أمريكا أشعلت الحرب في اليمن فهل تساعد إيران في إطفائها؟ !

نجاح محمد علي
najahmali@gmail.com

2018 / 12 / 9

تحاول ايران أن تكون هذه المرة أكثر حذراً في إطلاق التصريحات حول المحادثات اليمنية اليمنية في السويد، كي لاتفسدها خصوصاً وأنها متهمة في التورط في الأزمة اليمنية رغم إنكارها ذلك وتأكيدها المستمر أنها بريئة الا من الدعم السياسي والإنساني وهي تعرف أيضاً أن أحداً من الأطراف المتورطة الأخرى لن يصدقها حتى لو أغلظت الأيمان ونزلت آية من السماء تبرئها من التدخل في اليمن وتزويد حلفاءها الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة.
ويدرك المسؤولون الايرانيون أن المرحلة الراهنة تتطلب المزيد من الحذر في توحيد الخطاب المنطلق من طهران ، وإن كانت معالمها الرئيسة تصب في صالح حلفائها، بعد إذعان التحالف العربي بقيادة السعودية خصمها اللدود لهذه المحادثات مهما كان مستواها ووصفها،وذلك لكي لاتُتهم بالتسبب في إنهيار فرصة من فرص السلام قد لاتتكرر، فيما لو فشلت هذه المحادثات.
ومع أن مقدمات الذهاب الى السويد كانت تؤشر إلى حصول بعض التقدم جهة تبادل الجرحى ونجاح أنصار الله في فرض إرادتهم بشأن كيفية وصول وفدهم الى السويد وضمان عودته، لكن التصريحات الايرانية حول الأزمة اليمنية والمحادثات في السويد، بدت حذرة تحث الخطى بصبر وحكمة كي لا تتحمل طهران المسؤولية فيما لو تعثرت.
وقبل يوم الخميس الماضي حيث بدأت محادثات السويد، صدرت من طهران تصريحات لافتة أطلقها وزير الخارجية الايراني "محمد جواد ظريف" أكد فيها أن ايران تدعم محادثات السلام حول اليمن التي في السويد، مطالباً في الوقت نفسه دول العالم بلعب دور إيجابي لإنهاءالحرب في اليمن.
وتعمد وزير الخارجية الايراني إعلان موقف بلاده الصريح الذي لم يخفي فيه انحيازه الى أنصار الله وحلفائهم، وذلك عبر تغريدة على حسابه في موقع تويتر مشيراً بشكل لافت الى مسؤولية العالم التأريخية في بقاء الحرب في اليمن وإطالة أمد الأزمة داعياً لدعم المحادثات عبر طرق مختلفة منها وقف تسليح المعتدين.
وأرفق ظريف بهذه التغريدة ، النص الانجليزي للبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الايرانية في وقت سابق بمناسبة بدء المحادثات اليمنية.
مبادرة
لقد أعلنت إيران ترحيبها ودعمها للمحادثات اليمنية اليمنية في السويد تحت رعاية الأمم المتحدة، ودعت جميع الأطراف اليمنية إلى المشاركة البناءة والمسؤولة في المحادثات، ودعتهم، من خلال اتخاذ خطوات لبناء الثقة، توفير الأرضية اللازمة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي المعاناة والحصار الظالم ضد الشعب اليمني.
- [ ] كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أطلقت في بداية الحرب "مبادرة شاملة" لحل الأزمة في اليمن، ودعت من خلالها إلى وقف فوري للقتال وارسال المساعدات الإنسانية، وبدء الحوار اليمني - اليمني،، وتشكيل حكومة ذات قاعدة واسعة في اليمن، وقد اعتمدت الامم المتحدة المبادرة كوثيقة رسمية ما سمح لطهران التأكيد مرة أخرى على الحل السياسي القائم على الحوار، اليمني - اليمني لتسوية الأزمة في اليمن، ولذلك دعت طهران المجتمع الدولي للعب دور فعال ونشط، بما في ذلك ممارسة الضغط على الدول المصدرة للسلاح إلى المعتدين لتسهيل عملية السلام وليسمحوا للشعب اليمني تقرير مصيره بعيداً عن تدخل القوي الأجنبية.
وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية في بيانها، إلى الحرب المريرة المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن، وصرحت بأن التجربة المريرة لما يقرب من أربع سنوات من الحرب والاعتداء المدمر على الشعب اليمني، لم تحقق أياً من الأهداف السياسية والسلطوية لدعاة الحرب، وفقط أفضت إلي حدوث كارثة إنسانية شاملة وتدمير الموارد الاقتصادية والبنية التحتية وموت الآلاف من النساء والأطفال وغيرهم من أبناء الشعب اليمني المضطهد، لكنه شعب مقاوم وممانع.
لكن وزارة الخارجية الإيرانية انتهزت الفرصة لتعلن استعدادها التعاون مع المجتمع الدولي لحل الأزمة في أقرب وقت ممكن، وتشدد على الحاجة الملحة لتسريع عملية إرسال المساعدات الإنسانية إلى اليمن. وتعتقد أن الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة والمأساة الإنسانية في اليمن هي مسؤولية تاريخية تقع على عاتق العالم في الوقت الحاضر.
وقد أعربت طهران عن رغبتها المشاركة في تقديم الدعم المباشر للمحادثات في استوكهولم وأبلغت الأمم المتحدة والحكومة السويدية استعدادها ارسال كبير مساعدي وزير الخارجية المسؤول عن المهمات الخاصة حسين جابري أنصاري لتذليل الصعاب بين الحكومة المعترف بها دولياً في عدن وحكومة الأمر الواقع في صنعاء، إلا أن ضغوطاً مارستها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حالت دون ذلك في الوقت الحاضر بانتظار حصول انفراج في شأن الحكومة العراقية لإكمال الكابينة الوزارية في ضوء اتهامات لواشنطن بعرقلتها عبر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ومن الممكن في مرحلة لاحقة إذا نجحت المشاورات في السويد أن تشارك طهران في دفع عملية السلام بين اليمنيين واقترحت في هذا السياق استئناف الاتصالات مع السعودية في ضوء تصاعد أزمة قتل الصحافي المغدور جمال خاشقجي وتضييق الخناق على ولي العهد محمد بن سلمان كمتهم رئيس أول، وحاجته الى متنفس من خناق أزمة اليمن، يمكن لطهران أن تلعب فيها دوراً إيجابياً إذا وافق ترامب العالق هو الأخر في أزمة خاشقجي.
هجوم
لكن التيار المحافظ لم يترك الفرصة دون أن يدخل على الخط بلهجة أكثر تشدداً عندما تطرق خطيب جمعة طهران المؤقت آية الله محمد علي موحدي كرماني الى حرب اليمن ، وذكر محادثات ستوكهولم وقاب إن "الحل الوحيدلازمة اليمن هو وقف الحرب والاعتراف بحق شعب هذا البلد، واجراء المحادثات بين الجهات اليمنية"،مضيفاً : "أن هذه القضية هي إختبار لاميركا والدول الغربية لان هذه الدول كانت تدعي منذ سنوات متمادية أنها تدافع عن حقوق الانسان، لكن قتل الشعب اليمني على يد آل سعود ودول عربية والكيان الصهيوني أثبت أن هذه الادعاءات مجرد خداع وأكاذيب، وأنهم لايفكرون سوى بمصالحهم المادية ولا يولون اهمية لحقوق الانسان".
وأضاف: "ان تدمير كل البنى التحتية الاقتصادية والصحية والحصار الشامل وقتل الأبرياء يمثل رد ادعاءات الغرب الزائفة على المطالب المشروعة للشعب اليمني"، موضحاً أن "اليمن يعاني من أسوأ كارثة انسانية"، متهماً واشنطن بالتورط المباشر في الحرب بقوله : "إن الطائرات الاميركية تقصف الشعب اليمني بقنابل فتاكة في حين أن 22 مليون يمني بحاجة ملحة للمساعدات الغذاية والطبية ، وأن كل من له مشاعر انسانية لا يمكنه تصور هذه الفاجعة".
وأشار الى أن "الاميركيين وبكل صلافة يتهمون ايران بارسال الاسلحة الى اليمن" وقال: "الاميركيون القتلة الذين حاصروا الشعب اليمني ومنعوا عنه ايصال المساعدات الطبية والغذائية، يتهمون ايران بارسال الصواريخ الى اليمن".
إعادة الأمل
يعتقد الايرانيون على نطاق واسع أن أزمة اليمن وتحديداً الحرب التي فرضتها السعودية كان يفترض أن تتوقف على اليمن بعد إعلان السعودية إنتهاء عاصفة الحزم في 21 نيسان أبريل 2015 وإعلان بداية عملية إعادة الأمل، والتحرك نحو استئناف العملية السياسية، والعمليات الاغاثية. لكن مع استمرار القصف الجوي والمدفعي والصاروخي واستمرار الحصار البحري.والجوي والبري من قبل التحالف بقيادة السعودية عاد كل شيء الى المربع الأول.
فقد جرت قبل (إعادة الأمل) مفاوضات إيرانية سعودية بوساطة عمانية، بل وجرت لقاءات مباشرة بين مسؤولين إيرانيين وسعوديين لبحث تقاسم النفوذ الإقليمي بين طهران والرياض كل حسب استحقاقه التأريخي والجغرافي في العراق واليمن، ووقف السعودية تدخلها السلبي في سوريا، ولَم تف السعودية بالتفاهم وواصلت الحرب بتصعيد عسكري أكبر في إطار سياسة إستعداء ايران التي تنتهجها المملكة منذ تولي الملك سلمان العرش ومايسميه الايرانيون بغياب عصر الاعتدال برحيل الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن