مجتمعات الركض مع التيار

جمشيد ابراهيم
jd-ibrahim@hotmail.de

2019 / 1 / 4

و لان اكثرية الناس تمشي مع التيار تبنى المستثمر Sir JohnTempelton استراتيجية التحرك ضد التيار Moving against the Current ففي الوقت الذي كانت الناس تتهافت على بيع الاسهم خشية من انخفاض قيمتها حسب التوقعات بدأ يشترى و عند الاقبال على شراء الاسهم نظرا لارتفاع قيمتها وفق التنبؤات بدأ يبيع. هكذا اصبح ثريا و الى جانب هذا المستثمر المجازف هناك الاستراتيجية الحذرة Caution Strategy ينتظر وفقها المستثمر ليستثمر في بضائع الجماهيرMass Markt لخفض قيمتها و كثرة عدد الزبائن و هناك القصاب Asset Stripper الذي يشتري مصنع ليذبحه و يبيعه قطعة قطعة لان بيع الاجزاء يأتي بارباح اكثر.

يمكن تطبيق الاستراتيجية الاستثمارية على جميع نواحي الحياة. يحتاج الانسان في مجتمعات التفكير باتجاه التيار ان يعاند و يفكر جانبيا - ان يتحدى التيار - لا يخاف من المخاطر لكي يتقرب من الحقيقة. جازف - عاند قرارات الحكومة و الحزب و الدين و الوالد - قف ضد التيارات الدينية - تحدى العادات و التقاليد و اذا كنت تخاف من العقوبات عليك ان تجد طرق غير مباشرة او خفية. لا تتكيف مع الاكثرية - سر مع الاقلية.

هناك في اوربا الغربية عدد من مفكري ضد التيار او ما يسمى بالالمانية Querdenker الذي لا يخاف ان يكسر تيارات التقاليد الفكرية و الظاهر ان الانجليزية ليست لها كلمة مقابلة لها لذا تصفها بالتفكير الجانبي او الاخرق و العنيد Awkward and intransigent thinker و اني لم اجد كلمة في لغة شرقية تقابلها - طبعا لا يوجد هذا المفهوم في مجتمعات الركض مع التيار و ما تسميه قناة الجزيرة بالاتجاه المعاكس ليس الا تبني طرق اوربية غربية و لكنك لا تجد اتجاها معاكسا بل الركض باتجاه تيارين لا اكثر. تسمي الالمانية السير مع التيار بـ Herdentrieb اي غريزة السير مع القطيع في عالم الحيوان.
www.jamshid-ibrahim.net



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن