مدرسة الأجيال !

حيدر ماضي
hadiermade56@gmail.com

2018 / 10 / 31


تتعالى الأصوات ويضج الناس بالبكاء وهم يعلنون الحداد ويلبسون السواد حزناً على سيد الشهداء ابا عبدالله الحسين (ع) منذ ما يقارب 1400 سنة، حيث لا صوت يضاهي صوت الحق ولا يعلوا عليه مهما فعل الطغاة في قمع هذه الثورة الحسينية فلا تزداد إلا علوا.

إن القضية الحسينية لابد أن يترك أثرها الأخلاقي والتربوي والإنسانية في نفوس العالم أجمع حتى بعد إنتهاء مراسيم العزاء.. لأنها ركيزة أساسية توقظ فينا روح الإصلاح والحضارة وتحفز لتحقيق حياة حرة كريمة على أساس التعامل الإنساني.

لأننا في حقيقة الأمر أمام تحدي كبير ومسؤولية قد علقت في رقابنا منذ فجر الولادة المحمدية الطاهرة حينما أشار لها الإمام الحسين (ع) "أن الله ابتلانا بكم و إبتلاكم بنا".. فهو حديث واضح وصريح تجاه العمل في رضا الله أولاً وأهل البيت ثانياً فالاخر هم سراج الله المنير في أرضه ورحمه لعباده.

لذلك من الواجب أن تكون هذه الذكرى محل لصقل النفوس وتزكيتها حتى لا تذهب الأعمال درج الرياح ، والأهم أن نتسائل ما حصيلة كل ما قدمناها في هذه الأيام العظيمة!، وهل نحن في حقيقة الأمر سائرون ع نهج هذه الإمام الذي بذل الغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة الحق ،ام أن هذه الأعمال تنطوي تحت غطاء الرياء والتباهي!

فالعمل لابد أن يكون مصحوب بنية صادقة وإيمان حقيقي بهذه الفاجعة.. والغاية الأهم هي معرفة السبب وراء تضحية من كان في عز وجلال.. الا أن يصبح في نهاية المطاف قتيلاً.!،

فالقضية أكبر مما نتصور فهي لا تقتصر على تقديم الخدمة أو أحياء الشعائر وحسب إنما في إدراك نتيجة أعمالنا، وماذا حصدناه من عاشوراء؟

تساؤلات عديدة لابد أن نخوض البحث فيها حتى تتضح لنا الأمور ونشعر بقدسية ما نقدمه ولكي يتسنى لنا الألتحاق بالركب الحسيني وبذلك نكون أحراراً منتصرين في الدنيا والآخرة كما قال غاندي " لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا إرادت إحراز النصر، فلابد لها من اقتناء سيرة الإمام الحسين (ع).

وعلى هذا الأساس فأن عاشوراء هي مدرسة الأجيال التي لابد أن نتعلم منها صغاراً وكبار بمختلف المستويات الفكرية والثقافية وعلى مدار حياتنا في كل زمان ومكان.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن