بين الشهيدين المهدي وعمر...

محمد الحنفي
sihanafi@gmail.com

2018 / 12 / 25

إلـــــــى:

روح الشهيدين:
ـ المهدي بنبركة.
عمر بنجلون.

محمد الحنفي

(1)
عندما كان الشهيد المهدي...
قائدا لليسار...
في عز انبعاث اليسار...
في روضة...
لا وجود فيها...
لغير الحريصين...
على انبعاث اليسار...
(2)
والآمنون...
على مستقبلهم...
لا يهتمون...
بمستقبل الشعب...
ولا يسعون...
إلى ضمان تمتعه...
بحق التحرر...
بحق ديمقراطيته...
بحق العدالة...
في توزيع الثروات...
في تقديم الخدمات...
حتى يطمئن الشعب...
على القادم...
من كل الأجيال...
(3)
والاهتمام...
بمستقبل الشعب...
ليس من شأن الإقطاع...
ولا من شأن بورجوازية...
متخلفة...
ولا من شأن أي طبقة...
تتطلع...
إلى أن تصير ممارسة...
للاستغلال...
إلى أن يصير...
استغلال العمال...
والأجراء...
وكل الكادحين...
في وقت...
يتزعم فيه النقابة...
في فرعه...
في إقليمه...
في جهته...
أو يتزعم حزب اليسار...
أو يدعي أنه لليسار...
حتى يطمئن العمال / الأجراء...
إلى زعيم النقابة...
إلى زعيم حزب اليسار....
فلا يبالي...
بما يمارسه...
أي زعيم...
من الاستغلال...
حتى يصير العمال / الأجراء...
فاقدين لكل القدرات...
على العيش الكريم...
(4)
ويصير...
زعيم النقابة...
أو زعيم حزب اليسار...
يتمتع...
بدخل عظيم...
يتوسع...
في ملكية الأرض...
في ملكية...
عقارات السكن...
عقارات للاتجار...
في كل شيء...
يمارس الاستثمار...
في مجال الزراعة...
في مجال التجارة...
في مجال الصناعة...
ولا يمتع...
كل العمال / الأجراء...
بأي حقوق...
وما يدعيه...
على رأس النقابة...
أو على رأس اليسار...
لا وجود له...
في ممارسته...
في حق العمال / الأجراء...
في حق الكادحين...
في حق الشعب العزيز...
(5)
والشهيد المهدي...
الضحى بما لديه...
كان يعتقد...
أن تضحيته...
التطابق فكره...
وممارسته...
لأجل تحقيق الأمل...
لسعادة الشعب...
لسعادة كل إنسان...
من الشعب...
والاطمئنان...
على مستقبل...
كل الأجيال...
من الشعب...
جزء...
من سعادة الشعب...
اليعرف في مصيره...
تكريس سيادته...
التمكنه...
من تقرير المصير...
في الاقتصاد...
في الاجتماع...
وفي ثقافة العصر...
في مجال السياسة...
حتى يطمئن...
الشهيد المهدي...
في مرقد رأسه...
في مرقد باقي الجسد...
بعد أن قدم...
كل التضحيات...
بعد أن تم اختطافه...
بعد التعذيب...
وبعد التخلص منه...
وإخفاء آثار الجريمة...
من أجل...
ما يقتنع به...
من أجل الإنسان...
في صفوف الشعب...
وعلى مستوى العالم...
(6)
والشهيد عمر...
عاصر كل ذلك...
واستوعبه...
وتتبعه...
في لحظات دقيقة...
تأثر به..
تفاعل مع التضحيات...
القدمها...
الشهيد المهدي...
من أجل...
سيادة الشعب...
على نفسه...
تفاعل...
مع الاختطاف...
مع تعذيب الشهيد المهدي...
مع التخلص منه...
ليصير...
عريسا للشهداء...
تفاعل...
مع رجات المجتمع...
مع رجات الشعب العزيز...
اللا يتحمل...
اختطاف المهدي...
والتخلص...
من جسده...
تظاهر في كل المدن...
في كل القرى...
ضد الاختطاف...
ليصير يوم الاختطاف...
علامة تحول...
في اتجاه استصدار...
اللحظات الجميلة...
في تاريخ الشعب...
من أجل قطع الطريق...
أمام تقدمه...
أمام تطوره...
فكان الشهيد عمر...
مهتما...
ببناء الحركة...
بتطوير البناء...
على أساس الاقتناع...
بأيديولوجية الكادحين...
لكل ما...
يدبره الحكم...
في حق الشعب...
فكان الحسم...
مع اللا تنظيم...
في الحركة...
الصارت مستهدفة...
من الحكم...
من الرجعية...
ومن أدلجة دين الإسلام...
لإيهام الشعب...
أن الحركة...
ضد دين الإسلام...
وعليه...
أن يقاوم الحركة...
من أجل الحفاظ...
على دين الإسلام...
الصار أدلجة...
والأدلجة...
دين جديد...
والدين الجديد...
تحريف...
لدين الإسلام...
(7)
وإحياء التراث...
في عهد الشهيد عمر...
بعد عهد الشهيد المهدي...
عريس الشهداء...
كان إحياء...
لكل الجوانب...
التبث في الفكر الظلام...
حتى يتقوى...
المؤدلجون...
لدين الإسلام...
مقابل ما يتلقاه...
كل مؤدلج...
حتى لا تستند الحركة...
إلى كل الجوانب...
الأشرقت في التراث...
وكانت وسيلة...
ومنطلقا...
لتقدمنا...
لتطورنا...
في تاريخ العرب...
والمسلمين...
في تاريخ الإنسان...
في هذا العالم...
والمؤدلجون...
اليتعاقدون...
مع الحكم...
وتحت إشرافه...
على إقبار...
ما تسعى إليه الحركة...
بالتخلص...
من الشهيد عمر...
كقائد مخلص...
متفان...
من أجل الحركة...
كاستمرار...
لما كان يسعى...
إليه الشهيد المهدي...
فكان يوم استشهاد...
عمر...
الملتزم...
ببناء الحركة...
الحريص على بناء...
أيديولوجية الحركة...
كأساس...
لتنظيم الحركة...
حتى تصير مواقفها...
منبنية...
على أساس التحليل الملموس...
للواقع الملموس...
حتى يتبين...
ما يجب فعله...
لأجل التغيير...
لأجل البناء الجديد...
لدولتنا...
لواقعنا...
على أساس العلم...
لا على أساس الخرافة...
لا على أساس الغيب...
اليتسم...
باللا علم...
من أجل القضاء...
على الحركة...
(8)
وما كان يجمع...
بين الشهيد المهدي...
وبين الشهيد عمر...
اختيار الانتماء...
إلى نفس الحركة...
اختيار الإخلاص...
إلى الشعب...
اختيار تنظيم...
العمال الأجراء...
وباقي الكادحين...
اختيار بناء...
أيديولوجية الكادحين...
على أساس العلم...
والمعرفة...
بتاريخنا...
بواقعنا...
بتطوير الحركة...
بتطورها...
حتى تصير...
أداة للتغيير...
لمقاومة كل مخطط...
يضعه الحكم...
من أحل التخلص...
من الحركة...
التصير عصية...
على الاستصدار...
بتجذرها...
في تاريخ الشعب...
في واقعه...
مما يجعل الحكم...
فاقدا...
لكل أشكال الصواب...
مما يجعله يتجه...
إلى اغتيال الشهيد عمر...
بعد عشر سنوات...
على اختطاف الشهيد المهدي...
مما أنتج...
حالة الاستنفار...
في صفوف الحركة...
تحت شعار...
(كلنا عمر)...
فكانت مساهمة...
من يؤدلج دين الإسلام...
في اغتيال الشهيد عمر...
لصالح الحكم...
وضد إرادة الشعب...
وتحت إشراف...
ممثل حزب...
أدلجة دين الإسلام...
وأمام أنظار...
ممثل الحكم...
في هذا الوطن...
في خدمة حزب...
أدلجة دين الإسلام...
وفي خدمة الحكم...
(10)
وسواء كان الشهيد المهدي...
أو كان الشهيد عمر...
ضحى من أجل الشعب...
ضحى من أجل الوطن...
فالشعب...
لا زال يعاني...
من الاستعباد...
من الاستبداد...
من الاستغلال...
ولا زالت...
راهنية الشهيد المهدي...
راهنية الشهيد عمر...
حاضرة...
ولا زال الشعب...
لم يرتق بعد...
إلى مستوى...
ما تقتضيه التضحية...
من أجل القضاء...
على عبودية الشعب...
من أجل القضاء...
على الاستبداد...
من أجل التخلص...
من الاستغلال...
حتى يمارس الشعب...
تحرره...
حتى يؤجرئ...
ديمقراطيته...
حتى تتحقق...
كل أصناف العدالة...
في توزيع الثروات...
في تقديم الخدمات...
بين جميع الأفراد...
(11)
يا أيتها الأرواح...
الطيبة...
عليك أن تحتفي...
بروح الشهيد المهدي...
عريس الشهداء...
بروح الشهيد عمر...
بأرواح كل الشهداء...
من جنس اليسار...
وكل الأرواح اللا ترتكب...
أي جرم...
وأي انتهاك جسيم...
في حق الإنسان...
حتى لا تعاني...
الأجيال اللاحقة...
من كل جرم...
من كل انتهاك جسيم...
(12)
فخطف الشهيد المهدي...
عريس الشهداء...
انتهاك جسيم...
والتخلص من جسده...
انتهاك جسيم...
واغتيال الشهيد عمر...
انتهاك جسيم...
والإبقاء...
على نفس الشروط...
انتهاك جسيم...
وتعذيب الشعب...
في ظل نفس الشروط...
انتهاك جسيم...
وحرمان جميع الأفراد...
من الشعب...
من كل الحقوق...
انتهاك جسيم...
والشعب...
لا بد أن يفرز...
من يواجه...
كل الانتهاكات...
الجسيمة...
على نهج...
الشهيد المهدي...
عريس الشهداء...
على نهج...
الشهيد عمر...

ابن جرير في 31 / 10 / 2018

محمد الحنفي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن