المنشار

رحمن خضير عباس
Abbasrahman9@gmail.com

2018 / 10 / 15

المنشار من الأدوات القديمة التي عرفها الإنسان. لمساعدته في تطويع الطبيعة.
وقد ذُكر المنشار في المخطوطات الهيروغليفية .
تطور المنشار اليدوي إلى المنشار الآلي. لأسباب طبية بحتة ، من اختراع طبيب من إسكتلندا ، في نهاية القرن الثامن عشر ، لاستئصال العظام المصابة ، والتي تحتاج إلى تقويم أو استبدال.
وقد تطوّر هذا المنشار الآلي في الوقت الحاضر ، كي يسمح بتقليص الأضرار كي لا يسبب تلَفا في الحزمة العصبية.ع
ثم امتدّ من الطب الى استعمالات أخرى ، كقطع الخشب وبقية المعادن آليا.
ولكن المنشار الذي اُستُخدم في تقطيع جثمان المعارض السعودي جمال خاشقچي ، وفق اعتقاد الصحيفة التركية(يني شفق ) الصادرة في اسطنبول ، لم يكترث للأضرار الذي يسببه لجسد الضحية. مادام الأمر يتعلق في إخفاء الأدلة الجنائية ، وإخفاء الجثة للتخلص من الدليل المادي للجريمة.
في عملية اجرامية يندى لها جبين الانسانية.
وفي طريقة تتنافى مع القيم والمُثل للأديان جميعا .
وفي أسلوب يستعير من ظلمة وحشية التاريخ البدائي بعض أدواته.
وجمال خاشقچي إعلامي سعودي ، لا يمتلك سوى صوته وقلمه. ولا يشكل أي خطر على هَرَم السلطة المطلقة في السعودية . ومع ذلك فكان مصيره القتل على طريقة الأفلام السينمائية المرعبة.
ويبدو أن المنشار سيبقى سلاح أغلب الأنظمة الدكتاتورية في الدول العربية ، ضد أحرار الرأي.
فقد اُستُخدم من قبل مدير الامن العامة العراقي البعثي ناظم گزار . في أواخر ستينات القرن الماضي ، فحسب رواية حسن العلوي ، التي ذكرها في كتابه (دولة المنظمة السرية )، يقول :
" أن ناظم گزار اشترى تابوتا ، وحملَهُ إلى مديرية الأمن العامة ببغداد ، واستدعى شخصا شيوعيا ، يُعتَقد أنه أصلب معتقل سياسي بين رفاقه ، فلفّ الحبلَ حول رجليه ويديه وجسده. وأدخله في التابوت ، ثمّ أغلق الغطاء بالمسامير. واستخدم المنشار لقطع التابوت الذي يحوي ذلك المعتقل ، ففصل جسده إلى قسمين على مرأى بقية المعتقلين. "
ناظم گزار الذي تلذذ باستخدام المنشار بيده ، بحَقّ ضحية ، ذنبها الوحيد هو تحقيق الحياة الكريمة للناس .
وقد تم تعيين هذا المجرم ، وأعني ناظم گزار ، جنرالا في الشرطة والإمن من قبل صدام حسين الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية العراقية . تثمينا على حدّة منشاره !
وما أشبه اليوم بالبارحة.
فما دام الأمريكيون يفضلون مصالحهم على قيمهم ومبادئهم . سيبقى المنشار وسيلة الرعب التي ترفعها الأنظمة ، في وجه الأحرار الذين يحرصون على مستقبل بلدانهم.
ومادام الأتراك في أزمة مالية. وإن الذي استخدم المنشار سيرضيهم ماليا ،
ستبقى القضية رهن التحقيق الابدي .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن