قراءتي لرواية زينة للدكتورة نوال السعداوي.. عندما يفشل الكاتب في الخروج من قوقعته

داليا حمامي
daliaa1984@gmail.com

2018 / 12 / 6

فكرة الرواية جميلة لكن الكاتبة شوهتها بكل هذا الكم من الإباحية و الكلام البذيء بلا مبرر و التهجم على الأديان والله بكلمات سوقية.. معظم الأفكار الدينية التي هاجمتها الكاتبة ناتجة عن سوء فهم لآيات القرآن او استشهادها بحديث ضعيف و توصيفه بأنه آية قرآنية.. بالإضافة لهجومها الشرس على كل الرجال و توصيفهم و كأنهم آلات اغتصاب متواصل لا تفرق بين طفل أو طفلة أو مراهقة أو عجوز.. انتابني خلال الرواية شعور بالشفقة على نوال السعداوي فأنا لا أدري كيف و من أفهمها الدين الإسلامي بهذه الطريقة.. إحدى الشخصيات كانت تائهة بين الإيمان و الكفر و كان الوصف دقيقاً لدرجة أنني شعرت و كأن نوال قد مرت بهذا التيه يوماً.. كما وصفت الإلحاد بشكل جيد لكنها لم تصف الإيمان بشكل جميل بسبب انحياز الكاتبة لإلحادها.. عكس ما حصل عند أحمد خيري العمري في رواية شيفرة بلال عندما وصف الإيمان وصفاً جميلاً دقيقاً و لم يبرع بوصف الإلحاد بل جاء وصفه ضعيفاً متهالكاً بسبب انحياز الكاتب لإيمانه و عجزه عن وصف شعور لم يعرفه يوماً..

كمية البذاءة و الإباحة في الرواية مبالغ فيها لدرجة القرف.. و كمية التكرار مريعة لدرجة انني شعرت و كأن هناك خطأ في الطباعة.. الكاتبة لم تكتب رواية إنما كتبت رأيها في الله و الدين و الرجل الشرقي و انحلاله و كررت خلال الرواية مقاطع كثيرة من مقابلاتها.. رواية منحازة للإلحاد و الانفلات و الأفكار الشاذة و من المستحيل اسقاطها على المجتمع العربي بشكل عام و المصري بشكل خاص.. اذ لا يمكن أن يجتمع في مجتمع واحد و وقت واحد كل هذا الانحلال الأخلاقي و الديني و البذاءة و الشتات و الضياع و الغش و الخداع دون أي نموذج واحد مشرف أو حتى يقترب من الطبيعي... أحسست أن الكاتبة أرادت أن تفرض رأيها و رؤيتها على القارئ من خلال التكرار و اعتماد اسلوب ضياع الأزمنة دون تقسيم الرواية لأبواب أو تواريخ لتوضيح زمن الأحداث.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن