تراث القاهرة العلمي والفني في العصر الإسلامي

عطا درغام
atta_dorgham@yahoo.com

2018 / 11 / 25

تراث القاهرة العلمي والفني في العصر الإسلامي
تأليف: الدكتور عبد الرحمن زكي
ما زالت هناك طائفة كبيرة من نوابغ علماء العرب والمسلمين لم ينالوا ما يستحقون من التقدير الجدير بهم في دراسة اعمالهم دراسة عميقة تتفق مع مكانتهم في تراثنا الإسلامي العلمي.
حقا، لقد سلطت الاضواء علي تراث علماء الطبيعة من نوابغ الفكر العربي، فدرست حياتهم ، وكتب عن مؤلفاتهم بحوث شتي في كثير من اللغات الحية، ونذكر من هؤلاء العلماء الأجلاء: ابو بكر الرازي ، والفارابي، وابن سينا، وابن رشد ، وابن بطلان ، وابو القاسم الزهراوي، وابن البيطار، وابن النفيس، وعلي بن العباس وغيرهم من نواغ الفكر العربي.
ومع ذلك فما زالت الاضواء خافتة جدا علي كثير من اعلام العلميين في مصر الإسلامية ممن أسهموا في علوم الطب والكيمياء والفيزياء وعلوم الحيوان والنبات والاحجار الكريمة، بالرغم من وجود طائفة كبيرة من هؤلاء العلماء المصريين الذين أضاءوا سبل العلم في مصر الإسلامية خلال الالف عام من تأسيس القاهرة.
نعم، فإن القاهرة التي ورثت علوم الاولين في مصر القديمةن نهضت فيها حضارة الإسلام منذ الفتح العربي ، وبذلك اعطت القاهرة وهي إحدي ينابيع الفكر العربي- أعطت الدنيا مثلما أعطته بغداد في أيام العباسيين حينما كانت قاعدة الخلافة الإسلامية ، ومثلما قدمته قرطبة عاصمة الخلافة الاندلسيةلاوربا، ومما لا شك فيه ان القاهرة أعطت ما لم تعطه غيرها من المدن الإسلامية الاخري حضارة وعلما وفنا وفكرا.
وقد واكب صدور هذا الكتاب مع احتفال مصر بالذكري الالفيةللقاهرة ليكشف فيها عن الحركة العلمية التي نهضت علي أكتاف علماء هذا البلد الامين .
يشتمل الكتاب علي تمهيد وخمس مقالات ، تتاول المقالة الاولي الحديث عن ميلاد الحضارة الغسلامية في مصر منذ أصبحت ولاية إسلامية وتبلور هذه الحضارة علي أيام الطولونيين بفضل علماء الطليعة في الطب والرياضيات والكيمياء..الخ.
وفي المقالة الثانية كيف آلت إليه هذه الحضارة في أيام الفاطميين الذين بنوا وشيدوا الازهر ودار الحكمة وعلي ايامهم لمعت طائفة من الاطباء ورجال الكيمياء والفيزياء والفلك والمؤرخين.
وفي المقالة الثالثة حضارة عصر الايوبيين الذين تكاثرت في أيامهم المدارس العلمية والدينية، كما نبغ كثير من العلماء بالرغم من كفاح اهل البلاد في الجهاد ضد الصليبيين.
وتناولت المقالة الرابعة حضارة مصر الغسلامية في أيام المماليك البحرية والجراكسة، و ويلاحظ القاريء كثرة العلماء وتوافرهم في جميع ميايدن العلوم ، ومما يؤسف له ان الكثيرين من العلماء لم تببحث أعمالهم العلمية تستحق. ومع ذلك فقد درس العلماء الأجانب بعض ما كتبه هؤلاء ونالوا تقديرهم.
وتناولت المقالة الخامسة بعض الصفحات المتصلة بالقاهرة وفنونها ومنشئيها ومعماريها
وألحقت في الدراسة ببعض الجداول الخاصة بالآثار الإسلامية التي شيدها الفواطم والايوبيين والممالك، فجعلوا منها ينببوعا حضاريا يباهي مركز الشرق والغرب ببتراثها المجيد.
ولا شك أن تلك الحقبة من حضارة مصر الاسلامية اهم المراحل العلمية في تاريخنا الثقافي العالمي كما يشهد تراثنا علي ذلك



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن