ستالين من معهد اللاهوت الى قيادة الدولة السوفييتية

كريم الزكي
salm_zaki2@yahoo.com

2018 / 12 / 20

ستالين من معهد اللاهوت الى قيادة الدولة السوفييتية
كريم الزكي
حسب الوثائق السرية المفرج عنها حديثاً في روسيا الخاصة بالحزب الشيوعي البلشفي وعن وصية لينين
بتاريخ 24 من ديسمبر من عام 1920 قيم لينين في وصيته الشهيرة أو رسالته التي ارسلها الى مؤتمر الحزب الشيوعي البلشفي الروسي قيم بصورة واضحة عمل ستالين على النحو التالي
(الرفيق ستالين بعد أن صار أمين عام اللجنة المركزية ركز في يديه سلطة لا حدود لها ويقول لينين أنا لست واثق أن كان بمقدور ستالين دائما استعمال هذه السلطات من التنبه والاحتراس)
وقال لينين عن المواجهة بين ستالين و تروتسكي أن هذه المواجهة تهدد الحزب بخطر الانشقاق
عملياً كان لينين يتحلى بحس سياسي رائع وقد تنبأ بما سيحدث
ظهور حالة وراثة لينين, وبداية الخلافات الحادة في قيادة الحزب التي تنبأ فيها لينين قبل وفاته وأشار اليها في رسالته لمؤتمر الحزب البلشفي
وبما يخص الكادر الحزبي القيادي في الحزب البلشفي فقد برز مثلث القادة , الذين كانوا يطمحون للسيطرة على مقدرات الدولة والحزب البلشفي وهم ستالين و كامنيف وزينوفيف وكان هذا الحلف يعمل بصورة موحدة ضد تروتسكي الذي شغل منصب قائد الحرس الأحمر والشخصية الثانية بعد لينين في الحزب البلشفي على الرغم من كونه بلشفياً جديداً ويذكر عن تروتسكي أنه كان مشاغباً ويوجه كلاماً لاذعاً وحاداً ضد لينين والبلاشفة عموماً لأنه الى فترة قصيرة قبل الثورة كان من قادة المناشفة المناهضين للثورة ولينين بالذات , ولكن أي شئ غيره ليكون أحد أبرز قادة ثورة أكتوبر , وهذا ما كتبنا عنه في مقال سابق 100 عام من التضليل .. (http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=612538)
عمل الثلاثي القيادي , ستالين وكامنييف وزينوفيف بكل أمكاناتهم من خلال وجودهم في اللجنة المركزية وسكرتاريتها على أبعاد تأثير تروتسكي وتقليل تأثيره على الحزب الشيوعي البلشفي . والسبب واضح ليس مبدئياً أو فكرياً كما يقال وإنما تنافسياً على الزعامة الحزبية ومناصب الدولة العليا , وتحالف ستالين وكامنييف وزينوفييف هو السيطرة على قيادة الدولة لكل واحد منهم طموحه الشخصي كي يكون هو القائد بعد وفاة لينين المتوقعة بعد مرضه الذي طال ولم يشفى منه منذ نهاية عام 1921 الى أن توفى في 21 يناير 1924 , وكل الصراع كان على السلطة ولم يكن أبداً على أي اساس مبدئي , الجميع له طموحه الخاص في أستلام القيادة بعد لينين وأما الثلاثي الذي كان يعادي تروتسكي فكان الشئ الذي يوحدهم ضد تروتسكي هو قيادته للجيش الأحمر ( الحرس الأحمر البلشفي ) وكون تروتسكي أبرز مؤسسي الحرس الأحمر وقائده طيلة الحرب الأهلية وحقق الأنتصارات الباهرة في القضاء عل أعداء الثورة , هذا هو الشئ المخيف الذي وحدهم ضده . إضافة إلا أن تروتسكي لم يكن مثل لينين كقائد مثقف ومحبوب بين الجماهير وبالعكس كان دكتاتوراً ثورياً الى أبعد الحدود , حيث كان ستالين ومجموعته يخافون من تروتسكي ليبطش بهم ويقضي عليهم جميعاً .
شاءت الظروف , أن ينتصر ستالين ومجموعته على تروتسكي ومن ثم لينفرد ستالين بحلفائفه كامنييف وزينوفيف , وينهي وجودهم
الشيء الغريب أن ستالين عزز نفوذه داخل الحزب البلشفي من خلال فتح المجال بشكل هائل لكل الأميين في الانتماء للحزب , مما جعل حتى قيادة الحزب مجموعة من الأميين , وكانوا المتعلمين فقط أشخاص على عدد أصابع اليد , ذوا تعليم أكاديمي في قيادة الحزب والدولة وفقط وزير الثقافة ووزير المالية , و لينين هو الوحيد الذي كان قد حصل على تعليم عالي وعلمي ومتخرج من كلية الحقوق , أما ستالين فخريج معهد اللاهوت الديني . ومن خلال هذه الدراسة اللاهوتية هي التي مهدت له كيفية السيطرة كدكتاتور أوحد (عبادة الفرد) على مقدرات الحزب والدولة لفترة تاريخية طويلة



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن