مستقبل الثقافة فى مصر د كتور طه حسين 5

خالد محمد جوشن
khalidgoshan@hotmail.com

2018 / 10 / 14

التعليم الاولى ركن اساسى من اركان الديمقراطية

لست فى حاجة الى الاطالة فى اثبات ان التعليم الاولى والالزامى ركن اساسى من اركان الحياة الديمقراطية الصحيحة ، بل هو ركن من اركان الحياة الاجتماعية مهما يكن نظام الحكم الذى تخضع له

يجب ان تضمن الديمقراطية للناس القدرة على اصلاح امرهم والقدرة على الكسب والعمل وليس من وسيلة سوى التعليم فهو الذى يمكن الفرد من ان يعرف نفسه وقدراته وبيئته الطبيعية والوطنية والانسانية

والدولة ملزمة بان تنشر التعليم الاولى لانه:-
اولا ايسر وسيلة يجب ان تكون فى يد الفرد لبستطيع ان يعيش
والثانى ان التعليم ايسر وسيلة فى يد الدولة لتكوين الوحدة الوطنية
وثالثا لان التعليم هو الوسيلة الوحيدة فى يد الدولة لتمكنها من البقاء والاستمرار لانها بهذا التعليم الاولى تضمن وحدة التراث الوطنى الذى ينبغى ان تتوارثه الاجيال

لامبرر للافراد لدفع الضرائب التى تمكن الدولة من البقاء والعمل اذا لم تضمن الدولة لهم ايسر ما يحتاجون اليه ليعيشوا وليكونوا امة واحدة قادرة على البقاء ثم الخلود وهو التعليم فهو ابسط واجبات الدولة

واذا كانت الديمقراطية تضمن للافراد الحرية والحياة فان الحرية لاتستقيم مع الجهل والتعليم هو الذى يجعل الفرد يشعر بواجبه وحقه وواجب مواطنيه وحقوقهم وهو الذى يشيع شعور التضامن الاجتماعى ليجعله حريصا على احترام حقوق مواطنيه ليحترم مواطنيه حقوقه
ايسر التعليم ان يقرأ ويكتب ويعرف تاريخ بلاده وحاضرها وان يتعلم ما يشعره بامال امته ومستقبلها ، لابد ان يتعلم الفرد لغة امته ويتقنها ويعلم تاريخ مصر وتقويمها ثم نظامها المدنى والاجتماعى

وليست الدولة مسئولة عن تكوين عقل الصبى وقلبه فحسب بل هى مسؤلة عن صحته من خلال التربية البدنية لتضمن الامة تكوين اجيال صحيحة الاجسام والعقول معا

من عندى ( ارأيتم الخطورة الداهمة للتعليم وانه من العبث ترك اصلاح التعليم فى مصر فى ايدى مجموعة من الوزراء المغامرين مهما حسنت نياتهم ، ان التعليم لن ينصلح برؤية وزير والغاء سنة او ضم سنة ولا باعمال سنة ولا بتابلت لكل طالب ولا بمبانى حديثة ولكن برؤية متكاملة تشترك فيها اطياف المجتمع المدنى مع الحكومة ولا مانع من استلهام خبرات التجارب التى سبقتنا فى هذا المضمار واسست نهضتها الحديثة على التعليم مثل فنلندا والمانيا وسنغافورة )

مهمة التعليم الاولى اخطر من محو الامية
السبيل الى كل ما تقدم هو المعلم الصالح ، ليس يكفى المنهج الجيد والبرنامج الجيد وانما الاهم والسبيل الى ذلك هو المعلم الصالح لفهم المنهج والبرنامج والقادر على تنفيذهما على احسن وجه

والمعلم مسؤل امام الشعب وامام الدولة
مسؤل امام الشعب لانه ارسل اليه ابنائه صالحين للتطور والرقى فافسدهم حين كان ينتظر منه الاصلاح ، ومسؤل امام الدوله لانها حين دفعت اليه ابناء الشعب فانما كانت تنتظر منه صبية قادرين على حماية الوطن واقرار الامن والعدل لاصبية جهلاء قصيرى العقول


ويجب على الدولة ان تحاسب المعلم لانه تلقى مادة صالحة فافسدها
ولكن من حق المعلم على الشعب والدولة ان يجد المعونة من ثلاثة اوجه
الاول الدولة ملزمة بان تهيىء المعلم تهيئة صالحة من خلال المدارس والمعاهد التى تخرج للتعليم الاولى رجاله ، ويجب ان تكون مدارس المعلمين صالحة كاحسن ما يكون الصلاح بحيث لايشعر الطلاب فيه انهم يعيشون عيشة ابتذال وهوان وبانهم معلمين ابتدائى طبقة منحطة من ابناء الشعب ابد
ا
يجب ان يشعروا بالعزة والكرامة وحب الحرية والاستقلال حتى ينقلوا هذا الشعور لتلاميذهم وليس يكفى ان تكون مدارس المعلمين صالحة ماديا ومعنويا فقط بل يجب ان يكون المنهج صالحا بحيث يكون المعلم على دراية كاملة بتاريخ بلاده حتى يستطيع ان يعلم صبيته وكذلك ان يكون على دراية كاملة بالجغرافيا وكافة العلوم الاخرى

والافضل ان يكون خريج جامعة ولدية دراية باصول التربية والثقافة العامة
الامر الاخير ان يكون فى بحبوحة من العيش وان تأجره الدولة ليعيش العيش الكريم الراقى

لااعرف شرا على الحياة العقلية فى مصر من ان يكون المعلم الاولى كما هو عندنا سيىء الحال منكسر النفس محدود الامل ، شاعرا بانه يمثل اهون الطبقات على وزارة المعارف شأنا يجب ان يكون المعلم عزيزا كريما حتى يشعر وهو يؤدى واجبه بهذه العزة والكرامة ليكون مثالا لهما امام التلاميذ
والى مقال جديد



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن