتاري، الذي هو بالضرورة، ومن الضرورة أن يكون حزبا طليعيا، منظما وجماهيريا.

الهوامش:

1 ــ يبدو أن "القيادة الجديدة"، وهي تضع برنامجها في المرحلة الراهنة، قد نسيت أنها في فقرة سابقة، قد طرحت بوضوح أنه "من السابق لأوانه تشكيل الاتحادات الفلاحية تؤطر النضال الشمولي للفلاحين، بما فيه النضال الثوري من أجل الأرض...”. في نفس الوقت تطرح "القيادة هنا مسألة "التنظيمات الثورية الجماهيرية للفلاحين وللعمال الزراعيين"، مع أنها قد طرحت سابقا العمل وسط الفلاحين بأفق "بناء أجهزة نقابية علنية ومكشوفة، في إطار نقابتي ك.د.ش. و إ. م. ش.، للدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للفلاحين والعمال الزراعيين...”، ولم تتحدث ولو مرة واحدة بخصوص مشروعها في العمل وسط الفلاحين، عن شيء اسمه "التنظيمات الثورية الجماهيرية للفلاحين والعمال الزراعيين". وفوق هذا، لم تحدد هذه "القيادة" كيف لها أن تبني هذه التنظيمات، ودور هذه الأخيرة في الثورة الوطنية الد. الش. وموقعها في "التحالف الشعبي"….
2 ــ لا نفهم هنا مغزى "حماية الكادحين". من هم هؤلاء في ظل انتصار الثو. الو. الد. الش. وفي ظل ما يسميه هذا البرنامج ب "الدولة الديموقراطية الشعبية المجسدة للسلطة الشعبية (سلطة المجالس الشعبية).
3 ــ "التنظيمات الجماهيرية للطبقة العاملة...”، لم يسبق لهذه القيادة ان أثارت شيئا حول ما هي هذه "التنظيمات الجماهيرية"، ومن يعمل على بنائها، وفي أي إطار تندرج عملية بنائها...
4 ــ لم تعد هنا قضية "الصحراء الغربية" مرتبطة بمشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية بالغرب العربي، كما أن طرح "تقرير المصير والاستقلال" بهذا الشكل هو مجرد من أي إطار استراتيجي يخدم المشروع التاريخي للبروليتاريا، وهو ما يعني تركه بيد القوى الإمبريالية والرجعية ومصالحهما بالمنطقة.
5 ــ انظر وجهة نظر المنظمة سابقا بهذا الصدد حول الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية (الجبهة الثورية الشعبية) الصيغة السياسية والتنظيمية للثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
6 ــ الجبهة المقصودة هنا، هي جبهة "الطبقات والفئات الشعبية"، وهي التي تطلق عليها هنا "القيادة الجديدة" مفهوم "الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية"، فليس هناك أي حديث عن أي جبهة أخرى غيرها.
7 ــ سنستبق الحديث هنا، للإشارة فقط إلى أن هذا الحديث بأكمله حول هذه الجبهة، تشكلها وغياب القيادة الطبقية الثورية فيها...، ما هو إلا تأسيس لطرح تحريفي يعتقد بإمكانية ان تقوم ما تسميه ب "البرجوازية الوطنية التقدمية" بمهمة بناء جبهة تخدم مصلحة الثورة الو الد، لكون جزء من مصالحها المرحلية، بالنسبة لهذا الخط، تتقاطع مع مصالح الطبقات والفئات الشعبية، والتي تشكل هي طرفا في تحالفها. فهي حليف لا استراتيجي للطبقة العاملة، بل مرحلي، يخص المرحلة الأولى فقط، ولهذا من الممكن بالنسبة لهذا الخط التحريفي، أن تلعب هذه الفئة دورا مهما في انطلاق المرحلة الأولى حيث تكتفي الطبقات الأخرى بالمشاركة فقط، على أن استكمال مهام الثورة، أي بعد المرحلة الأولى، يلقى على الطبقة العاملة وحلفائها الاستراتيجيين. وهذا لا يعني سوى الفصل بين المرحلتين، وتغييب التناقض الأساسي في المرحلة الأولى، بتغييب القيادة الطبقية الثورية للجبهة التي لن تعمل إلا على حل التناقض الرئيسي، وهو هنا بين كافة الطبقات والفئات الشعبية بقيادة "البرجوازية الوطنية التقدمية" و"الأعداء الطبقيين".
8 ــ نخبر القارئ هنا، أن ما تقصده هذه "القيادة" ب "الظرف المعين من ...” ما هو إلا ما تسميه ب "فترة التحول من الث. الو. الد. الشعبية إلى الثورة الاشتراكية".
9 ــ ومع ذلك، لم تستطع هنا هذه "القيادة" أن تحسم لمن هو الدور الرئيسي في الثورة، حيث تقول بخصوص دور "البادية"، أنها "ستلعب هي الأخرى دورا لا يقل أهمية عن دور المدن، وذلك نظرا لطاقتها البشرية والاقتصادية، وللدور السياسي والنضالي لجماهير العمال الزراعيين والفلاحين."
10 ــ إن حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد مثلا هي من طبيعتها أن تكون منظمة وجماهيرية، وهاتين الخاصيتين الأخيرتين هما عنصرين تشترك فيهما هذه الاستراتيجية مع استراتيجيات أخرى، كالانتفاضة المسلحة مثلا. فهذه الأخيرة تظهر وكأنها محددة في المكان والزمان ومحددة بأهداف عاجلة وجب تحقيقها للمرور إلى ما بعدها. أما استراتيجية حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد فهي حرب مرتبطة بالصراع ضد الإمبريالية، حتى بعد القضاء على عملائها بالداخل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يتبع بالحلقة الحادية عشرة، وهي تتضمن المحاور التالية:
6 ــ تغييب نظرية للتنظيم وتحطيم بنية المنظمة: "القيادة الجديدة" و"مسلسل الترميم".
7 ــ ندوة فرع الداخل (يناير / فبراير 1983): ترسيم القطيعة مع الخط الثوري للمنظمة والدوران في الفراغ.
8 ــ في البرنامج العام ل"قيادة إعادة البناء".
9 ــ السياق العام الذي جرى فيه "مسلسل إعادة البناء" (1980 ــ 1985).
10 ــ الوضع الداخلي ل "إلى الأمام" من انطلاق "مسلسل إعادة البناء" إلى ضربة خريف 1985.


موقع 30 غشت
http://www.30aout.info



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن