ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة9

مارينا سوريال
marinaisme25@gmail.com

2018 / 11 / 10

الاستيقاظ
كل شىء الان يبدو بعيدا..حتى الغرف الواسعة اصبحت ضيقة ..انتظرت حتى مل وعاد الى دكانه من جديد يقضى ساعات النهار حتى الغروب هناك قبل ان يعود..لاتصدق الى الان انها لم تهرب بل تظن انه الكابوس وستستيقظ لتجد انها قد رحلت عنه بالفعل وفى مكان اخر حيث لاترى ولاتسمع اى منهم حياة جديدة..الخطة تعرفها سيكون ثمل فى الاعلى ككل ليلة ستحمل ما تستطيع والاموال التى استطاعت ابعادها عن عيونه ..ستجد بيت من بيوت المغتربات ستجد اى مأوى ربما تذهب لتبحث عن خالتها اذا لزم الامر فكرت فى كل شىء سترحل سترحل ..من افشى سرها له؟ اهى لبيبة علمت ام انها الخادمة التى لاتعود من عملها قبل الصباح عدا ذلك اليوم المشئوم لم تخرج لتنقذها مثلما كانت تفعل فى الماضى تركته..تركته ينهال على جسدها بالصفع ..اتريد الرحيل حقا الان ؟تتنهد وهى تراقب الاثاث اثاث العرس الغرفتين لها بمفردها ..الملابس الجديدة ..الى اين كانت ستذهب ؟زفرت عادت لترقد من جديد كل شىء معد سلفا فلما تتضايق ؟ لما لاتكون مثلهن تقبل بما يحدث دون ان تعترض او تنتحب لكل منهم مقدر سيواجه مهما فعل ..بالكاد تجوع تشعر بالعطش دوما..كم يوم مضى منذ تلك الليلة سنوات طويلة دهرا ..تراقب نفسها فى المرأه من جديد ..متى اصبحت منتفخة فى كل جزء من جسدها هكذا تتذكر جيدا كيف كانت ممشوقة القوام طويلة تميل الى السمره لكنها افتح شقيقاتها لم ترث تلك السمره التى لوالدها ربما امها لاتدرى رحلت رحلت بعيدا ومهما حاولت ان تتذكر لون جلدها لاتستطيع ان تجزم ..ماذا اعطاه الحلوانى ليقوم ببيعها بتلك السرعة ..وعلام حصلت هى غرفة جديدة اكثر اتساعا تعيش بمفردها بداخلها ..حرم عليها الخروج ورؤية الناس ..ترك نافذة ضيقة لترى الغرفة النور ..يظن انه يكفيها ..اصبحت ترى الضوء ثقيلا ..سمعت القفل يدور والباب يفتح لكن لم ياتى الغروب بعد هلعت..انتظرت ان تسمع صوته لم يكن رجلا بل امراة..توليها ظهرها تعد المائدة سريعا تتحرك بحريتها داخل الغرفتين ..تتمت الحظ لاياتى سوى للبلهاء ..انظرى الى حالى اعيش مع زوج وثلاث اطفال وامه فى غرفتين وغرفة مجاورة يعيش اخوه زوجته واولاده جميعا نتشارك حمام واحدا..بينما انت بمفردك فى كل هذا ..لبيبة لبية اصمتى اصمتى ..ندت منها صرخة رفعت لبيبة رأسها تراقبها قالت ماذا لايعجبك الطعام انظرى مضى شهر بالكامل ولم تضعى اصبعك فى المطبخ بعد الى متى ؟انظرى الرجل لن يتحمل اكثر من هذا ..عليك ان تعتاديه طباع زوجك ..
متى اصبحت لبيبة تهتم لامرها تنصحها وتعد لاجلها الطعام ..
هيا اقتربى لتنناول الطعام انظرى اعددت المزيد اليوم لنتاوله سويا منذ متى لم نتشارك معا الطعام ..
تراقبها تتناول اللحم على عجل وكأن هناك من يسابقها فى امتلاكه ..تبتلع ما استطاعت لاترفع نظرها عن الاطباق ..انظرى لى الرجل يحتاج من تضع عيناها دائما عليه والا وجد اخرى تفتح له الباب ..تمضغ بصوت مرتفع تلوك اللحم ..لولا اننى لااغفل عنه لما تركته امه قبل ان تزوجه اخرى واعود انا باولادى الى حجرة ابوك..انظرى اليها وتعلمى اختك تعمل تعمل لم تقل ابدا لا ..تقبل وانظرى اليها لن تحظى ابدا ببيت وزوج لها واولاد ستظل بتلك الغرفة تعطيه المال انها هكذا ..ماذا تناولى اللحم انه طازج ليس مثل ما يحضره ذلك ..لى لانعلم متى تم ذبحه ..غدا يكبر رضا انه ابنى ليس مثل ابيه سيسافر مثل زوج اختك اللئيمة التى وعدتنى وغدرت بالطبع لديها كل شىء الان يقولون انهم حصلوا على شقة ..شقة باكملها ليست مجرد غرفة او اثنين ..وملابس ومن يدرى كم لديها من الذهب الان انها تحبه انا من ادرى هذا تحب الذهب اكثر من اولادها ..رضا سياخذنى معه حالما يذهب الى هناك العز العز الذى حرمت منه لبيبة ستحصل عليه ..توقفت عن الاكل نظرت الى مريم التى تراقبها فى يأس انظرى لى انت ايضا صادق هذا ليس سهلا يس كسيرا كما كنا نظنه ..غدا يصبح لديه بدل الغرفة بيت وتصبحى انت سيدة البيت حينها ستعرفين قيمة لبيبة وما فعلته لاجلك ..اعرف انك الان تكرهين لاننى لم اتركك تغادرى تلك الليلة غدا تقولين كله بفضل لبيبة ..تناولها قطعة من اللحم تحاول وضعها فى فمها المغلق ..تبتلعها مريم فى صمت ..انها تكره تكره كل شىء لبية صادق ابيها اختها النائمة التى تركتها وفاء التى هربت وربما ماتت مثلما يقولون ..انهت طعامها تلذذت بكوب شاى وهى تضع طبق الفاكهة بين يديها ..ساخذ بعض منه لاولادى طبعا لاتمانعين انت خالتهم فى النهاية مهما جرى بيننا ..تراقبها تحمل ما استطاعت من طعام وتوصد الباب جيدا ..ماذا يمتلك الحلوانى ليعطيه لها لم يكن بالامس بلا اب الان اصبح الوريث من خلف فتحات الشباك الصيقة تراقبه تشعر بثقلها على الكنبة ..انه يعمل بيديه لم يغير عادته ويجعل صبيانه يعملون كل من تذوق عمل يديه شهد له انه حلوانى ابا عن جد انه ابن ابيه حقا بشهادة الوراثة ..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن